حوارات

الأمين العام لجبهة الخلاص الوطني د. “قاسم برنابا” في حوار مع (المجهر) بعد الانضمام لمجموعة (سوا)

المجتمع الدولي لن يقدم دعماً دون مقابل

حوار – فائز عبد الله

البيانات التي قدمها “توماس شيرلوا” في الفترة الأخيرة توضح سلوكه طريقاً غير طريق الجبهة
الترتيبات الأمنية كما تم تجاوزها في اتفاق (نيفاشا) سيتم تجاوزها الآن

قطع الأمين العام لجبهة الخلاص الوطني “قاسم برنابا” بأن سبب انشقاقهم عن رئيس الجبهة السابق “توماس شيرلوا” وانضمامهم إلى الفريق “خالد بطرس” يعود إلى انحراف توجهات “شيرلوا” عن الرؤية الحقيقية للجبهة وتنفيذ أجندة ترفض السلام، وأضاف في حديثه لـ(المجهر) إن الضباط المنسلخين عن “توماس” يبحثون عن السلام وبسط الأمن والاستقرار وعودة المواطنين إلى الجنوب، وإن انضمام الجبهة لتحالف مجموعة (سوا) يرجع لوحدة الرؤية والأهداف، لافتاً إلى أن التحالف يضم (9) مجموعات تختلف برامجها لكنها تتوافق في الأهداف والرؤية للسلام.
وأوضح “برنابا” أن الضباط الذين انسلخوا عن “شيرلوا” لا يبحثون عن مناصب ولا أموال كما يشيع “شيرلوا”، وزاد: (إذا كنا نبحث عن مناصب أو أموال ما كنا غادرنا مناصب الدولة التي كانت كبيرة).. فإلى مضابط الحوار.

{ ما هي توقعات جبهة الخلاصة بعد التوقيع على اتفاقية السلام؟

_ الاتفاقية جلبت السلام لدولة جنوب السودان وشعبها، ومن البشريات أن لبنات الاتفاقية كانت في الخرطوم، وما تم من استضافة ورعاية منها بمثابة إعادة الثقة بين الخرطوم وجوبا وبين فرقاء الجنوب، والأمر الثاني التوقيع على الاتفاقية يؤكد جدية التزام حكومة جوبا، خاصة بعد التنازلات التي قدمتها في النقاط التي كانت تتمسك بها، وكانت مثار خلاف، وهذا يدل على أن الحكومة تسعى للسلام ولم تتشدد حكومة الجنوب في مواقفها، والأمر الثالث أن رؤساء (إيقاد) أجمعوا على أن السلام لابد من أن يخرج من (إيقاد)، وكلا الرئيسين اليوغندي “يوري موسيفيني” والكيني “أوهورو كنياتا”، كان لهما تأثير، و”كنياتا” رأى أن احتضان الخرطوم لجولات الاتفاقية أنسب من نقلها إلى دولة كينيا.
{ كيف يمكن أن تتغير نظرة المواطن الجنوبي في قيادة الجنوب بعد التوقيع على الاتفاقية؟
_ أي خلافات تقع بين أي أطراف تتسبب في مرارات، لكن عندما يجنح الناس لفضيلة التسامح كقيمة أنسانية، ويكون التسامح الديدن العام لتوجهات القبائل (64) قبيلة وأن تحل الخلافات عن طريق مجلس الحكماء فلا خوف في تجاوز ما حدث من الخلافات، وسيتم حلها عن طريق السلاطين، وقد تحدث بعض التفلتات من الشباب ولا نستطيع منعها، ومجمل الخلافات لن تحلّ في يومين أو ثلاثة بل ستحلّ عن طريق القبائل بالجنوب وقد يأخذ ذلك وقتاً، ولكن في النهاية تهدأ النفوس.
{ هل انضمامكم لمجموعة (سوا) أتى متاخراً؟
_ كنا، دائماً ننادي بالوحدة وأن يتحد الناس، وإذا توحدت الجبهة والتحالف ستكون هناك مكاسب كبيرة لرؤية السلام وجميع الفصائل الـ(9) التي تمثل مجموعة سوا) لها مبادئ مشتركة، وبالرغم من أن كل فصيل داخل المجموعة لديه مواقف وأهداف لكنهم تخطوها وقدموا تنازلات من أجل المصلحة العليا وهي مصلحة المواطن الجنوبي والسلام وإتباع طريق الاستقرار ونسيان الغبن والخلافات القديمة بين قيادات الجنوب.
{ “توماس شيرلوا” وجّه اتهامات لكم بعد انسلاخكم منه بتسلُّمكم رشاوى من أجل التوقيع على الاتفاقية وتجاوز قراره الرافض للتوقيع؟
_ أولاً يجب أن لا نطعن في ذمة الأشخاص مهما اختلفنا معهم، ولكن أقول لـ”توماس شيرلوا” إن عليه أن يعيد قراءة تاريخه جيداً، فقد كان منتسباً للقوات المسلحة السودانية قبل الانفصال وخرج منها لسبب ما، ثم التحق بالحركة الشعبية لتحرير السودان وخرج، ثم مرة أخرى انضم إلى زملاء جبهة الخلاص الوطني.. وانضممنا إلى المعارضة أو تحالف مجموعة (سوا) الذي يضم (9) مجموعات أيدها الشعب الجنوبي بسبب تقديمها تنازلات عن بعض البنود بالاتفاقية لتحقيق السلام وإعادة المواطن الذي أصبح لاجئاً ونازحاً ومشرداً إلى بيته، وهذا كان مبدأ جبهة الخلاص، تحقيق السلام وتقديم تنازلات من أجل المصالح العامة بتحقيق أكبر مكاسب وعدم العودة إلى الحرب مرة أخرى.
وأنا أقول الفكرة لا تُهزم بل الأشخاص من يُهزمون أمام الفكرة والمبدأ.
{ لماذا يرفض “توماس” التوقيع.. هل هناك تأثيرات خارجية؟
_ ما عرضه “توماس شيرلوا” من بيانات ومعلومات في الفترة الأخيرة يؤكد أنه سلك طريقاً آخر غير طريق الجبهة، وابتعد تماماً عن خط الجبهة، وأدعوه أن يعود إلى الجبهة وينضم إلى السلام.
{ هل لأمريكا دور في ذلك؟
_ كما أشرت في أفريقيا، الأفارقة، الآن أصبحوا يدركون كيف يشخصّون مشاكلهم وخلافاتهم، وكيف يقدمون لها الحلول بطريقة صحيحة وسليمة ولا يعتمدون على دعم من الخارج، فالدعوات لأجل تحقيق الاستقرار والسلام تأتي من الداخل.
{ ما هو رأيك في خطاب دول الـ(ترويكا) بأديس أبابا؟
_ إذا نظرنا إلى خطاب الـ(ترويكا) فإنه يؤكد أن أفريقيا أدركت مشاكلها وخلافاتها وأتبعت الطريق السليم لمعالجتها، وقالت الـ(ترويكا) أنها ستدعم تنفيذ اتفاقية السلام في حال وجدت الإرادة السياسية.
{ كيف تنظر إلى الدور الذي لعبه الرئيس “البشير” الذي أسهم في طي الخلاف؟
_ الرئيس “البشير” من الناس الذين أدركوا معاناة وآلام المواطنين في الجنوب، وتحمل مواطن الشمال الكثير من أبناء الجنوب وهذه هي ميزة الأخوة، وما يعرف بـ(الفزع)، فإذا تضرر أخوك لابد من نجدته، ومسؤولية “البشير” مسؤولية أخوية من أجل إعانة الجنوب، والسودان يدرك معنى الأزمات، خاصة أزمة الجنوب، وأزجي تقديرنا إلى الرئيس “البشير” في حل الخلافات بين الأطراف وهذا مبدأ إنساني وأبوي من مسؤولياته، والفريق “سلفا كير” تجاوب معه من أجل حلّ الخلافات.
{ تتخوف المعارضة وحكومة الجنوب من ملف الترتيبات الأمنية هل ستزول هذه المخاوف؟
_ مبادرة الخرطوم قادرة على حل الخلافات بين الحكومة والمعارضة والسودان يمتلك الخبرات وسيعتمد على الخلفية القديمة التي تمت في العام 1972 في اتفاقية أديس أبابا في معالجة مشكلة الترتيبات الأمنية، والمسألة الأمنية كما تم تجاوزها في اتفاق السلام بين الجنوب والشمال (نيفاشا) سيتم تجاوزها الآن، وقيادات الجنوب يدركون أنه من أجل إعادة الاستقرار والأمن لابد من تقديم تنازلات حقيقية في الفترة الانتقالية للحكومة المقبلة، وإذا لم تدرك حكومة الجنوب مسؤولية التعليم وتربية أجيال جديدة قادرة على معالجة الخلافات ونبذ القبلية، فستُواجَه بكثير من الصعوبات.
{ إلى أي مدى سيؤثر وقف دعم المجتمع الدولي على الاتفاقية في ظل ضعف إمكانات (إيقاد) والاتحاد الأفريقي مالياً؟
_ دول (إيقاد) والاتحاد الأفريقي وأفريقيا أصبحت لا تعتمد على نظرة المجتمع الخارجي لها وأدركت أن الطريق السليم هو معالجة خلافاتها داخلياً ونحن لو انتظرنا الدعم من المجتمع الدولي لن تُحقّق إلا مكاسب شخصية، وأيّ دعم يأتي من الخارج جبهة الخلاصة لا تؤيده ولا تحبذ أيّ دعم خارجي مشروط لأجل مكاسب ومصلحة شخصية وأنا أقول لا يمكن أن يقدم المجمع الدولي دعماً دون مقابل.
{ ما هي رؤية جبهة الخلاص الوطني بعد حالة الانشقاقات والتصدعات التي حدثت؟
_ رؤيتنا في جبهة الخلاص أن تهتم حكومة الجنوب بالمواطنين والأطفال في مسألة التعليم والعلاج النفسي بجانب وضع لبنات التنمية للدولة وإذا أمنا هذا الجهد سنقوم بوضع استراتيجيات شاملة نوظفها في التنمية من زراعة وبترول وغيرها من الموارد الموجود بدولة الجنوب.
{ هل الجنوب يمتلك المقومات الاقتصادية لإنجاح اتفاقية السلام؟
_ النظرة للوضع الاقتصادي بالجنوب في الكيفية التي تستفيد منها في توظيف أقل الموارد الموجودة بالجنوب لأجل السلام وتوظيفها للتنمية والاستقرار وإذا (قعدنا في انتظار البترول فالبترول حاجة ملتهبة)، ويمتلك الجنوب ثروة حيوانية ولدينا الثروة المائية فيجب توظيفها، ونرى الدول التي في الجوار ماذا فعل بها البترول ونبدأ بما انتهى به الآخرون.
{ كيف تعاد الثقة بين مجموعة (سوا) والحكومة في ظل الخلافات الشخصية؟
_ لابد من إعادة بناء الثقة وترتيب دخول المعارضة كلها في الاتفاقية، ولا تمرر الأجندة والقرارات دون أن تشهدها المعارضة أو المجموعات الموقعة على الاتفاقية دون تفريط في جنيه أو مليم، وأن يُحاسَب كل شخص على أدائه في الفترة الانتقالية.
{ يقال إنكم انسلختم عن “توماس شيرلوا” من أجل المال والمناصب؟
_ أولاً مجموعة جبهة الخلاص الوطني بها ضباط تبوأ مناصب كبيرة في الدولة ومعظمنا انشقّ من أجل تسريع خطوات بناء دولة جنوب السودان إذا كنا نريد المناصب كنا ظللنا بالدولة وما خرجنا، وقد كنا في مناصب كبيرة، ولكن الغرض من خروجنا هو بناء الدولة.
{ ما هي ضمانات نجاح هذا الاتفاق في ظل استمرار الخروقات بين الحكومة والمعارضة؟
_ حقيقية الضامن للاتفاقية الرئيس “البشير” و(إيقاد) والاتحاد الأفريقي والتزام الأطراف بالإسراع في تنفيذها بتنفيذ عملية السلام الذي تم التوقيع عليه بأديس أبابا، وشعب جنوب السودان هو الضامن لتنفيذ الاتفاق والضامن الثاني حكومة الخرطوم، والضامن الثالث رؤساء (إيقاد) والاتحاد الأفريقي الذين توصلوا إلى قناعة أن الخلافات الأفريقية يجب أن تحلّ داخل أفريقيا.
{ هل سيعود “توماس” للجبهة؟
_ الجبهة لا ترفض أي شخص وترحِّب بالجميع لتحقيق السلام والاستقرار بالجنوب، وندعو إلى العودة إلى طريق السلام لأنه المخرج من الحرب والعودة إلى التنمية والاستقرار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية