العكّ الأممي .. من أين أتى هؤلاء؟!
بدأ مشهد الصراع الكلامي بين الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” والإيراني “حسن روحاني”، أمس الأول، في اجتماع الدورة الثالثة والسبعين لجمعية الأمم المتحدة بنيويورك أشبه بالعكّ الكروي أو بساحة حرب عصابات، حيث اتسمت لهجة الرجلين بالحدّة والقوة، وقد بدا “ترمب” وكعادته كما الثور الأصهب بإثارته ضحك الحاضرين على نحو مُلفت ومخجل كما وصفته الصحف الأمريكية عندما قال: إن الولايات المتحدة شهدت في عهده أفضل إنجازات بلغتها منذ قيامها..!! كما أثار همهمات الحضور واستغرابهم بقوله إن (دول الخليج لن تتمتع بعد الآن بحمايتنا إذا لم تخفض أسعار النفط ..!!)، فيما أثار سخرية المشاركين عندما وصل بحديثه لإيران قائلاً إنه لن بسمح لها بامتلاك سلاح نووي، وهو ما رد عليه الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” بسخرية لاذعة قائلاً له إن (الذي منع إيران من ذلك هو فقط اتفاق فيينا في 2015م وليس شيئاً آخر..!!)، بينما واصل “روحاني” سخريته من الرجل بقوله: (إن حكومة ترمب تدعو إيران للحوار وفي ذات الوقت ترفض الالتقاء بخبرائها للحوار معها..!!).
المحزن أن هذا كله ومع ما يعيشه العالم من أزمات خانقة وحروبات طاحنة وتحديات مصيرية قد قدم مشهداً مهترئاً ومبتذلاً لهذه الجمعية الأممية التي كان اجتماعها مهيباً ومحترماً بمثل ما كان ساحة لرصانة الخطاب وأدب الكلام ومسؤولية القول.
من هؤلاء الذين يمثلون قادة العالم الكبار الآن..؟؟ من أين أتوا..؟؟ رحمك الله “الطيب صالح” لو بقيت قليلاً لعلمت أن كلماتك هذه كانت تناسب إطاراً أممياً أوسع مدى وأرحب مساحة.