.. مع كل ما يعانيه الوضع الاقتصادي من أزمات متلاحقة وصلت حتى مرحلة الاختناق إلا أن هنالك قطاعات واسعة من المجتمع السوداني المتمركزة في الحضر والمدن بدأت و خلال الفترة الأخيرة تبدي اهتماماً ملفتاً بالزراعة فهنالك من اتجه إلى الدخول في شراكات مع بعض أقربائه المزارعين في الريف عبر إسهامه في تمويل مواسم زراعية عادت عليه بِما شجعه للمضي أكثر في هذا النشاط .. آخرون انتقلوا بأنفسهم لمسقط رأسهم في الريف للكشف عن ما لديهم هناك من حقوق وما تركه لهم آباؤهم وأجدادهم من أراضي زراعية .. وبعض القادرين اشتروا بالفعل أراضي زراعية في أطراف الخرطوم و شرعوا في تهيئتها لزراعتها .. شيء رائع بالتأكيد ولكن المدهش أنه يتم على نحو يوحي بالحركة الفردية والاجتهاد الشخصي وربما كان سبب ذلك ضيق سبل العيش للحد الذي يلجأ معه الناس الآن للزراعة ليوفروا لأنفسهم حياة ( مستورة ) وهو أمر إيجابي ويستوجب الالتفات إليه والاهتمام الكبير به من قبل الجهات ذات الصِّلة بالدولة فلأول مرة تتوافر هذه الثقة من قبل هذه القطاعات المتمدنة بالنشاط الزراعي علي هذا النحو الجيد الذي يحتاج للمساندة من قبل الدولة عبر طرح المشروعات الجديدة وتقديم التمويل والدعم لجميع الراغبين، ليحققوا نجاحات تساعد في توجيه رؤوس الأموال و السواعد الفتية لتحرث الأرض وتفلحها ، فبهذا وحده سينهض هذا البلد العظيم من كبوته ..
