همسة
تظل الصحافة المعين الأساسي في التواصل السياسي والاجتماعي وتجديد الأفكار، وفي ما يتعلق بالإنسان وهمومه، في الماضي كانت السُلطة الرابعة والآن هي السُلطة التشاركية الأولى، ويجب أن تلعب دوراً كبيراً وعلى عاتقها المزيد من الجهد الصحفي وعلينا كصحافيين أن لا نتقاعس.
لذا لابد أن نحافظ عليها وعلينا أن نجتهد رغم كل التحديات، وأن ضعف الإنتاج الصحفي وإذا تراجعت فلا بد أن ننهض بها وننعشها، فهي أم المجتمع وروحه وأم الصناعات الثقافية، ومجتمعنا السوداني ما زال يتشبث بها ويهتم فيها وينتظر الكثير منها.
ويظل الصحفي الأستاذ “الهندي عز الدين” رئيس مجلس إدارة صحيفة (المجهر) وربانها، إنساناً يؤمن بمصالح المجتمع كما صحفيين آخرين حادبين على ذلك، ولديه ثقة بأن يفعل الخير متى ما أتيحت الفرصة وهون الله.
وفي جانب تفاعل الصحافة مع حياة الناس والمشاركة فيها بالرأي والإضافة وبما ينفعهم ويعينهم، ها هو ذا يستعد لإطلاق حملة إنسانية لصالح أهل كسلا، وعلاج المرضى المصابين بحمى (الشيكونغونيا) المعروفة وسط الأهالي بـ(حمى الكنكشة)، باسم صحيفة (المجهر) (عين الشعب) قريباً جداً “بقيام حفل خيري كبير، خلال الأيام القادمة، يحييه عدد من كبار الفنانين والشعراء وبمشاركة أعيان ورموز الولاية الوريفة بالعاصمة الخرطوم”.
ومن هنا، من (المجهر) الغراء ندعوكم لأن تكونوا معنا مشاركة وحضوراً، خاصة وأن تواترت علينا العديد من الاتصالات وانهالت علينا المبادرات من أهل الخير والفن تستفسر عن موعد قيام الحفل، أين ومتى؟، مشيدين بمبادرة (المجهر) الخيرة، معلنين عن مد أياديهم البيضاء للمبادرة التي ستكون في مقبل الأيام القادمة وتجري الاستعدادات لها على قدم وساق.
في وقت ينصرف فيه الكثيرون من القائمين على أمر الإعلام عن القضايا الأساسية الملحة منكمشين عن الطرق على الـ(شكيونغوينا) كارثة إنسان كسلا الأرض الطيبة، الهادئة، الوديعة، الوريفة..
إنها مبادرة نقودها في صحيفة (المجهر السياسي) بروح خالصة وهي واجب علينا، والصحافة دورها الأساسي أن تهتم بشأن الناس والقضايا العامة وتهتم أيضا بنشر كل ماهو مهم .
إذن الدعوة مشرعة للمشاركة والحضور والدعم المادي والمعنوي فمعاً يمكن أن نفعل الكثير ونسهم في تخفيف وطأة حدة المرض حتى يبلغ مرضى كسلا تمام العافية والصحة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والضائقة المعيشية التي يعاني منها معظم أهل السودان، خاصة في جانب ارتفاع أسعار الغذاء والدواء.
رحيق الهمسة:
أترككم مع بعض من السحر الذي كتب في كسلا الجمال، وفي الرحيق الأغنية الآسرة (طولت من كسلا)، كلمات الشاعر المرهف ابن كسلا الأستاذ “اسحاق الحلنقي”، والتي أبدع في أدائها بإحساسه العالي وصوته الطروب الفنان الشاب ابن المنطقة أيضاً “عصمت بكري”، ونأمل أن يكون “الحلنقي وبكري” جزءاً من مبادرة (المجهر) لأهلهم هناك، فالفن رسالته سامية ومواقفه نبيلة ومرضية للجميع:
طولت من كسلا بسمة عيون أهلا
أنا لي زمن توتيل ما شربت من عسلا
طولت ما اتهنيت بالقاش وأيامو
يقدل كأنو عريس وأمواجو قدامو
مرات إكون جاير تغمرنا آلامو
ومرات إكون ناير ما أحلى أنسامو
طولت من توتيل تسقيني من نيلا
وتعيدها لي أيام راحت مواعيدها
أصلو الجبال نامت محروسة بالريدة
وأنا من عرفت الريدة
ما زرت غير ريدها.