.. عظيم أن نشاهد بطلاً سودانياً يقف على أي منصة من منصات التتويج في أي مجال كان رياضياً أو علمياً أو فنياً أو أي مجال آخر فأمر كهذا يودع في المرء دفقاً روحياً مؤثراً وإحساساً وطنياً عظيماً له انعكاس مباشر على مستوى وقيمة المعاني الوطنية لدى الفرد من مجتمع الدولة الكبير، فحدث كهذا يصيب الجميع بحالة من الغبطة منتشياً انتشاءً جمعياً رائعاً يجسد لحظتها كل معاني الالتفاف والالتقاء حول الأرض والتاريخ والحاضر والمستقبل الواحد.. هذا شيء جميل بالفعل وقد من الله علينا في سنوات سابقة أن أصابتنا رعشة التتويج هذه، إلا أنها حدثت في فترات ماضية ومتفرقة لم نشعر معها كشعب باكتمال حاجتنا إليها، ونحن نرى الشعوب من حولنا تنتشي بها كل فترة وأخرى.. صحيح أننا تراجعنا في مستوياتنا الرياضية وربما الفنية وغيرها من النشاطات التي يرتبط بها التسابق والتنافس إلا أنه كان يجدر بمن يراقب حركة حياتنا أن يحقن حالة الإحباط التي نعيشها الآن بشيء من لحظات التتويج هذه عبر رعاية بعض الرياضيين في مجالات الرياضة الفردية كرياضات العدو وتنس الطاولة والجمباز والرياضات القتالية الفردية بجانب رعاية جوانب الإبداع الفني والعلمي والمعرفي والأكاديمي، وغير ذلك مما يتيح لنا الدفع بأبطال ومتفوقين فيها أما إصرارنا على التفوق في المجالات الصعبة والمكلفة ككرة القدم فلن يحقق لنا هذا مع المنافسة القوية أية نتائج وسنظل فقط نرقب من حولنا يرتقون على منصات التتويج ونحن أسفلها نشاهد ونتحسر ونبكي ماضياً كنّا رواده وأبطاله ..