المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية.. صراع البقاء وجدل الوجود
هل يتكرر سيناريو المؤتمر العام الثامن؟
تقرير: فاطمة مبارك
عقدت الحركة الإسلامية مؤتمراتها بالولايات، تمهيداً لانعقاد المؤتمر العام التاسع، الذي من المتوقع أن يعقد في منتصف شهر نوفمبر القادم، وفقاً لإفادات مصادر موثوقة. هذه المؤتمرات تمت في هدوء تام دون أن يتابع الناس تفاصيل لقاءاتها التي حظيت بمخاطبة بعض الشخصيات المثيرة للجدل أمثال “نافع علي نافع” وربما يعود السبب لانشغال الناس بالحكومة الجديدة والقرارات الاقتصادية التي صدرت متتالية وتغريدات رئيس الوزراء ووزير المالية.
ثمة إشارات مهمة وردت في هذه المخاطبات كمخاطبة “نافع” في مؤتمر الحركة الإسلامية، بولاية النيل الأبيض، التي أكد فيها أن المؤتمر الوطني ماضٍ في ترشيح “البشير” في انتخابات 2020 م ومن ثم مضى في الحديث عن استهداف الحركة الإسلامية من الدول الغربية، وطمس هوية الشعوب الدينية، مضيفاً عندئذ الحركات الإسلامية ستتعرض لهجمة شرسة من المجتمعات الغربية، فيما قال في مؤتمر الحركة الإسلامية بولاية نهر النيل، إن السودان يتعرض لاستهداف شامل للقوى الإسلامية والوطنية، وفشلت كل مخططات الأعداء في استئصال التيار الإسلامي، وهذه تعتبر المرة الثانية التي يتحدث فيها “نافع” من ولاية نهر النيل.
بالرغم من تصريح “نافع” الإيجابي حول ترشيح “البشير”، تم إعفاؤه بعد أقل من أسبوع من موقعه التنظيمي كأمين عام لمجلس الأحزاب الأفريقية، وهناك من ربط بين الإعفاء والمخاطبات ومنصب الأمين العام للحركة الإسلامية القادم، وهذا الإعفاء ربما تكون فيه إشارة إلى أن الصراعات والاختلافات داخل حزب المؤتمر الوطني وبين المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية لا زالت موجودة رغم التحذيرات التي أطلقها نائب رئيس الحزب للشؤون التنظيمية مساعد الرئيس “فيصل حسن إبراهيم” حول ما أسماه الشلليات، وقد يكون الإعفاء متعلقاً بمخاطباته للحركيين الذين يرون فيه المثال والقدوة، خاصة أن المخاطبات تزامنت مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر العام التاسع للحركة الإسلامية، وبحسب قراءات عديدة أن مؤتمر الحركة الإسلامية يأتي في ظروف استثنائية، حيث هناك اختلاف بين الحركيين والحزبيين في المؤتمر الوطني حول قضايا جوهرية، من بينها ترشيح “البشير”، و”نافع” أحدهم، وإن أكدوا التزامهم بالمؤسسية، كذلك برزت خلافات حول موضوع حل الحركة في وقت سابق، قيل إنه مطلوب من بعض الدول الغربية، يبدو أن “نافع” من الشخصيات التي دافعت عن بقاء الحركة الإسلامية لذلك حرص على الحديث عن نية الغرب في القضاء على التيارات الإسلامية وهو يعلم أن عضوية الحركة ترفض هذا الأمر، ولكل هذه التحديات يعتقد بعض القابضين على مفاصل الحزب والسُلطة أن اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية الجديد، لابد أن يتم اختياره بدقة من قبل حزب المؤتمر الوطني، يراعى فيها تأييد الشخصية القادرة على كل السياسات المجازة حتى يتجاوز الحزب والحركة كثير من الاختلافات، فعلى مستوى الحزب والجهاز التنفيذي الأمر مقدور عليه يمكن ترتيب الأوضاع من خلال سُلطة الرئيس “البشير”، لكن في موضوع الحركة الإسلامية الموضوع مختلف حيث يتم الاختيار بالانتخاب، وفي الأذهان تجربة المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية، التي شهدت صراعات عنيفة بين من يريدون اختيار “غازي صلاح الدين” ومن يريدون اختيار شخص من بين المتنفذين في الحزب، الأمر الذي أدى إلى انسحاب “غازي صلاح الدين” عندما أدرك أن وصوله غير ممكن رغم دعم الشباب.
القائمون على الأمر فقد اضطروا إلى انتخاب الأمين العام من مجلس الشورى وليس المؤتمر العام، ليتجاوزوا هذا الصراع ويبدو أن ذات المشهد سيتكرر في المؤتمر العام التاسع للحركة الإسلامية فحال ترشح “نافع” لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية يتوقع المراقبون أن يعود الاصطفاف الذي حدث في المؤتمر العام الثامن خاصة وسط الشباب، قيادي شاب بالحزب استبعد أن يخوض “نافع” صراع في مؤتمر الحركة الإسلامية القادم، مشيراً إلى أن نافع ملتزم تنظيمياً وحتى إذا كانت له قناعات مخالفة لقيادات حزب المؤتمر الوطني، فإنه لا يتجاوز المؤسسات، مضيفاً أنه كان قريباً من “البشير” ولم يوقف نشاطاته في الحركة الإسلامية، حيث شارك في عدد من مناشط الهجرة لله، لكن المؤكد أن “نافع” يمتلك كارزيما ولديه قواعد وسط الإسلاميين، خاصة الشباب ومن جانبه اتفق دكتور “نضال عبد العزيز”، مع هذا القول خلال رسالة مطولة تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي اخترنا منها هذه الجزئية التي قال فيها دكتور “نافع” صاحب تاريخ ناصع وكسب ومجاهدات واسعة لا يختلف عليها اثنان، وأن تغيرت النفوس إلا أننا نثق في قيمة الفكرة وأن جانب بعضها التطبيق وكنت ولا زلت معجباً بمدارس تعج بالقيم والفهم والتطبيق وواحدة منها هي مدرسة العزيمة والتحدي والقيادة، وقال تجاذبنا في مجالسنا الخاصة إعفاء “نافع” كأمين عام لمجلس الأحزاب الأفريقية ومنهم من احتفى ومنهم من تحسر ومنهم من سخر، لكن مجلس الأحزاب (حبة عماش) لولا ثقل الوزن لما كان له نتاج كذلك أكد لنا شباب آخرون أن رسالة “نضال” تعبر عن لسان حال عدد كبير من شباب الحركة الإسلامية.
القيادي بحزب المؤتمر الوطني عضو المكتب السياسي “ربيع عبد العاطي” لم يتفق مع من يقولون إن هناك خلافات ستظهر في انعقاد المؤتمر العام التاسع للحركة الإسلامية، وقال لـ(المجهر) المقارنة بين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني غير موفقه، الحركة الإسلامية هي الأساس والقلب النابض للمؤتمر الوطني، وهي التي تدفع حركة الدولة والمجتمع والحزب نحو وثيقة الإصلاح، لذلك ينبغي النظر إلى أي متغيرات نظرة إيجابية واعتبر “ربيع” الخلافات أمراً طبيعياً يعبر عن تنوع في وجهات النظر وهذا مطلوب، مضيفاً أن في الفقه الإسلامي التنوع كان مدعاة إلى تقوية حركة الإسلام لذلك المسألة ليست مربوطة “بنافع” أو “علي عثمان” فنحن نتوقع أي شخص لموقع الأمين العام للحركة الإسلامية، ومن كان يتوقع “معتز” لرئاسة مجلس الوزراء؟، البروفيسور “الطيب زين العابدين” أكد أن “نافع” منتمي للحركة الإسلامية منذ المرحلة الثانوية، ومؤهل، ومن المؤسسين للإنقاذ وكان مسؤولاً عن مكتب معلومات الحركة الإسلامية قبل الإنقاذ، وعمل في مؤسسات الحزب والدولة لسنوات طويلة، وله تلاميذ وأتباع يدعمون مواقفه ونشيط وقوي، واعتقد أنه لن يكون أخذ إذن من الجهات المسؤولة لمخاطبة قواعد الحركة الإسلامية في نهر النيل أو النيل الأبيض، ومن حقه أن يتطلع لمنصب أمين عام الحركة الإسلامية، لكن استبعد بروفيسور “الطيب” أن يتبوأ هذا الموقع في ظل التعقيدات الموجودة في الحزب والحركة الإسلامية، حيث قال “نافع” مؤهل، لكن القراءات والواقع تدل على أنه لن يُترك للوصول لهذا المنصب.