.. لدي إحساس عميق بأن قضية الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” ستضحى ضمن تلك القضايا الدولية المعروفة بقضايا الاختفاء القسري المجهول ، التي لفها الغموض لحظة حدوثها، وظلت الحيرة ملازمة لكل من حاول ويحاول فك طلاسمها حتى الآن تماماً كاختفاء الإمام “موسى الصدر”، الذي مر على حادثة اختفائه ما يربو على الأربعين عاماً ولازال شيعة لبنان يتهمون فيه أركان النظام الليبي – أنصار القذافي – .. الآن هنالك عوامل ستدفع بقضية “خاشقجي” إلي ذات المصير، أهمها الموقف السعودي الذي ساهم الرئيس التركي “أوردغان” في خنقه تماماً عبر الإعلان عن مقتل الرجل، الشئ الذي أسقط في يد السعوديين وجعلهم محاصرين ومقذوفين بكل حجارة الدنيا بمنظماتها الدولية وقواها العظمى، فحتى لو لم يكن القتل قد تم بالفعل فإن زمان التراجع للسعوديين عن هذه الفكرة مضى ولم يبق سوى التحمل الضمني لمسئولية الإخفاء القسري ، ومواجهة المواقف الدولية بإجراءاتها المُحتملة، فهذا أصبح الآن أهون للرياض من نتائج أي خيارات أخرى يكون من ضمنها إطلاق سراح “خاشقجي” إن كان لا زال حياً ، فهذا الأخير لن يصمت حينها بل سيعلق حبل الجريمة مكتملاً على عنق السعوديين الذين سيبدو موقفهم للعالم مجرماً ولا يغتفر مطلقاً ، لذا فإن المملكة السعودية ستظل على موقفها الإنكاري هذا من اختفاء “خاشقجي” وذلك إلى الأبد آملة في عون الأمريكان وبقية أصدقائها لمساعدتها في عبور الأزمة بسلام، وإن بدا هذا شديد الصعوبة مع تنامي حدة ردود الأفعال الدولية والإقليمية وربما الداخلية إذا ما تضاعفت الأزمة وتشابكت خطوطها مع آخرين بالداخل ظلوا في حالة تململ متنامٍ منذ صعود “محمد بن سلمان” و مبايعته ولياً للعهد .
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
اللهم أحفظ السودان .. !!
2021-06-12
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12