في ملامسة حقيقية لنبض الشارع، تلمست هذه الصحيفة عبر الزميلتين “نجدة بشارة” و”أروى بابكر”، وجع المواطنين ومعاناتهم التي طال أمدها مع المواصلات، هذه الوسيلة الحيوية المتحكمة في حراك الناس وسبل كسب عيشهم الكريم، فكان واضحاً جداً احتجاج المواطنين وغضبهم من الزيادة غير المبررة وغير المسببة ولا معلنة لتعرفة المواصلات، حيث بلغت (100%) حتة واحدة، أو ربما تزيد على نحو خط الإستاد كبري الحلفاية والكدرو التي بلغت عشرة جنيهات وهي المحددة في المنشور الرسمي بأربعة جنيهات فقط، وذكر أحد المواطنين أن المواصلات أصبحت مكلفة جداً وأن خمسين جنيهاً في اليوم ما عادت كافية بالنسبة لهم، مناشداً الدولة بالتدخل بحل هذه المشكلة التي أرهقت ميزانيتهم ولخبطت حساباتهم، لكن اللافت في الموضوع أن عدداً من المواطنين اشتكوا من وجود أشخاص يسيطرون على مواقف المواصلات بطريقة غير رسمية أو قانونية، يعرفوا بـ(الطراحين)، هم الذين يتحكمون في تحديد قيمة التذكرة بدلاً عن القيمة القانونية، وهم الذين يحددون الوجهة التي يجب أن تذهب إليها المركبة.
وخلوني أقول إن هذا الانفلات الواضح وهذه العنتريات لبعض المسميات والشرائح الطفيلية التي ظهرت على السطح، هي أحد أسباب معاناة البني آدم السوداني، وكدي الليلة دعونا نركن على جنب فشل الحكومات وفساد بعض المسؤولين وكضوم القطط السمان إلى حين، لأقول إن مثل هذه الشرائح مجهولة الهوية والنشأة ومسببات الوجود من أصله، هي واحدة من أسباب تعقيدات معيشة أهل السودان وهي شرائح مسيطرة لا أدري من أين تستمد هذه السيطرة؟؟.. وهي قوية ولا أدري من أين تستمد قوتها وأصبحت هي الدولة والحكومة والقانون، ولا أحد ينكر أن السماسرة أصبحوا هم المتحكمين في الأسواق والأسعار والعرض والطلب، لا تفوت من تحت أياديهم سلعة لتضل طريقها من المنتج مباشرة إلى المستهلك على غير العادة، إذ أنه لازم ولا بد أن تمر عبر بوابة السماسرة وقبضتهم فتتضاعف الأسعار وتتضاعف معاناة الناس كذلك، وفي أكثر من مناسبة نبهنا ونوهنا إلى ضرورة أن تفرض الحكومة سلطاتها وتخلص المواطنين والمنتجين من هذه المافيا التي امتد عرقها دساساً بمسمى آخر وهم (الضباحين)، أقصد (الطراحين) الذين يفرضون تعرفة المواصلات ويتحكمون فيها في تحدٍ غريب يدعو للدهشة والبحث العميق عن سر هذه الفوضى التي هي مؤكد ما خافية علي عيون واضنين حضرات السادة المسؤولين المطنشين عن هذه الحالة العشوائية التي أصبحت رسمية وأمراً واقعاً ليذكرني هؤلاء بأفلام الفتوات في السينما المصرية على أيام “عادل آدهم” و”فريد الأطرش” وهم يفرضون الأتاوات ويتحكمون بقوة (النبوت) أو العكاز وما في زول قادر يقول بغم لتسكت الجهات الرسمية الحكومية والتشريعية على هذا الحال المائل وتترك المواطنين نهباً للأطماع ونهباً للفوضى دون حماية، وما يحدث لا تجري تفاصيله في الخفاء، كل ما يحدث تفاصيله في العلن وعلى الهواء مباشرة، فيا سادة إن كنتم على علم بهذه الإمبراطوريات ننتظر تدخلكم العاجل والناجع، وإذا لم تسمعوا بها من قبل فها نحن نسمعكم ونفوتوا قعر أضانكم.
}كلمة عزيزة
صحيح الحكومة فيها قطط سمان عايزة تتفقع من التخمة، لكن المعارضة أيضاً فيها تماسيح تبلع على الناشف، وأمس جمعتني الصدفة بأحد الأخوان حدثني عن كيف تفاجأ وهو يبحث عن قطعة أرض للشراء في منطقة شرق النيل، اكتشف أن مرابيع جمع مربع، حدادي مدادي باسم أشخاص يدعون معارضة الحكومة ويوهموننا بالانحياز للغبش والغلابة.
وأنه تفاجأ باسم إحدى المعارضات التي تدعي الشراسة، تمتلك قطع أراضٍ في حي الهدى الاستثماري مرتفع السعر، يا اخي فلقتونا كذباً ونفاقاً ونفخة كضااابة!!
}كلمة أعز
غداً أحدثك عن ملحمة من الإنسانية والرقي تؤكد أن الخير فينا إلى قيام الساعة، وتقولي شنو ؟؟ وتقولي منو؟؟