أخبار

انقلاب أم تخريبية!!

{ دقة توصيف الفعل ضرورية في مثل هذه الظروف وأمام حدث مهم أعلنته الحكومة (الخميس) الماضي أو في الساعات الأولى منه.. محاولة تخريبية يقودها بعض العسكريين والمدنيين وتم إحباطها، وصيغة البيان الأول الممعنة في الغموض فتحت أبواب التأويلات والتخمينات في ظل ثورة المعلومات حيث يمكن لأي طالب يملك جهاز لابتوب القيام بدور وكالة أنباء تبث أخباراً ولا تلقي بالاً لمصداقيتها.
خبر الكشف عن ما سمَّته الحكومة بالمحاولة التخريبية بُث في أولى ساعات الفجر دون تفاصيل عن المحاولة من يقودها ومن يقف خلفها!!
{ و(زاد الطين بلة) السيد وزير الإعلام د. “أحمد بلال عثمان” الذي صرف دواءً دون وصفة لاستخدامه قرأ على الصحافيين مكتوباً غامضاً وانصرف على عجل كأنه في مهمة أخرى لوأد ما تبقى من ذيول المحاولة التخريبية، وفي المساء حينما اتجهت الأبصار لبورتسودان ومهرجان السياحة والتسوق فعرض السيد نائب الرئيس الدكتور “الحاج آدم يوسف” بضاعته على الآلاف من الجماهير التي احتشدت لتغني وتفرح (وتتسوق) و(تشم) نسائم البحر ولكن السياسة (أبت) إلا أن تطل برأسها .. فتحدث د. “الحاج آدم يوسف” عن المؤامرة التخريبية وصرف للأحزاب المعارضة (كوتة) من التحذيرات ولعن مؤامراتها وحذرها من الاقتراب من المؤسسة العسكرية وأن لا تتخفى وراءها في محاولة للانقضاض على الحكم!!
{ ولكن الأسماء التي وردت عن الذين طالهم (التحفظ) ليس من بينهم شيوعي ولا أنصاري أو حتى ختمي أو شخصية يمكن أن تصبغ بالجهوية أو العنصرية.. هم (ثلة) من أهل البيت وأهل بدر وأهل سبق.. وقلل د. “قطبي المهدي” في حديث عقلاني من المحاولة، وقال إنها في مرحلة الاتصالات ولم تبلغ مرحلة الفعل لينسف عضو المكتب القيادي ومدير جهاز الأمن الأسبق ما ذكره وزير الإعلام عن ساعة صفر تم تحديدها ثم أجلت ليوم الخميس 22/11.
{ وتناثرت في الرأي العام شائعات عن أسماء ورد ذكرها.. مثل “محجوب فضل” ثم “يونس محمود” كأن الإنقاذ قد ولدت في رحم أمها القوات المسلحة من جديد.. أو أن التاريخ قد أعاد نفسه ولم يعد أحداث مشابهة للأمس القريب.
الرأي العام استقبل نبأ المحاولة التخريبية أو المحاولة الانقلابية وحتى يصدر أمر بتوحيد المصطلح دعنا نكتب بافتراض أنها تخريبية وانقلابية معاً..استقبلها (ببرود) شديد لم يفرح بوقوع المحاولة حزب أو جماعة معارضة.. والشعب السوداني يرفض أي انقلاب جديد ويقول يكفينا الإنقاذ خبرناها وخبرتنا.. عرفنا مواضع ضعفها وعرفت أشواقنا .. جننا القديم ولا جناً جديد يتعلم على رؤوسنا حلاقة الشيوخ والأطفال.
{ الرأي في الأوساط المؤيدة والداعمة للحكومة يشكك في الحدث ولا يصدق الإسلاميين والمؤتمرجية أن يحمل العميد “ود إبراهيم” السلاح في وجه “البشير” ولا “صلاح قوش” يمكنه خيانة “البشير” و”علي عثمان محمد طه”.. ولكن الحدث حدث وأشقى القيادات بالحدث وذيوله وآثاره الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” وزير الاستثمار الذي سيواجه عنتاً شديداً لإقناع المستثمرين بأن المحاولة الانقلابية أو التخريبية لن تؤثر على استثماراتهم في السودان، ولو كنت في القاهرة أو الرياض و(حزمت) أمرك لزيارة بورتسودان وحضور مهرجان السياحة وسمعت نبأ المحاولة الانقلابية هل تتهور وتأتي السودان أم تبقى في وطنك وتنأى بنفسك عن بلاد تخرج دباباتها في الساعات الأولى من الصباح لتصطاد السلطة تحت جنح الظلام؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية