الديوان

رقصات الفلكلور السوداني.. عندما يكون التنوع فناً وإبداعاً

الجراري.. التويا.. الحسيس.. المردوم وغيرها

كتب_ حاتم الكدرو
عرفت كردفان بإرثها الثقافي نسبةً لوجود العديد من القبائل منها الرعوية المتنقلة ومنها المنشغلة بالزراعة والمستقرة. وطبيعة المنطقة وحياة البداوة أوجدت مساحة لتشكيل نماذج ثقافية متنوعة.
الجراري..
الجراري نوع من الغناء والرقص يقدم بدون مصاحبة الآلة الموسيقية نجده منتشراً في شمال وغرب كردفان، وشمال دارفور، والقبائل التي تؤدي الجراري في إقليم كردفان هي: الكبابيش، دار حامد، الشنابلة، الكواهلة، وحمر، وغيرهم، وتعتبر رقصة الجراري الرقصة الأولى عند رعاة الإبل في كردفان ودارفور.
ولعل أول أغنية جراري عرفت على نطاق واسع من خلال الإذاعة السودانية هي أغنية ” الليلة والليلة دار أم بادر يا حليلة – بريد زولي”. وكانت المطربة أم بلينا السنوسي أول من شدا بها عبر برنامج ربوع السودان
التويا..
التويا نوع من الغناء والرقص تمارسه بعض القبائل من رعاة الإبل في شمال كردفان، ومنها قبائل الكبابيش، دار حامد، الكواهلة، الشنابلة، وحمر والهواوير فرع من هوارة .
غناء التويا يؤديه الرجال فقط، حيث يقوم المغني الرئيسي بأداء الدور الأساسي المتمثل في أداء المقاطع الرئيسية للأغنية، ويقوم الكورس بأداء مطلع الأغنية، والذي يتكرر ما بين أبيات القصيدة.
” غالباً ما تؤلف التويا من جملتين أو عبارتين موسيقيتين في صورة دائرية اللحن تعطيه الاستمرارية بعرض كلمات جديدة، يكسر بها المؤدي رتابة اللحن.
المردوم..
البقارة بجنوب غرب كردفان اشتهروا بغناء المردوم أو المردوع، ونمثل له بأغاني عبد القادر سالم، مثل أغنية (الله الليموني، واللوري حل بي)، وغيرها، ويمتاز المردوم بخلاف الجراري بسرعة الإيقاع وقوته، ولعل اختلاف البيئة وتباين طبائع الأنعام التي يرعاها كل طرف لها دور في ذلك، فالمعروف أن البقارة يرعون البقر ويركبون التور والخيل، كلام البقارة سريع وقوي، أما كلام الأبالة في الشمال لين وبه جرجرة وتطويل للنغم وانعكس كل ذلك على إيقاع الجراري.
الدوبيت ..
نجد أن رعاة الإبل في شمال كردفان يهتمون بالقول، والذي يسمونه النم أو الدوبيت أو الحردلو ويكون الأداء فيه في شكل إلقاء منغم والذي هو نوع من الأداء الغنائي الذي يميل إلى الإلقاء، ونجد ذلك عند قبائل الكبابيش، دار حامد، الكواهلة، الحمر، الهواوير.
عن الدوبيت ” هناك من يرى أنه وفد إلى السودان من القبائل العربية التي دخلت إلى السودان عن طريق الحبشة وباب المندب وشاطئ البحر الأحمر المقابل للجزيرة العربية، والدوبيت يشبه إلى حد كبير الموال، فهو غناء حُر لا يتقيد بوزن إيقاعي، غير أن الدوبيت السوداني يختلف عن الموال فقط في طريقة التنغيم، إذ إنه يغنى على أغاني خماسية محددة، كما يؤكد ذلك دوبيت وسط السودان “. وكلمة دوبيت تعنى وحدة مؤلفة من بيتين من الشعر وهي بذلك تضم أربعة أشطر من الشعر الموزون المتحد القافية، ويطلق في مصر اسم الموال الرباعي على ذلك النوع من الدوبيت، بجانب أداء الدوبيت الفردي نجد الدوبيت من أداء شخصين، حيث يردد الأول ويصمت الثاني، وهكذا بالتبادل، وهذا يسمونه (مجادعة بالدوبيت).
الحسيس..
الحسيس نوع من الغناء عند قبائل الكبابيش، دار حامد، الكواهلة، الشنابلة، وحمر.
غناء الحسيس شبيه بغناء وكرير الجراري، إلا أن الحسيس أسرع في إيقاعه، عند أداء الغناء والرقص والكرير، ويبنى بيت الحسيس في الغالب إلى ثلاث شطرات، في حين أن بيت الجراري يبنى في أربع شطرات،
تغني الفتيات أغاني الحسيس بجانب الرقص والتصفيق، ويقوم الرجال بالرقص والضرب على الأرض بالأرجل، ورقص الفتيات في حلقة الحسيس يماثل حركة مشي الإبل.
تقدم أغاني الحسيس في مناسبات الزواج والختان، وتتناول الفخر، الغزل ومختلف المواضيع في المجتمع.
“قديما كان يصاحب أغاني الحسيس (البطان)، حيث يتعرض الشبان لعملية الجلد من قبل العريس وأصدقائه، وهي عادة قديمة، لعلها انتقلت إلى تلك الديار من وسط وشمال السودان، وقد اندثر البطان الآن في منطقة الحسيس في شمال وغرب كردفان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية