القضارف : سليمان مختار
نجح الموسم الزراعي الحالي بولاية القضارف، بالرغم من أزمة شح الوقود الطاحنة التي واجهها في بداية الموسم. وهذه الأيام يواجه الموسم في خواتيمه أزمة أخرى، في بداية عمليات حصاد السمسم الذي بدأت مراحلها الأولى، وهي أزمة شح السيولة، وألقت الأزمة بظلالها السالبة على المشهد الزراعي الذي شارف على نهاياته وقد تؤدي إلى فشل الموسم لتهديدها لأكثر من مليون فدان من محصول السمسم.
بات الموسم الزراعي الحالي الذي بلغ نهاياته محفوفاً بعدد من المخاطر خاصة حصاد السمسم، والتي تمثلت في توقف عمليات الحصاد بسبب أزمة السيولة النقدية التي ضربت أجزاء واسعة من المناطق الزراعية بالولاية ,وأحدثت إرباكاً واضحاً وسط المزارعين إلى جانب قلة العمالة الموسمية للحصاد الذي دخل مرحلته الفعلية في بعض المناطق، الأمر الذي دفع حكومة الولاية أن تطلب من المركز توفير السيولة لإنجاح عمليات حصاد السمسم الذي يمثل المحصول النقدي الأول، وكشف وزير الزراعة والغابات بولاية القضارف “عمر إبراهيم رانفي” عن اتفاق بين حكومة القضارف وحكومة النيل الأبيض ومعتمدية اللاجئين لاستجلاب العمالة الموسمية من معسكرات اللاجئين الجنوبيين بولاية النيل الأبيض للعمل في عمليات حصاد السمسم التي بدأت في عدد من مناطق الزراعة بالولاية، بمساحة تقدر ب(1223) مليون فدان، وأقر “رانفي” خلال حديثه لـ(المجهر) بتأثير أزمة السيولة على عمليات حصاد السمسم إلا أنه عاد واستدرك قائلاً إن البنك الزراعي بالولاية شرع في ضخ السيولة لعدد من المزارعين أصحاب المساحات الزراعية الكبيرة لشراء حصادات لحصاد محصول السمسم وطالب الحكومة الاتحادية بتوفير السيولة لإنجاح عمليات حصاد السمسم، مشيراً لارتفاع سعر السمسم عالمياً والذي بلغ (1330) ألف دولار، وبشر “رانفي” بارتفاع إنتاجية الموسم الحالي في جميع المحاصيل، والتي تقدر بـ(8) ملايين فدان، وارجع ذلك للتأسيس الجيد للموسم، وخلوه من الآفات، وكشف عن بداية رش مناطق تجمع الطيور ببعض الغابات كإجراء احترازي ، وأردف إن جملة كميات الوقود لأغراض الزراعة للمراحل الزراعية المختلفة للموسم الحالي التي وصلت تقدر بنسبة (90%) لافتاً إلى أن هنالك حاجة للوقود لمرحلة الحصاد، وأضاف أن هنالك حاجة كبيرة لمواعين تخزينية جديدة، في ظل التوقعات بزيادة الإنتاجية خاصة محصول الذرة الذي تقدر مساحته بـ(6) ملايين فدان، فيما بلغت المساحات المزروعة بمحصول زهرة عباد الشمس (200) ألف فدان والقطن (150) ألف فدان والفول السوداني (130) ألف فدان والدخن (373) ألف فدان، وطالب البنك الزراعي بضرورة زيادة سعر السلم لمحصول الذرة فضلاً عن وضع سياسات تسويقية لإيجاد أسواق عالمية جديدة لتسويق المحاصيل خاصة محاصيل الصادر. وكشف عن اتصالات تقوم بها حكومة الولاية مع الجهات المختصة بالمركز لتوفير السيولة النقدية لحصاد محصول السمسم، وقال هناك قلق ومخاوف من بعض المزارعين لعدم مقدرتهم من حصاد محصولهم، وقال إن المساحات المزروعة بمحصول السمسم تتفاوت في مواعيد الحصاد حسب الزراعة المبكرة فيما خالف المزارع “عبد القادر الشريف” خلال حديث (للمجهر) ما ذهب إليه الوزير، وقال إن الموقف الآن حرج جداً وحذر من حدوث احتكاكات بين المزارعين والعمال جراء شح السيولة النقدية بسبب عدم التزام المزارعين الإيفاء بالاستحقاقات المالية للعمال، خاصة بعد بدايات عمليات حصاد السمسم في مناطق كثيرة بالولاية وطالب الحكومة المركزية بضخ السيولة فضلاً عن توفير الجوالات (الخيش) بأسعار مقبولة، وأشار إلى ارتفاع أسعار الجوالات التي بلغ سعر البالة الواحدة منها ما بين (16) ألف جنيه و(15) ألف جنيه، وقال إن إنتاجية الموسم الحالي غير مسبوقة، وافقه على ذلك “محمد علي عبد الرحمن” رئيس الغرفة الزراعية بالولاية، وطالب خلال حديثه لـ(المجهر) بنك السودان المركزي بالاستعجال بضخ السيولة، لتمكين المزارعين من اللحاق بعمليات حصاد السمسم، وأشار إلى أن المخزون النقدي الموجود في البنك الزراعي لا يكفي لسد النقص الحاد في السيولة لبداية عمليات حصاد السمسم، فضلاً عن بطء الإجراءات ودعا البنك إلى تبسيط الإجراءات لتمكين المزارعين من صرف أتعاب العمال وناشد وزارة الزراعة الاتحادية بتمكين إدارة وقاية النباتات للقيام بدورها بمكافحة الآفات واصفاً إمكانيات الوقاية بالولاية بالضعيفة.
وحذر رئيس اللجنة الزراعية بمجلس الولاية التشريعي “وليد حسن علي” من مغبة لجوء بعض المزارعين للكسر ما يعرف محليا (بالكتفلي) لتوفير السيولة النقدية لإتمام عمليات حصاد السمسم في حالة تباطؤ بنك السودان في ضخ السيولة النقدية، وأضاف إن أزمة شح السيولة النقدية تواجه كل المساحات المزروعة بمحصول السمسم البالغة (1123) مليون فدان، وأشار إلى أن الأزمة يمكن أن ينجم عنها احتكاكات بين المزارعين والعمال فضلاً عن عدم قدرة المزارعين عن حصاد السمسم، وروى المزارع “محمد يوسف” أن عدداً كبيراً من المزارعين لجأ للكسر في بداية حصاد السمسم خاصة وأن محاصيلهم من السمسم وصلت مرحلة النضج ولا تحتمل التأخير، وحذر من دخول بعض المزارعين دائرة الإعسار لارتفاع تكاليف الزراعة نتيجة لتلك الممارسة التي قد تضاعف تكلفة الزراعة خاصة في ظل ارتفاع مدخلاتها وتأثرها بالأزمة الاقتصادية.
وأشار “وليد” أن أزمة السيولة النقدية تتجه الآن نحو الانفراج خلال الأسابيع القادمة، كاشفاً عن الزيارة التي قام بها وفد المجلس التشريعي بالولاية برئاسة رئيس المجلس التشريعي “محمد عبد الله المرضي” مؤخراً للخرطوم اجتماعه مع اللجنة الزراعية بالمجلس الوطني، بحضور مندوب بنك السودان المركزي، أسفر عن عدد من التوصيات والالتزامات من قبل البنك المركزي بتوفير السيولة النقدية للمزارعين في بحر الأسبوع القادم لتجاوز الأزمة إلى اجتماع الوفد مع لجنتي الشؤون المالية ولجنة النقل والطرق التي تمخضت بتسهيل وتبسيط الإجراءات لإكمال تخليص عدد كبير من الحاصدات الزراعية لمحصول السمسم وقال إن ذلك سوف يعطي دفعة كبيرة لعمليات حصاد محصول السمسم آلياً.