عز الكلام

حصلوا شبابنا!!

أثلجت صدري ردود الأفعال التي أبداها جموع الشباب بعد الحديث غير المعبر على القناة الألمانية عن هوية وثقافة وتفكير الشاب السوداني، ويستوي في كلمة الشاب البنت والولد، ولعل مواقع التواصل الاجتماعي أكدت ومن خلال هذه الردود الواسعة، أن البنت السودانية لا زالت بخير وهي لم تنجرف وراء دعوات الحرية التي هي عند بعضهن لبساً محزقاً أو عارياً، ورأساً حاسراً وحوامة لأنصاص الليالي من غير ضابط ولا ظابط وبكده المرأة عندهم أخدت حريتها، لكن الحمد لله أكدت الأيام الفائتة أن مجتمعنا لا زال بخير، مجتمعاً للسترة والفضيلة وأن الرجل ليس بالضرورة أن يكون (ترباساً) للباب، يحرس القيم ويقفل عليها، لكن الرجل حارس وحامي وعزوة وسند، بل هو في غالب الأحيان الدافع والداعم للمرأة والنماذج كثيرة بالآلاف إن لم تكن بالملايين، ولعلي أنا دائماً حريصة على متابعة ما تفرزه مناقشات الشباب وحواراتهم الفكرية، باعتبار أن هذه الشريحة هي المستقبل الحقيقي للبلد، وهم صناع بكرة، ولن يكون بكرة أخضر وواعداً إن أصابت أفكارهم الضبابية أو شوهت دواخلهم الأزمات والأحزان والمشاكل، لذلك لفت نظري
بوست على إحدى مجموعات الفيس بووك التي غالبيتها من الشباب، وبينهم بعض العجائز زي حالاتنا، وفي مثل هذه المجموعات تستطيع أن تقيس ترمومتر الآراء والأفكار لغالبيتهم، بل تستطيع تحديد وجهتها مكوناً فكرة عن كيف ينظر الشباب للقضايا السياسية والاجتماعية والفلسفية، أقول لفت نظري بوست يطرح استفتاء محتواه سؤال وجهه صاحب البوست لأعضاء القروب من الشباب إن جاءت لأحدهم فرصة السفر إلى ألمانيا وامتلاك منزل وسيارة وراتب شهري أربعة آلاف يورو، هل يبيع جنسيته السودانية؟.. وبصراحة رغم أن البوست بدا لي أنه على سبيل الدعابة، إلا أن آراء المتداخلين والمعلقين ألجمتني من المفاجأة وأكثرهم وضح أنه بائع الفكرة وما عنده شيء للبلد، وإن لم تخرج اللغة التي كتبت بها التعليقات من روح الفكاهة، ومعظم الشباب واضح أن لديه من الأسباب لمغادرة الوطن أكثر من أسباب بقائه به، وبصراحة وجدت لهم العذر في هذا التفكير، ومؤكد معظمهم أحلامهم معطلة ومؤجلة، فإما أنهم خريجون عاطلون أو خريجون شغالين في غير تخصصاتهم التي درسوها أو شغالين في تخصصاتهم لكن بمرتبات ضعيفة وغير مجزية ولا ترسم تفاصيل مستقبلهم ولو بقلم الرصاص.
لذلك يبقى بكرة بالنسبة لهم من غير ملامح وتظل أحلامهم مؤجلة، واليوم الذي يمضي لا يعود، وبالتالي تقع مسؤولية كبيرة وعظيمة على الحكومة ومؤسساتها المعنية بالشباب والتشغيل، أن تنتبه لخطورة هذه الأفكار التي تبدأ بالرغبات والأمنيات وتنتهي بالإصرار على تحقيقها حتى لو على طريقة الموت السريع كما يحدث لعشرات من شبابنا الذين يتحدون البحار والأجواء في رحلة اللا عودة إلى أوربا، حيث الأحلام والآمال والثراء السريع والفيلا والسيارة والأرصدة الدولارية والنعيم الممدود والحياة بلا مشاكل ولا أزمات.
الدايرة أقوله إن السوس الذي ينخر في مجتمعنا من غير أن تشعر به المؤسسات المعنية بحمايته، هو أمر خطير يستوجب إضاءة الإشارات الحمراء ودق أجراس الانتباه له والمسألة تبدأ بدعابة تقلل من روابط الوطنية ومشاعر الانتماء وتهز جسور الثقة في قدرة الوطن على استيعاب شبابه وتنتهي بكارثة أقلها الارتماء في أحضان الآخر وقلع البلد بتاريخها وجذورها من أعماقهم وما معروف الحكاية تصل لحدي وين.
}كلمة عزيزة
السيد رئيس البرلمان قال في ما نقلته عنه صحف الخرطوم، إن الحكومة السابقة أحدثت (فتوحات كثيرة) حجب شيئاً من ألقها الارتفاع في الأسعار، وإمساك المال، وعجز في بعض الخدمات، وتدنٍ في البيئة، واعوجاج بدل استقامة، وقطط سمان، طيب يا بروف وقت ده كله حاصل، الحكومة السابقة فتحت شنو؟؟
}كلمة أعز
السيد مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم، لوح بأن الهيئة في طريقها لزيادة التعرفة في بعض القطاعات، وقال إن تكلفة إنتاج المياه باهظة، وهي تحتاج إلى أموال ضخمة لسد العجز، وطبعاً الأخ “الرفاعي” عداه العيب في هذا الحديث، وليه ألف حق، فتكلفة إنتاج المياه تحتاج فعلاً لأموال باهظة، وهم يا حرام يمدون أحياء الخرطوم بمياه مخلوطة بالتانج وأحياء أخرى موية بالجوافة والمواقع السكنية درجه أولى تصلها المياه مطعمة من سكر كنانة، الله غالب!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية