فتح المسارات الحربية!!
{ هل هناك عمليات حربية تجري في مناطق سيطرة (الحركة الشعبية – شمال) بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، لتكون الأوضاع الإنسانية في حالة مأساوية تستحق موافقة الحكومة على طلب الإدارة الأمريكية وبعثة الأمم المتحدة بفتح مسارات الإغاثة في مناطق الحركة؟!
{ واقع الحال يقول إنه ليست هناك أية عمليات حربية بين القوات المسلحة وقوات الحركة الشعبية منذ نحو عامين، فقد ظلّ السيد رئيس الجمهورية يمدّد وقف إطلاق النار قبل نهاية مواقيته عديد المرات، كما أن الحركة الشعبية بالمنطقين والحركات المسلحة بولايات دارفور تلاشى وجودها العسكري في الميادين، لسبب واحد وواضح؛ هو انقطاع الدعم المالي واللوجستي من الحواضن القديمة وهي: (ليبيا القذافي) وتشاد ومنظمات صهيونية بالنسبة لحرب دارفور، وجنوب السودان ويوغندا ولوبيات كنسية وصهيونية أمريكية وأوروبية بالنسبة لحرب المنطقتين.
{ فهل تحسّبت الحكومة إلى إمكانية تجدُّد دورة القتال بعد فتح مضخات جديدة تنفخ المزيد من الأوكسجين في رئات الحركات المتمردة في كل الجبهات؟
{ استغلال طائرات وقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية في الدعم اللوجستي للتمرد معلوم.. ومشهود.. وموثّق منذ عمليات (شريان الحياة) من قاعدة “لوكوشيكو” في كينيا، تسعينيات القرن الماضي، وإلى تجربة (يونميس) في جنوب كردفان.
{ نخشى أن تقع الحكومة مرة عاشرة في شراك الأكاذيب الأمريكية المتناسلة من “نيفاشا” وتقرير مصير الجنوب ثم فصله، واتفاق “أبوجا” الذي لم يحقق سلاماً في دارفور، وإلى الوعود الكذوبة برفع العقوبات الاقتصادية من رفع جزئي، ثم رفع كامل غير مطبق عملياً في ما يتعلق بالتحويلات وفتح المقاصة الأمريكية، إلى سلسلة جديدة من الشروط لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وغيرها من مسلسلات الاستنزاف الأمريكية التي لا حد لها ولا نهاية!
{ هل الأوضاع الإنسانية أسوأ.. حالياً في “كاودا”.. أم في “كسلا”؟!
{ وأين منظمات ووكالات غوث الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية من ما يحدث في “كسلا” من المساهمة في السيطرة على انتشار وباء حمى “الشيكونغونيا” الذي راحت ضحيته عشرات الأرواح في شرقنا الحبيب، وما يزال يرقد متأثراً به أكثر من (عشرة آلاف) مريض.
{ لا أظن أن الوقت مناسب لفتح هذه المسارات الحربية.
{ جمعة مباركة.