حوارات

وزير الثقافة والإعلام السابق بولاية الجزيرة “الأمين الهندي” في إفادات لـ(المجهر السياسي)

*مبادرة الحوار الشعبي الشامل لا تعني المصالحة مع النظام ، والشريف زين العابدين الهندي لم يتحدث عن المشاركة

**”منى فاروق” ليست بديلاً “لحسين الهندي” في الحكومة ، والوحدة مع مجموعة “أحمد بلال” مقعدة للحركة الاتحادية
*لا يستطيع أي حزب إحداث التغيير، التغيير في البلاد يقوده المجتمع الدولي ، واليسار لا يمكن أن يحكم
*أسرة الهندي بعيدة عن العمل السياسي، ولم شمل الاتحاديين فشل ، لعدم استصحاب رؤى وأفكار الأجيال الاتحادية الجديدة ومواكبة المتغيرات

..حوار : رشان أوشي
أكد القيادي بالحركة الاتحادية الشريف”الأمين الهندي” على ضرورة خلق جبهة اتحادية معارضة تعيد لحزب الحركة الوطنية أمجاده ، واستعادته مما أسماها بـ”لافتة المؤتمر الوطني”، مشيراً إلى أن هناك مجموعة داخل الحزب الاتحادي المسجل تحاول الزج باسم أسرة “الهندي” في الصراعات السياسية داخل الحزب، قاطعاً بأن الوحدة الاتحادية بشكلها القديم لن تقوم لها قائمة لأنها تسعى لإعادة الحزب إلى حقبة الستينات، متجاوزة أفكار وطموحات الأجيال الجديدة.

*صراع الاتحاديين على السلطة تفاقم كثيراً، حتى كاد أن يفقد الاتحاديين الصبغة الوطنية المعارضة التي عرفوا بها؟
هذا التخلق بدأ بمبادرة الحوار الشعبي الشامل، وهو ليس بمصالحة مع النظام ، إنما طريق سلمي لفض هذا النزاع عن طريق الحوار ، والتفاوض ، والجلوس على أساس المواطنة ووقف الحرب، ولم يتحدث عن مشاركة، فالمبادرة آلية وليست غاية، وعندما تمت المشاركة في الحكومة كل الذين كانوا يستوعبون مقاصد المبادرة، تفاجأوا بالنتائج التي أفضت للمشاركة ، بمن فيهم الشريف “زين العابدين الهندي” نفسه، والدليل على ذلك أن السيد “الشريف” لم يشارك،ومن هنا بدأت الصراعات تظهر بشكل واضح.
*إلى متى يصبح حال الاتحاديين هكذا، صراعات وتشرذم، وفشل كل محاولات لم الشمل، وآخرها الحركة الاتحادية التي تترأسها أنت الآن؟
الواقع السياسي في السودان، في حالة التقوقع التي تعتبر سبباً أساسياً في مآسي البلد، الحزب الشيوعي تفتت، وحزب الأمة تفتت…..الخ، ما حدث ويحدث الآن سمة عامة في الأحزاب السودانية، وهناك عوامل ذاتية داخلية، إضافة إلى العوامل الخارجية عبر محاولة النظام إضعاف الأحزاب، ونجح في الأمر، واختلفوا فيما بعد في القضية ذاتها، ونتج عنها ضعف الخط الوطني، إضافة إلى تدخلات أجنبية في شئون الأحزاب، حتى أصبح يأتينا الحل من الخارج، والجولات المكوكية في برلين، أديس أبابا..الخ.
*لماذا فشلت الحركة الاتحادية في لم شمل الاتحاديين؟
لأن كل محاولات الوحدة لإعادة الناس لما كان عليه الحزب قديماً، لن تنجح، لأنها لم تستصحب رؤى وأفكار الأجيال الاتحادية الجديدة التي لها مواقفها من القضايا الحزبية والقضايا الوطنية ، وطرح لم الشمل غير مواكب للمتغيرات.
*لكن، من غادروا الحركة الاتحادية ليسوا شباباً، بل قيادات تاريخية”أبو الحسن فرح”، “ا.د محمد زين العابدين”….الخ؟
هؤلاء هم سبب الأزمة، يحملون جرثومة الانشقاق، القيادات القديمة هي سبب الإشكالية، لأنها غير قادرة على استيعاب القضايا والأزمات التي يعيشها السودان الآن، عندما نتحدث عن الحركة الاتحادية نعني هنا الوسط السوداني الغائب.
*الشريف “صديق الهندي”، أسس الحركة الاتحادية وتخلى عنها، وانتقل إلى ائتلاف مع الحزب الاتحادي الموحد، ثم عاد إلى المسجل، ثم غادره.. ما كل هذا التخبط؟
اتفق معك إلى حد كبير، محاولة الوحدة مع مجموعة “أحمد بلال”، مقعدة للحركة الاتحادية، وقد ذكرت ذلك من قبل في عدة مناسبات، وكان هذا رأيي الواضح في هذه الخطوة، لأن المسجل الآن عبارة عن “لافتة”، تحوي وجهين، وجه يراه “بلال” ومجموعته مكتوب عليه المؤتمر الوطني، والوجه الآخر يراه الآخرون” ، أصحاب الوعي من الاتحاديين فطنوا لهذا الأمر مبكراً، إذاً المسجل الآن غير مقبول لدى الاتحاديين، لأنهم نالوا نصيبهم ، وأجهضوا المبادرة، وأصبحوا ملوكاً أكثر من الملك.
*ولكن مجموعة “د.أحمد بلال”، لا تنقصها جماهير اتحادية، والدليل على ذلك عقدهم لعدد كبير من المؤتمرات القاعدية؟
مؤتمراتهم هذه تشبه الانتخابات العامة ، هذه أحزاب موالية للحكومة، تسير وفقاً لمقتضيات الحال بالنسبة للمؤتمر الوطني، ويمولها أيضاً، ويحدد مسيرتها، بدليل أن الرئيس أمرهم بإيقاف المؤتمرات ، وأوقفوها.
*المؤتمر الوطني يدعم “أحمد بلال”، لأنه الأصلح له كحليف اتحادي، ورث الحزب؟
هو ليس وريثاً، إنما ممثل تحت اللافتة التي ذكرناها مسبقاً، ولكنه لا يمثل القواعد الاتحادية، ولا قواعد الوسط.
*(مقاطعة).. أتنكر لمن هم حوله اتحاديتهم؟
اتحاديون فرع المؤتمر الوطني، حشد من الناس فقط، اقترح عليهم الانضمام للمؤتمر الوطني، حتى يقللوا الإنفاق، ويصبح لدينا مؤتمر وطني واحد.
*الصراع الأخير بين الشريف “حسين الهندي” و”أحمد بلال”، يبدو أنه خطوة استباقية للائتلاف الوشيك مع الأصل، وخشية من حصول “الهندي” على منصب الأمين العام خلفاً لأعمامه؟
البيت الهندي لا علاقة له بالحزب، ولا نشعر أنه حزبنا أو حزب البيت، حتى الطريقة الصوفية هي ملك لمعتنقيها وليست ملكاً لنا، نحن لسنا مثل البيوت الدينية التي استغلت الناس باسم الدين، الشريف “حسين” الكبير أصبح اتحادياً، وخليفة الطريقة الهندية الشريف “عبد الرحمن” وقتها كان عضواً في حزب الأمة، ولم تفسد للود قضية بينهم.
*هل تعتقد أن حلم الوحدة الاتحادية سيتحقق يوماً ما؟
إفرازات الإنقاذ خلقت واقعاً جديداً، العقبة التي تعوق الوحدة الاتحادية هي العقلية التي تحلم بإعادة الحزب إلى ستينات القرن الماضي، والقيادات البعيدة من القواعد، والانشطار الذي حدث بأن ذهبت مجموعات صوب اليمين، وأخرى صوب اليسار،أنا مثلاً أحسب على يسار الوسط، كل هذه التغييرات لم يستصحبها دعاة الوحدة معهم، لذلك تحدث هذه الحالة من الفشل في مسألة الوحدة الاتحادية.
*هناك اتهامات للبيت الهندي، أو سياسيي الأسرة الهندية، في محاولة ورثة الحزب؟
غير صحيح، لكن هناك محاولات من المسجل للإيحاء للاتحاديين بأن هذا الحزب تحت رعاية آل الهندي، حتى يستقطبوا مريدي الطريقة الهندية، لتحقيق أغراضهم عبرها، وهذا لن يحدث أبداً، ويعتقدون أنه لابد من وجود “ياء” في قيادة الحزب، والآن بديل “حسين الهندي” ليست “منى فاروق” إنما ابن عمه “علي الهندي”، يعتقدون أن الهندي في الاتحادي المسجل مثل “المهدي” في حزب الأمة، و”الميرغني” في الاتحادي الأصل، أسرة الهندي بعيدة عن العمل السياسي.
*هناك فراغ كبير في الساحة السياسية، لماذا فشل الاتحاديون في القيام بدورهم الطليعي؟
نعم هناك فراغ، والاتحاديون كقوى وسط يتحملون مسئوليته، إضافة إلى طبيعة النظام الحاكم، لن يسمح لحزب اتحادي أن يصبح أقوى منه.
*لماذا تنتظرون من المؤتمر الوطني أن يفسح لكم الطريق؟
التنادي موجود، ولكن في ظل القهر السياسي الموجود فإن مساحات الحركة ضيقة، يجب تغيير الواقع السياسي الموجود ليسمح بممارسة حزبية في ظل نظام ديمقراطي.
*أنتم لا تملكون حتى مجرد رؤية للتغيير الذي تتحدثون عنه؟
رؤية منظمة ومخططة وآليات تنفيذها غير موجودة، ولا يستطيع أي حزب سياسي إحداث ذلك، التغييرات في البلاد يقودها المجتمع الدولي.
*أين أنتم من التجمع الاتحادي المعارض؟
نلتقي معهم في الأفكار، وهم اتحاديون شرفاء يعملون بجد لوحدة الاتحاديين، ولكنهم يصطدمون بأزمة القيادة.
*هل تعتقد أن التجمع الاتحادي المعارض بإمكانه أن يصبح نواة للوحدة الاتحادية؟
بالمناسبة الاتحادي ليس حزباً منظماً، إنما هو ائتلاف، ولديه إمكانية أفضل من الآخرين في خلق هذا التجمع الوطني، سواء كان في شكل حزب، تجمع، جبهة ، وهذه مسئولية يتحملها الاتحاديون، لأن السودان لا يمكن أن يحكمه اليسار ، وفشل اليمين الآن ماثل أمامنا، إنما الوسط هو خيار مثالي ، أسرع للاتحاديين خلق تجمع من وحدة تنظيمية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية