امتحان الخرطوم …مضى نصف الزمن!!!!!
أحاول حتى الآن إيجاد سبب منطقي ومعقول يجعل والي الخرطوم الجديد الفريق “هاشم عثمان” لا يمارس مهامه بالشكل المفروض والمطلوب والمتوقع وهو حتى الآن لم ينزل للشارع ولم يلتق بجماهير ولايته ولم يصرح حتى بتصريح يوضح من خلاله خارطة طريق عمله للفترة القادمة ، والفريق “هاشم” بهذا السكون والسكوت أطفأ الألق والحماس الذي استقبل به مواطنو الخرطوم خبر تعيينه باعتبار أن الرجل جاء للولاية وهي تعيش أسوأ أيامها بعد خريف عاصف كشف عوراتها وتسبب في شللها أكثر من مرة، والوالي الجديد جاء للولاية بعد أن شهدت أكثر من أزمة على رأسها أزمة الخبز وأزمة الوقود وأزمة المواصلات التي تتاوق برأسها بين الفينة والأخرى، لذلك ومن يعرفون الفريق “هاشم” جيداً كانوا ينتظرون أن ينزل إلى الملعب فوراً محدثاً تغييراً جذرياً يحسه مواطن الخرطوم ، لكن للأسف انشغل الفريق (أو شغل) بحراك إجرائي لا لزوم له، وأنا شخصياً أرى أن قصة التسليم والتسلم هذه مجرد شكليات لا قيمة لها بدليل أن أكثر من جهة أكملت التسليم والتسلم طلعت في السليم، وكل وزارة أنجزت واشتغلت كما لم تفعل أخرى، لذلك فإن استمرار هذا الوضع في ما يشبه المسرحية الهذلية اعتبره مضيعة لوقت أحوج به قضايا الخرطوم الولاية وكسب وقت لآخرين لا يستحقون البقاء في كراسي المسؤولية ولو لدقيقة واحدة خاصة وأن ملفات مهمة تضطلع بها المحليات متعلقة بتفاصيل حياة المواطن تشهد ركوداً وجموداً لا يليق بها كملف النظافة الذي هو واحد من الملفات التي فشلت فيها حكومة الفريق “عبد الرحيم” إلى جانب ملف المواصلات الذي اعترف الوالي السابق نفسه بفشله فيه وعبر عن صعوبة إيجاد حل له عندما قال إنه إن وصل أحدهم إلى مستوى صلعته فإنه لن يجد حلاً للمشكلة التي اعتبرها عويصة وصعبة.
لذلك أقول إن الفريق “هاشم” وهو ديناميكي وصاحب قرار بل يمتلك الجراءة الكافية لتنفيذ قراراته يضيع على نفسه وعلينا زمناً طويلاً في هذه اللفة التي أدخل نفسه فيها أو أدخل فيها لا أدري ؟، عليه أن يبدأ في ترتيب ملفاته وأولوياته وعليه أن يعلم أن منصب الوالي يحتم عليه أن يكون قريباً من الإعلام الذي هو من يعكس أداء حكومته وهو الذي يضئ لها الطريق في كثير من الملفات المهمة والحساسة لأنه وبجلوسه على كرسي الوالي خلع طاقية الجنرال وارتدى عمامة الوالي التي هي الأقرب والأشبه بعمامة محمد أحمد الغلبان الذي يكتوي بنيران الأزمات والمشاكل وبجلوسه على كرسي الولاية خلع بدلة الضابط العظيم الذي هو مسؤول عن مؤسسة ذات صبغة وتخصص محدد نجح فيه بدرجة امتياز، والخرطوم ظلت ترفل في ثياب الأمن والأمان ليصبح مسؤولاً عن أمن ومأكل وملبس وصحة شعب ولاية الخرطوم، وهي مهمة صعبة لن ينجح فيها ما لم يجد من يفهمه ويعينه ويعمل بنفس طاقته وحماسه وإصراره خاصة وأن بعض الملفات الساخنة المتعلقة بأراضي الحلفايا والجريف تحتاج لدبلوماسية الرجل وحكمته وصبره وعدله أيضاً.
في كل الأحوال ننتظر بفارغ الصبر خروج السيد الفريق من هذه الدوامة ليبدأ الشغل الجد بعيداً عن المظاهر والمناظر ، والفشل لا يشبهك ياسعادة الفريق!
كلمة عزيزة
رغماً عن شعارات الحكومة المرفوعة حول مجانية التعليم رغماً عن ذلك فرضت مدارس الخرطوم مبلغ مائة جنيه لطلابها كرسوم لامتحانات الفترة الأولى وهي رسوم لا مبرر لها ولا منطق في ظل ضائقة اقتصادية تجعل من العسير على ولي أمر له خمسة أطفال مثلاً أن يدفع خمسمائة جنيه رسوم امتحان، من الذي اتخذ هذا القرار ويا مجلس تشريعي الخرطوم صح النوم !
كلمة أعز
تستحق الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس التحية والإشادة على الدور الكبير والحراك الإيجابي الذي تضطلع به ومديرها العام الرجل المحترم دكتور “عوض سكراب” يقودها بكل جدارة ويعلن إعداد الهيئة لـ(٥٠٠٠ ) مواصفة سودانية تغطي مجالات مختلفة خاصة وأن المواصفة القياسية تقوم بدور حاسم في الثورة الصناعية القادمة، هذا إلى جانب ما تقوم به الهيئة من أدوار مقدرة في الكشف عن السلع غير المطابقة للمواصفة القانونية والمتلاعبين بحياة الناس وممتلكاتهم فالتحية للهيئة التي يقف على رأسها رجال على مستوى المسؤولية: دكتور “سكراب” ونائبه الباشمهندس “زكريا”، والتحية لإعلام الهيئة الواعي النشط وهو إعلام يقوده محترفون دكتور “هيثم” والأخت “وداد كمتور” ومزيداً من الإصرار على الإنجاز والنجاح.