تقارير

بعد رفض المجتمع الدولي تمويل تنفيذ الاتفاقية

سلام الجنوب..نصف الكوب الفارغ

الخرطوم : فائز عبد الله
رفض المجتمع الدولي بصورة قاطعة ، تمويل تنفيذ اتفاقية سلام دولة جنوب السودان ، لشكوك حول مصداقية الفرقاء الجنوبيين ، وخرق الاتفاقية وتكرار سيناريو العام (2015م)، في ظل توقعات من بعض القيادات أن يقع الأسوأ حال عدم توفير التمويل المالي الخارجي للاتفاق .
وأجمعت القيادات التي وقعت على اتفاقية السلام أن التحديات التي تواجه التنفيذ تتمثل في التمويل المالي، أحد العقبات التي تقف حجر عثرة أمام إنزال الاتفاقية على الأرض ، وإعادة ثقة المواطنين في قيادات الجنوب لاسيما وأن المجتمع الدولي وخاصة (أمريكا) ودول (الترويكا) بإعلانها عدم دعم الاتفاقية بوضعها الراهن ،خوفاً من إعادة سيناريو اتفاق العام(2015م) ، الذي انهار بعد أن قدم المجتمع الدولي دعماً مالياً لخزينة الجنوب بمليارات الجنيهات ،في وقت طالب رئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت”، أصدقاء وشركاء الإقليم والمجتمع الدولي بدعم الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار وتحقيق السلام في الجنوب، وأضاف : إن الجنوب يحتاج لدعم مالي لإعادة الاستقرار والتنمية بعد الحرب.
وأكد عضو المكتب السياسي بالمعارضة “أقوك مكوك” لـ(المجهر)، أن التحديات المالية أحد العقبات التي تواجه تنفيذ الاتفاقية في مجملها ، وإنزال الاتفاق إلى أرض الواقع، وأضاف إن توفير الدعم المالي أحد الأولويات ، بجانب الإرادة السياسية كتحدٍ موضوعي حسب ما تمت الإشارة إليه في الاتفاقية، بجانب التحديات الأمنية التي تتطلب الوساطة السودانية واليوغندية فيما يتعلق بمسألة تدريب جيش جنوب السودان لإعادة روح الوطنية وإنهاء النظرة القبلية للجيش عبر العقيدة العسكرية وحماية الدستور والاتفاقية، وأيضاً كيفية ترجمة ما نص عليه الاتفاق ، على أن يلتزم كل الموقعين على الاتفاقية بنشر ثقافة السلام وتوظيف الموارد.
وقال :إن اتصال “سلفاكير” على “مشار” يُعد من المواقف الجدية وبداية حقيقية للجنوب، ونظرة الشعب لهذا التقارب بين الرئيس وزعيم المعارضة، وأشار إلى أن أمريكا إذا شعرت بأن الجنوبيين أنفسهم التزموا يمكن أن يكون هناك التزام وشعور بدعم هذا الاتفاق، وهناك عدد من المفوضيات تم تكونيها قبل تكوين الحكومة بجانب لجنة الدستور والقضاء ورسم الحدود، وتوقع أن يكون هناك حراك كبير، وأكد أن هناك اجتماعاً سيعقد لترجمة هذا الاتفاق والترويج له في المرحلة المقبلة، وطالب بضرورة التزام وتوفير الموارد.

وقال مستشار الشؤون الأمنية “لسلفاكير”، “توت قلواك” :إن جهود الأطراف الآن في كيفية إنجاح عملية السلام وعدم العودة إلى الحرب مرة أخرى، وأضاف إن قيادات الجنوب تدرك الوضع الاقتصادي مثل توفير الموارد التي تدعم الاتفاقية ونجاحها، وقال :إن الجنوب سيعمل على توفير وتوظيف الموارد القليلة المتوفرة لدعم السلام، لافتاً إلى أنه في حال أتى دعم خارجي يمكن توظيفه في الاتفاقية، وأوضح أن المجال متاح لتحقيق السلام،مؤكداً أن أصعب التحديات التي توجه الاتفاقية مسألة ملف الترتيبات الأمنية وتمويل القوات وتأهيلها لجهة أنها تتطلب دعماً مالياً، وأشار إلى أن الجنوب يعتمد على توظيف أموال عائدات البترول في مسألة دعم المؤسسات، لكي لا تكون هناك عقبات حقيقية تواجه الاتفاقية ، وأصعب العقبات هي التحديات التي تواجه ملف الترتيبات الأمنية، وهي التي تعيد الاتفاقية إلى الخلف، وقال :إن هناك موارد إذا تم توظيفها بصورة جيدة لن يعتمد الجنوب على الدعم والتمويل الخارجي ،وأوضح أن الأطراف في الاتفاقية ناقشوا تحديات المرحلة المقبلة لعملية السلام.
وقال مدير الإعلام والعلاقات الخارجية بالحركة الشعبية بالمعارضة “فوك بوث” لـ(المجهر) :إن الأموال أصبحت عصب الحياة، وخاصة في المرحلة الحالية وفي تكوين الجيش القومي والمعدات العسكرية لهذه القوات، بجانب لجان المراقبة ،والاتفاقية تحتاج إلى تمويل ونشر ثقافة السلام أيضاً يحتاج إلى تمويل، و أشار إلى الاعتماد في الوقت الراهن على مورد واحد وهو أموال النفط ، وقال: يجب استقطاب أصدقاء الجنوب لتمويل الاتفاقية، وأوضح أن هناك دولاً محددة في الاتحاد الأفريقي معنية بتمويل الاتفاقية، والاتحاد الأفريقي له دور في المساهمة ودول (الترويكا) والمجتمع الدولي، وقال: إن تدريب الجيش الوطني يحتاج إلى تمويل في ظل رفض المجتمع الدولي دعم الاتفاقية، وأبان أن الاتفاق خاطب كيفية أن يكون هناك تمويل مالي للجان الاتفاقية في نشر برامج التوعية، ودور اللجنة القوية المشرفة على توفير الموارد وإدارة عائدات البترول ومساهمتها في استقطاب أصدقاء الجنوب، وقال مضيفاً :إن دول الاتحاد الأفريقي و(الإيقاد) تمتلك القدرة على تمويل الاتفاقية حتى إنزالها إلى أرض الواقع ، ومشاركة الاتحاد الأفريقي ضرورية، وأشار إلى أن الفرقاء لا يتحدثون في جانب من أين تأتي هذه الأموال، بل في كيفية إنجاح الاتفاقية، وقال “فوك” : إن الاتحاد الأفريقي مثله مثل منظمة (الإيقاد).
وقال ممثل الأحزاب السياسية “فليب أقوير” لـ(المجهر) :إن تحديات المرحلة المقبلة التي تواجه الاتفاقية كبيرة تتمثل في عدم وجود موارد زراعية بعد أن توقف المزارعون عن الزراعة بسبب الحرب، وأضاف “أقوير” : إن الأموال التي جاءت من المجتمع الدولي في اتفاقية السلام بأديس أبابا تم توظيفها في الحرب مما أدى إلى تدمير الموارد البترولية وان بعض الحقول النفطية أصبحت تالفة وتتطلب إعادة تأهيلها ، وأشار إلى أن الجيش القومي مؤسساته تفتقد إلى الأموال، وأن توقف أمريكا عن تقديم دعم الاتفاق بسبب عدم التزام الأطراف بعملية السلام.
وتوقع المصدر، عدم نجاح الاتفاقية إلا في حال تنازل الأطراف عن عدد الولايات التي تتمسك بها بعض قيادات المعارضة والحكومة. مؤكدا أن الأطراف التي وقعت على الاتفاقية لابد أن تنظر إلى المواطنين أولاً قبل المصلحة الشخصية والمناصب، كاشفاً عن أن الحكومة تسيطر على (60%) من مؤسسات الدولة في الفترة الانتقالية، وقال :إن هذا سيشكل أحد العقبات على المؤسسات.
وطالب “أقوير” دول الاتحاد الأوروبي و(الترويكا) (الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج)، بدعم اتفاق السلام الموقع مؤخراً في الخرطوم بين فرقاء جنوب السودان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية