عز الكلام

هل تطعم النحلة الفقراء عسلاً؟؟

أم وضاح

بعد استضافتها في برنامج حال البلد على فضائية (سودانية ٢٤)، كتبت في هذه الزاوية إنني أسمع عن سيدة الأعمال “وداد يعقوب” أو “وداد” النحلة، وأسمع عن صعود نجمها في عالم البزنس وقلت بالحرف الواحد إن ما استعرضته “وداد” من خلال تلك الحلقة عن حراكها وطموحها وأعمالها، كان يمكن أن يجعل تلك الزاوية على غير ما جاءت عليه لو لا طبظة هي كغلطة الشاطر بعشرة، طبظتها “وداد” وهي تقلل من قيمة التوب السوداني الذي قلت يومها إنه ليس مجرد (هدم أو دلقان) نلبسه، لكنه هوية وثقافة وعلامة تميزنا عن الآخرين، لكن وبما أنه قد جد في الأمر جديد بتعيين السيدة “وداد يعقوب” وزيرة للرعاية والضمان الاجتماعي، أعود لتلك الحلقة وأتعمد أن أحذف منها حديثها المستفز عن التوب وأتجاوزه لمحطات في حياة “وداد” أكدت من خلالها أنها ليست سيدة أعمال ناجحة فقط، لكنها أيضاً ناشطة مجتمعية بمرتبة إنسانة كاملة الإنسانية، حيث كشفت تلك الحلقة عن تبني “وداد” لعدد كبير من الأطفال الأيتام وكفالتهم بشكل كامل، وكانت لحظة تجمعهم حولها بأمومة متدفقة واحتضانهم لها في مشهد حقيقي وليس مجرد تمثيل أمام الكاميرا، فضحته عيون الصغار ومشاعرهم الفياضة أمام هذه الأم البديلة، ولعل نشأة “وداد” العصامية واعتمادها على نفسها وهي لم تولد وفي فمها ملعقة ذهب، تجعلني أمد حبال التفاؤل إلى أبعد مدى بأن تنجح السيدة في مهمتها الجديدة كوزيرة للرعاية والضمان الاجتماعي، وعلى فكرة “وداد” تقف على رأس وزارة مهمة غاية الأهمية، لأنها معنية بالإنسان السوداني الذي طحنته الحروب في مناطق متعددة والذي شوهته أسباب النزوح ففقدت الحياة عنده بريقها وألقها والإنسان الذي دمر نفسياته وحطم آماله وتطلعاته الفقر الذي استشرى وتطاول وتوهط في حكر المجتمع السوداني وتمخضت عنه نتائج كارثية هتكت ستره وشوهت عفته ودخلنا في دهاليز من الظلام والعتمة لا يعلم بها إلا الله.
لذلك أزعم أن اعتذار “أبوكشوة” عن المنصب الوزاري وتعيين “وداد يعقوب” بدلاً عنها تم (بتدبير إلهي) جعل السيدة المناسبة في المكان المناسب، لتفتح الفرص ذراعيها للوزيرة أن تحقق كل أحلامها وتطلعاتها في خدمة مجتمعها وهي تملك كل الخيوط وكل المفاتيح التي تجعلها منحازة للفقراء ومنحازة للنساء العاملات، منحازة للأسر المنتجة، منحازة لآدميتهم ولحقهم في توفير فرص الكسب الحلال ولحقهم في أن يتعلموا كيف يصطادوا بدل أن تطعمهم سمكة.
لذلك أنا متفائلة بـ”وداد يعقوب” نصيرة لهذه الشرائح وللمؤسسات المهتمة بها، وأثق أنها قادرة على جذب تمويل المؤسسات العالمية المعنية بحماية الطفولة والمسنين والمرأة المعيلة، وأثق أنها ستسعى لجذب رؤوس أموال وطنية صادقة لخدمة المجتمع لتحول الوزارة إلى نحلة من النشاط والحيوية والعطاء ليتذوق التعابى عسلها وتنوم العيون بعد الشقاء وترتاح.
}كلمة عزيزة
تعودنا وتعودت الحكومة أن تنظم مؤتمراتها وسمناراتها لبعض القضايا التي يستلم راية النقاش فيها غالباً المنظراتية والمتفلسفاتية وينفض سامرهم وتذهب التوصيات والمخرجات إلى الأرشيف أو المفرمة وينفض المولد بلا حمص، فإذا كانت السيدة “وداد” وزيرة الرعاية الاجتماعية جادة في أن تخدم المجتمع، أنصحها بعقد مؤتمر في الخرطوم، ومثله في الولايات للسيدات صاحبات الأعمال اليومية الهامشية من ستات شاي وبائعات طعام… الخ من المهن، للاستماع إلى شكواهن وإيجاد حلول لها وتوفيق أوضاعهن بمشاريع تعود عليهن بعائد وفير ومعظمهن إما مطلقات أو أرامل يعلن أيتاماً وهو وضع وإحساس مؤلم للإنسان لا يشعر به إلا من جربه، فما بالك إن ضاعفه إحساس الفقر والحاجة.
}كلمة أعز
استغرب لبعض من كانوا في السلطة وفي يدهم الربط والحل وبعد خروجهم بدأوا في ادعاء الإصلاح وتوجيه الانتقادات الموجهة بشكل خبيث لمن خلفوهم وكلها محاولات مكشوفة للعودة، لكن هيهات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية