و(مخرِّبون) آخرون!!
{ انتابني القلق مرة أخرى، وأنا أطالع حديثاً نقلته وكالة “رويترز” عن رئيس دولة الجنوب الفريق “سلفاكير ميارديت”، ونشرته (المجهر) وصحف أخرى أمس، مفاده أن الرئيس الجنوبي قدم تنويراً لمجلس وزرائه، أكد فيه أن حكومة السودان ما زالت ترفض مرور نفط الجنوب، إلا بعد تنفيذ “جوبا” لشرط (نزع) سلاح متمردي قطاع الشمال، وهي مهمة وصفها “سلفاكير” بـ (المستحيلة)!!
{ أحياناً يخامرني إحساس غريب بأن هناك (مخربين) آخرين – لا علاقة لهم بالمحاولة التخريبية الأخيرة – يعملون داخل هياكل السلطة الحاكمة، ولا أدري إن كانوا (يخربون) حياتنا ودولتنا عن سوء قصد، أم عن سذاجة وسوء فهم!!
{ ماذا يعني أن ترفض “الخرطوم” تمرير النفط إلا بعد (نزع) سلاح المتمردين (الشماليين) بواسطة دولة (الجنوب)؟!
هذا (تخريب) للاقتصاد السوداني، وتضييق على الشعب، ودفعه إلى المزيد من (المحارق)، وتعريضه إلى موجات جديدة من العنت والمشقة، والإفقار والإفلاس.
{ من أنتم.. ومن فوضكم لترفضوا مرور النفط و(الدولار) يقفز مرة أخرى في السوق السوداء متجاوزاً حاجز “الستة جنيهات”، ووزير المالية آخر من يعلم، وآخر من يشعر، وآخر من يهتم، ومحافظ بنك السودان ومساعدوه عبارة عن (ألواح) من الثلج، لا شغل لهم ولا مشغلة غير المتاجرة بالذهب (العشوائي) وشرائه من السوق المحلية بطرق (عشوائية) وغير منظمة، تماماً كطريقة تنقيبه في صحارى نهر النيل وكردفان!!
{ لقد أدمنتم تعذيب هذا الشعب المسكين، فقيمة (4) حقن من المضادات الحيوية نحو “ثلاثمائة جنيه” وهي تعادل (نصف) راتب موظف يخدم في حكومة السودان!! وكيلو السكر بلغ (سبعة جنيهات) في بلد “كنانة” و”عسلاية” و”الجنيد” و”سنار” و”النيل الأبيض” الجديد..!!
{ وزير مالية يجلس على خزينة خاوية، ومحافظ بنك السودان يعجز عن توفير النقد الأجنبي الكافي لاستيراد أدوية الأطفال ومرضى السرطان، بينما (يتحجج) آخرون في (دسك) القرار بأنهم لن يسمحوا بعبور النفظ إلا بعد (نزع) سلاح متمردي قطاع الشمال!!
{ بالله عليكم.. هل سمعتم بدولة تطلب من دولة ثانية أن تنزع لها سلاح متمردين من مواطنيها، حتى ولو ثبت أن الدولة الثانية هي الداعم والممول الأول لهؤلاء المتمردين؟!
{ وحتى لو قال بذلك اتفاق التعاون المشترك، فلماذا تعجز دولتنا بكل قدراتها وإمكانياتها (الحربية)، التي أنفق عليها الشعب السوداني من (دم قلبو) مليارات الدولارات.. لماذا تعجز عن نزع سلاح المتمردين على أراضيها؟! وهل طلب منكم “سلفاكير” نزع سلاح الفريق “أطور”، أم أن مخابراته بالتعاون مع الاستخبارات اليوغندية استدرجته خارج الحدود، ثم هبطت به في بحر الغزال واغتالته هناك.. لينتهي (مسلسل أطور) قبل أن يشاهد الكثيرون حلقته الظلامية الاخيرة!!
{ ماذا يفعل وزير المالية.. ولماذا يصمت محافظ بنك السودان.. لماذا لا يحملان أوراق موازنتهما (المقدودة باستمرار) ويذهبان إلى الرئيس، ونائبه الأول، ليقولا لهما الحقيقة المرة: (لا بد من دخول عائدات النفط عاجلاً). أم أنهما (فالحان) وناجحان فقط في فرض الزيادات على الوقود والسكر والضرائب؟!
{ الشعب (حيطتهم القصيرة) دائماً!!