أخبار

الاحتراف السياسي

{ هل يمكن تطبيق نظام الاحتراف الرياضي (سياسياً)!! نحرر السياسيين من القيود القديمة التي تحتكر السياسية كمهنة داخل جغرافية الأوطان..مثلما حرر النظام الرياضي العالمي أقدام اللاعبين وجعل “ميسي” الأرجنتيني أشهر من ملك أسبانيا وأصبح الأرغواني “دنلسون كافاني” أهم من رئيس وزراء إيطاليا، وفي السودان يملك “هيثم مصطفى” شعبية أكثر من وزير الخارجية “علي كرتي” و”فيصل العجب” أغلى ثمناً من كل ساسة جبال النوبة في المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ومعهم حزب الأمة.. وفي زمان الاحتراف الرياضي أُتخمت بعض الأندية بالأجانب حتى صار نادي (إنترميلان) الإيطالي جميع لاعبيه من الأجانب باستثناء إيطاليين فقط ..وتم تحرير سوق شراء الأندية الأوربية فامتلك منصور بن زايد آل نهيان فريق (السيتي) أو (المواطنين) في بريطانيا، والروسي “إبراهيمفتش” بائع الخرد والسيارات القديمة نادي شيلسي، وقد طالبنا من قبل السيد “جمال الوالي” بشراء نادي (ليفربول) الانجليزي ليحصد بطولات وأمجاداً ويصبح اسم السودان في قلب المملكة المتحدة وعلى كل لسان بدلاً من إنفاق ملايين الدولارات سنوياً في لاعبين لا يحققون لجمال الوالي حتى كأس الدوري السوداني.
{ نجاح نظام الاحتراف في كرة القدم يغري بتطبيقه سياسياً في عالم اليوم بتحرير نجوم السياسة من القيود الحالية وفتح أبواب الاحتراف الخارجي حتى نعيد للعالم توازنه السياسي ونهزم الولايات المتحدة الأمريكية (سياسياً) بعد هزيمتها (رياضياً) على يد إيران أو بأقدام الفرس، وتطبيق نظام الاحتراف السياسي سيجني السودان ثمراته ويصبح مثل البرازيل في كرة القدم إذا ثبت جودة ومهارة السياسيين السودانيين طبعاً بعد اختبار قدراتهم العقلية وخيالاتهم وإبداعهم.. نظراً لانشغال نصف الشعب السوداني بالسياسة واعتماده عليها كمصدر رزق وعيشة أولاد.. حتى أن طالباً من أبناء طبقة الإنقاذ البرجوازية حينما سأله المعلم عن مهنة والده فقال له والدي وزير.. أعاد المعلم السؤال هل والدك طبيب أم مهندس أم ضابط؟ فقال الطالب منذ أن تفتح وعيي على الدنيا وجدت والدي وزيراً وربما يتخرج الطالب ويصبح بنفوذ والده موظفاً مرموقاً ولا يزال (الشايب) وزيراً يجدد شبابه بالولاء والهتاف (للجماعة) ويطلق الدعوات من أجل التغيير.. وإذا اختير الساسة والتنفيذيون في السودان وأثبتوا نجاحاً في إيطاليا والدنمارك وأستراليا والولايات المتحدة فإن وزير البترول في السويد سيصبح من تنقاسي ووزير مالية الدنمارك من شندي وقائد القوات المسلحة الفرنسية من الفاشر ووزير التقانة في ساحل العاج من أبو قوتة وذلك بالطبع يقتضي أن يتعاقد السودان مع وزير صناعة من تايوان ووزير إسكان من الهند ومعتمد لكادوقلي من الصومال ويبحث عن محافظ لبنك السودان من سيراليون وتنتهي بذلك حروب العالم ومطامعه يحكم الكويت يوغندي ويصعد إلى السلطة في سلطنة عمان مصري ويفوز في الانتخابات اللبنانية باكتساني ويقدل في طهران محافظ سوداني يحيلها إلى (خرطوم) جديدة وفي أجواء الانقلابات والمحاولات التخريبية الإنسان يحلم ويتأمل الخروج من الشبكات بغير المعهود!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية