"الكابلي": بدأت شاعراً وملحناً.. وهذه قصة غنائي لأول مرّة أمام "عبد الناصر"
فنان برز على الساحة الغنائية داخلياً وخارجياً بأعمال جعلته في المقدمة على مستوى الغناء السوداني، وتحدث عن التراث بصورة حببت الكثيرين إلى معرفته، والآن هو قامة سامقة في الفن ولديه العديد من القصائد الوطنية والعاطفية فاقت الـ (150) قصيدة، بجانب الألحان التي برز فيها.. حاولنا أن نتعرف عليه في هذه المساحة أكثر.. مركزين على الجوانب التي ربما تكون خافية على معجبيه في شخصيته:
{ ماذا في البطاقة القومية؟
– “عبد الكريم عبد العزيز محمد الكابلي”.. ولدت بمدينة بورتسودان في أوائل الثلاثينيات.. وبدأت مراحلي الدراسية أولاً بالخلوة بالقضارف ثم الكُتاب ببورتسودان والمرحلة الوسطى ببورتسودان، ثم كلية التجارة الصغرى بأم درمان.
{ أول محطة بعد التخرج في كلية التجارة؟
– التحقت بالهيئة القضائية في وظيفة كتابية.
{ كيف كان مدخلك للغناء؟
– منذ أن كنت بالمرحلة الوسطى كان يتم اختياري ضمن المجموعة التي تؤدي الأناشيد، وهذا يدل على أن صوتي كان مقبولاً في الغناء، وبعد أن أكملت السنة الرابعة الوسطى والتحقت بمدرسة التجارة تعرفت على زميل يدعي “إبراهيم محمد”، وهو من أبناء الأبيض، كان يجيد العزف على الكمان والعود، والآلتان متوفرتان لديه، إلا أنه كان يفضل العزف على الكمان، فاستعنت بآلة العود الموجودة لديه وبدأت في تقليد أساتذتنا أمثال “حسن عطية” و”أحمد المصطفى” و”الكاشف” و”التاج مصطفى” و”عثمان حسين”.
{ لمن كنت تغني؟
– كنت أغني في دائرة ضيقة وللأصدقاء فقط، ووقتها وضعت كلمات أغنية (زاهية)، وقدمتها للأستاذ “عبد العزيز داوود” الذي قام بأدائها، ومن ثم وبحكم العمل الوظيفي بالقضائية نقلت إلى مروي وقضيت بها ثلاث سنوات، وهناك وضعت لحن لأغنية (يا حليلكم) التي صاغ كلماتها الشاعر الأستاذ “مهدي فرح” وتغنى بها الأستاذ “إبراهيم عوض”، كما وضعت كلمات أغنية (مروي) وأدخلت ثلاثة مقاطع بها تمثل تراث المنطقة (القوز علينا ظلم ويا حلة تنوري، وبوبة عليك تقيل)..
{ وحتى ذلك الحين لم تظهر كفنان على الساحة الغنائية؟
– نعم، فقد عدت من مروي ووجدت ضالتي في أخ حبيب ومن أصحاب الأصوات الندية، وهو الأخ “عمر الشريف” رحمه الله، وأعطيته مجموعة كبيرة من أغنياتي، إلى أن وضعت ألحاناً لقصيدة (آسيا وأفريقيا) التي صاغ كلماتها الشاعر “تاج السر الحسن” احتفاء بظهور حركة عدم الانحياز وانعقاد مؤتمر (باندونق) بإندونيسيا في عام 1955م، وفي بداية الستينيات قرر الرئيس “عبد الناصر” زيارة السودان.
{ وكيف تغنيت بـ(آسيا وأفريقيا)؟
– لقد أقنعني أحد الإخوان، لا أذكره، وقال لي بالحرف الواحد: أردت أم لم ترد ستغنيها ومافي أشرف من هذه المناسبة تجعلك تنطلق فنياً. ووقتها “عبد الناصر” كان يملأ الساحة العربية والدولية وله معجبون كثر.
{ وبعد أن أديت (آسيا وأفريقيا)؟
– استضافني الأستاذ “أحمد الزبير” في برنامجه (أشكال وألوان) بالإذاعة، وأذكر في تلك الحلقة أنني غنيت (مروي) أو (يا أمير).
{ وبعد انطلاقتك الفنية؟
– تم اختياري في لجنة النصوص والألحان، واللجنة كان منوط بها إجازة الكلمة واللحن.
{ وما هي القصائد الأخرى التي كتبتها ووجدت شهرة؟
– فتاة اليوم والغد (أي صوت زار بالأمس خيالي).
{ ومن ثم؟
– في عام 1963م بدأت الأغاني الخفيفة (سكر) و(يا جار) و(زينة) و(الكل يوم معانا)، إلى أن حل عام 1964م ولحنت (ضنين الوعد) التي كتب كلماتها الشاعر “صديق مدثر”، ثم (إني اعتذر) للشاعر “الحسين الحسن” (حبيبة عمري تفشي الخبر).
{ وكم رصيدك الفني والغنائي؟
– حوالي (150) أغنية.
{ وكيف دخلت مجال الغناء والتنقيب عن التراث؟
– في عام 1960م قدمت أول محاضرة في التراث الشعبي، ومن هنا بدأ اهتمامي، وقدمت العديد من المحاضرات في هذا الجانب داخلياً وخارجياً، وقدمت محاضرات باللغة الإنجليزية في أمريكا، وشريطاً يحمل المقدمة باللغة الإنجليزية.
{ هل تلخص لنا إنتاجك الفني؟
– أصدرت ألبومات منها (سعاد) و(براق العيون) و(تراثيات) و(أغلى من نفسي) و(ليلة المولد) و(حليل موسى)، وفي نيتي إصدار ديوان شعر أجمع فيه ما كتبت من أشعار، وربما يكون أكثر من ديوان بالفصحى والدراجة.
{ فنانك المفضل آنذاك؟
– “حسن عطية”.