عز الكلام

الوزير فرحان!!

أم وضاح

الذي أفهمه وأعلمه جيداً أو هكذا يفترض، أن يكون التعيين أو التكليف لواحد من المناصب القيادية إن كان في منصب والٍ أو وزير أو معتمد أو حتى مدير لمؤسسة، يكون امتحاناً صعباً وتجربة قاسية إن كان من سيتولى هذا المنصب يفهم ويعي أبعاد الأمانة التي أبت الجبال حملها (…وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، لأنها أي الولاية والاستوزار أو القيادة لأي منصب من المناصب، تعني أن الشخص أصبح مسؤولاً عن مصالح وأقدار بشر سيتعلقون له في رقبته يوم القيامة، وهذا ما يفسر ويجسد إحساس ابن “الخطاب” رضي الله عنه، إن عثرت بغلة في العراق هو مسؤول عنها، لأنه يعلم أن التكليف مهمة صعبة ومسؤولية عظيمة وتاريخ وسيرة تبقى للشخص حتى بعد رحيله وهو محاسب عليها عند المولى عز وجل، حساباً عادلاً بما كسبت وقدمت يداه.
فإن كان هذا هو عظم مسؤولية التكليف في المجمل، فما بالكم به في بلاد كما بلادنا والاستوزار فيها اعتبره قطعة من النار لأنها ظلت رهينة للآمال المؤجلة وظلت حبيسة للخيبات المكررة، والطبيعي أن من يجلس على كرسي ويفشل في مهامه، عليه أن يستقيل وينزوي لو كان عندو شوية دم، لذلك لا أعتبر من يعين في منصب عام هو شخص سعيد، بل هو تعيس بمعنى الكلمة حتى يصنع الفرق ويضع بصمته ويقضي فترته نظيفاً نقياً بلا شبهات ولا اتهامات ولا إخفاقات، لكن أن يحتفي أحدهم على نحو ما شاهدت أمس، وأحد الوزراء في الحكومة الجديدة ينصب صيواناً حدادي مدادي أمام منزله ويمد الموائد عامرة بما لذ وطاب، ويقف متلفحاً شاله (الما خمج) وكأنه أبو العريس احتفاء واحتفالاً بتعيينه في المنصب الجديد، الأمر برمته دعاني للتوقف والتأمل، وأصدقكم القول إنني كدت أن أذهب إليه وأسأله عن سر هذه الفرحة العارمة، فإن كان المنصب والتكليف والسهر والعمل والانكفاء على المسؤوليات هو هدفه، فلا أظن أن الأمر يدعو للسعادة، أما إن كان المنصب للقشرة والتباهي والمكاسب الاجتماعية والمادية، فحق له أن يفرح ويجيب فرقة “حسب الله” كمان، ولا عزاء للمواطن الذي ينتظر التغيير.
الدايرة أقوله إن بلاداً هي أفضل حالاً من بلادنا بكثير تعيش بحبوحة ورفاهية واستقراراً اقتصادياً وسياسياً ومجتمعياً، ليس فيها مثل هذه الممارسات العجيبة التي تجعلنا لا نحسن الظن ببعض ممن يتولون المناصب العامة ولا ننتظر منهم النزول إلى أرض واقعنا المعاش، ولا الارتفاع إلى سقف طموحاتنا الذي هو سقف بلا حدود رغم كل الصعوبات والتحديات التي نواجهها، لكننا نأمل أن نخرج من عنق الزجاجة فقط إن تخطينا مثل هذه العقليات التي تريد أن تكبلنا في سجن أن المنصب تشريف وليس أمانة وتكليفاً.
}كلمة عزيزة
كما العادة انساق المتداخلون على صفحات الفيس بووك كما العادة، إلى سماع وجهة نظر من طرف واحد كما حدث في موضوع الطبيبة والسيد “معتز موسى” رئيس الوزراء، لكن أعتقد أنه من العدالة أن نسمع طرفي القضية وبعدها نوجه الأحكام، خصوصاً وأننا لسنا شهوداً على الحادثة بدلاً من ممارسة سياسة القطيع التي تجعلنا ندافع عن شخص وارد جداً يكون (ممثل بارع ) لم تسمع عنه هوليود، لكنه ينسى أن هناك عدلاً حكماً منتقماً جباراً تلتقي عنده الخصوم، عموماً إن كانت الطبيبة الشابة قد تجاوزت حدودها ولم تلتزم بأخلاقيات مهنتها بغض النظر إن كانت مع رئيس الوزراء أو أي مواطن، فإنها تستحق المحاسبة والمساءلة، وإن كان رئيس الوزراء أراد استغلال وضعه ومنصبه وأساء للشابة، فعليه أن يعتذر لها فوراً ويعتذر عن التصرف برمته.
}كلمة أعز
السيد والي الخرطوم، سعادتو “هاشم” انتمائي لبحري وعشقي لها تجعلني أناشدك أن توليها ما تستحق من الاهتمام، وقد نالت ما فيه الكفاية من الإهمال والنسيان، أجتمع بأهلها وأسمع منهم، فهي تستحق الأفضل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية