رغم أنني لست من هواة السهر ومغازلة نجوم الليل، إلا أن سهرة بثتها قناة (سي بي سي) المصرية من مدينة الجونة الساحلية، وقدمتها “منى الشاذلي” جعلتني أتجمد على مقعدي ولا أفكر بمغادرته حتى في الفواصل الإعلانية خشية أن يفوتني شيء من السهرة التي أقيمت على شرف مهرجان الجونة السينمائي الذي تجرى فعالياته هذه الأيام هناك، وتعرض فيه روائع السينما العربية المتنافسة على حصد الجوائز، وطبعاً لا وجود لنا في هذا المحفل الإبداعي والثقافي المهم (ما علينا وده ما موضوعي)، والسهرة كان ضيوفها النجمتان “يسرا” و”بشرى” ومعهما الأشقاء “نجيب ساويرس” و”سامح ساويرس” رجلا الأعمال المعروفان، ومن خلال تفاصيل السهرة الشيقة عن المهرجان وضيوفه من نجوم السينما العالمية، حيث يشرف حفل الختام النجم العالمي “سلفستر استالوني”، والهدف الأساسي من المهرجان تنشيط السياحة في المدينة الناهضة.
من خلال هذه التفاصيل علمت أن مدينة الجونة التي كانت صحراء جرداء، ومن بناها وعمرها ودفع فيها دم قلبه رغم مؤشرات الخسارة لهكذا مغامرة، كان هما الأخوان “ساويرس”، حيث أصبحت المدينة سياحية من الدرجة الأولى بفنادقها وملاعبها وأحيائها ذات الطراز العالمي، وحكى “نجيب ساويرس” وشقيقه كيف أن الحكومة منحتهما هذه القطعة الشاسعة من الأرض في عام ١٩٨٩، في ما اعتبره يومها بالخطوة المجنونة، لكن الرجل قال إن حسه الوطني قد دفعه إلى قبول التحدي والمساهمة في دفع السياحة في بلده، بل مضى إلى أبعد من ذلك برعاية مجموعة “ساويرس” للمهرجان السينمائي ودعوة النجوم الكبار، وديل ما بجو ببلاش، لأن هكذا فعاليات هي واحدة من أشكال جذب الآخر وتنشيط السياسة في بلاده، وأصدقكم القول إن تفكير الرجلين وحسهما الوطني والحب الذي كانا يتحدثان به والانتماء المطلق الذي لم استغربه على المصريين في المجمل نحو بلادهم لدرجة أن الرجلين لم تفت عليهما تسمية شوارع المدينة بنجوم السينما والرياضة في بلادهم، وآخرها شارع محمد صلاح المؤدي للإستاد. أقول أصدقكم القول إنه قد أصابتني الحسرة لوقوف رؤوس الأموال السودانية موقف المتفرج من حراك اقتصادي حقيقي يهدف إلى تغيير النمطية والتقليدية في البزنس عندنا، وغالب رجال الأعمال إما يلعب بعضهم في المضمون بتجارة من شاكلة توكيلات العربات أو إنشاء المستشفيات الخاصة ذات الربح المضمون أو الكليات الجامعية التي أصبحت أكتر من الهم على القلب، تفرخ وتخرج كل عام المئات من العاطلين الذين لا يجدون فرص عمل وقليلون جداً اتجهوا للاستثمار في الزراعة أو الصناعة، لكن بحذر شديد لا يخرج عن صناعة منتجات مضمونة الربح من شاكلة صابون وشعيرية وسكسكانية وشاي وزيت… الخ، لكن الاستثمار بهذا الدفع الرباعي كما فعل الأخوان “ساويرس” لا يجرؤ عليه أحد وأكثرهم حريص أن تصبح أمواله إما ودائع بنكية أو أرصدة لليوم الأسود، ربما يقول البعض إن الحكومة نفسها بسياساتها غير الواضحة والمرتبكة هي السبب في تخوف رجال المال والأعمال من دخول التجربة، وفي دي ليهم حق، لذلك آن الأوان أن يجلس “معتز موسى” رئيس الوزراء ووزير المالية مع رأس المال الوطني لوضع إستراتيجية وشراكة تمنح من خلالها الحكومة لرجال المال ما يكفي من الضمانات والتسهيلات ليساهموا في صناعة نهضة اقتصادية وسياحية وثقافية وإبداعية ويتنازلوا عن الجلوس في مقاعد المتفرجين التي جلسوا عليها طويلاً ويدوا البلد حقها في حقهم الذي ليس هو كله رحلات إلى ماليزيا وأوربا ودهب للمدام!!.. أكتبوا أسماءكم بمداد من ذهب على صفحات التاريخ وساهموا في تغيير حال الآلاف من الشباب بتشغيلهم في مدن ومشاريع منتجة وحقيقية.
}كلمة عزيزة
لم استغرب إشادة السيد والي الخرطوم الفريق أول “هاشم عثمان” بمجمل إنجازات محلية الخرطوم، على يد الفريق “أبوشنب” الذي شهدنا له من خلال هذه الزاوية أكثر من مرة، أنه رجل يعمل بصمت ويؤسس لنهضة في محلية الخرطوم، فقد لفت نظري ارتفاع العائدات في عهد “أبو شنب” مما يؤكد أن الرجل ظبط الأداء المالي وأدخله إلى الخزينة العامة مما دفع بعجلة الإنجاز التي ظهرت في المدارس والحدائق وآليات النظافة، ولسه ياما في الجراب يا حاوي.
}كلمة أعز
استحق الثلاثي سعادة الفريق “عوض ابنعوف” وزير الدفاع والفريق “صلاح قوش” مدير جهاز الأمن ووزير الخارجية “الدرديري محمد أحمد”، استحق ثلاثتهم تكريم رئاسة الجمهورية بعد أن أبلوا بلاءً حسناً في ملف سلام فرقاء الجنوب، فأعادوا بذلك للمفاوض السوداني مكانته وهيبته ودوره الإقليمي والدولي.