قبل كذا يوم كانت منطقتنا تقع تحت خط ما يُعرف بالصيانة لدخولها المزعوم في منطقة معالجة (خط خربان)، الأمر الذي جعلنا نتعرض لقطوعات تمتد لساعات طويلة …غير القطوعات الـ(عادية) بتاعة ساعة ساعتين ديك..
بعدين كل يوم تتصل على (ناس الكهرباء) يقولوا ليك نفس الكلام الـ إنت عارفو مسبقاً..
أصلاً انت بتتصل بيهم عشان ترضي ضميرك وتحس أنك قمت بالواجب تجاه نفسك وعدادك وهكذا وهكذا …
ذات ليلة وبعد أن دخل انقطاع التيار الكهربائي في ساعته السادسة إلا ربعاً وبينما أنا أحمل (هبابة سعف) وأدعو الهواء لملاقاة جدتي على طريقة أجدادنا القدماء سكان العصر الحجري في جلب الهواء… طلبت مني جدتي (حبوبتي) التي تعاني من الفشل الكلوي أن أتصل بناس الكهرباء ..
أخبرتها أنني قد اتصلت بهم وانتظرت (11) دقيقة في الخط عشان يقولوا لي (معليش في عطل)
عطل إنتوا ديل …
ثم مع استمرار إلحاحها… اتصلت مجدداً بالرقم (4848) وأعطيتها الهاتف …
خذت حبوبتي تحكي للموظف عن مرضها وعدم قدرتها على الحركة وما يترتب على هذا الانقطاع من معاناة وأضرار صحية لها… كانت تقول ( الكهرباء دي أدونا ليها شوية يا عشايا)..
(ما بقدر والله والله أقوم من عنقريبي دا)
أخذت منها التلفون فوجدت الموظف العبرة خانقاه يبكي ويعتذر ويحلف أن هناك عطلاً وصيانة وشنو وشنو ..
وبقيت أنا أعتذر ليهو عن إنقطاع الكهرباء بمنزلنا… وأقول ليهو استغفر يا عشاي الكهربة بتجي))
عطل وبروح ودمعة بتسوح
وياهو حال البلد ..
هذا كله عرض وعرض (حبوبتي) عندما أخبرتها عن بكاء الرجل) عرض تاني خاص)
لم يتبق لها إلا أن تجعلنا نأخذ ورد وشوكولاته ونذهب لتقديم واجب الاعتذار..
ثم استمر العرض وأخذ منحى جديداً عندما أخبرها (خالي) أن أصلة ضخمة هي التي تسببت في هذا العطل …
وجدتها تقول لنا ( أضربوا لي عشاي دا … شوفوهو الأصلة دي ما تكون عملت ليهو حاجة…. الولد دا ببكي إلا كان الأصلا دي لدغت زميلو… كُر عليك يا عشاي)
وهسه شربنا الشاي ..
كان هذا الاتصال في تمام الساعة الـ 10 مساء والكهرباء جات الساعة 3 صباحاً
ومع ذلك نسيت جدتي أمرها و(شالت هم) ذلك الموظف كل هذه المدة …
و……
يا روحي سلام عليك
لدواعٍ في بالي