(المزيرة) السودانية المبرد الشعبي وتلاجة المساكين
تحافظ على وجودها رغم انتشار حافظات المياه العصرية
الخرطوم – عامر باشاب
{ طالما أن صناعة ( الأزيار ) من طين النيل مازالت مستمرة، تظل المزيرة ( المبرد) التقليدي الذي يحفظ الماء على درجة متوسطة البرودة، وكان معظم السودانيين وحتى وقت قريب يحتفظون بالأزيار داخل بيوتهم ويعتمدون عليها اعتماداً كاملاً في شربهم للماء، والزير يوضع في حمالة لها ثلاثة أو أربعة أرجل و(المزيرة) الحمالة الأكبر تتسع لحمل أكثر من زير توضع عليها الأزيارة متراصة ، وتغطى من الأعلى للحفاظ على درجة البرودة ، و(المزيرة) إما توجد داخل المنزل أو توجد خارج المنزل في الشارع، وهذه يطلق عليها ( السبيل ) إشارة إلى أنها وجدت لكي توفر السقية لعابري السبيل وتروي عطشهم . و(المزيرة) قبل ظهور (حافظات ) المياه البارد ( السرامس ) ومبردات ( الكولر) ومبردات مياه الصحة ذات ( القوارير الزرقاء ) كانت توجد بكثافة في المدارس والمساجد والمستشفيات، والزير كما هو معلوم واحد من المصنوعات اليدوية الفخارية التي تصنع في عدد من الأماكن على ضفاف الأنهار أبرزها منطقة ( القماير)
{ والآن ورغم انتشار المبردات العصرية سابقة الذكر بالإضافة إلى (الثلاجة المنزلية) وبالتحديد هذه الأيام انتشرت المزيرة العصرية، وهي تحمل مجموعة من حافظات المياه الكبيرة ودائماً ما تصادف في ممرات وفرندات الأسواق إلا أن (الزير) و (المزيرة) مازالا يحافظان على وجودهما في كثير من البيوت، وحتى كثير من الفلل الفاخرة في معظم الأحياء الخرطومية الراقية ظلت تحتفظ بالزير أو المزيرة، ومن بين المشاهير الذي يحتفظون بالمزيرة في بيوتهم الرمز السياسي ورئيس الوزراء الأسبق زعيم حزب الأمة “الصادق المهدي”، ومن رجال الأعمال الذين حرصوا على الاحتفاظ بالأزيار رجل الأعمال الراحل “الطيب النص” ، ومن نجوم الفن نجم الدراما السودانية “علي مهدي” ، وعازف الكمان الموسيقار “عبد الفتاح الله جابو” ، ونجم فرق الجاز الفنان “كمال كيلا”، والمطربة “ندي القلعة” .
{ ومن اقوال الملحن العبقري “عبد اللطيف خضر ودالحاوي” ( ان البيئة الشعبية داخل وحول البيت السوداني واحتشادها المورثات الشعبية مثل (الزير) و(البرش) و(التبروقة) وغيرها من المورثات التي تساهم في خلق اجواء محرضة للابداع .
{ وعرف عن السفيرة الفرنسية السابقة علاقة مدهشة بالأزيار و(المزيرة) بالتحديد ولوحظ اهتمامها الكبير بها حيث شاركت في أحد معارض الصور الفتوغرافية وأبرزت مجموعة من الصور ( للمزيرة) التقطتها بعدسة كاميرتها الفتوغرافية من عدد المواقع المختلفة داخل وخارج العاصمة الخرطوم .
{ الاستاذ حاتم عبد المطلب ادريس مهتم بمجال التراث والشعبيات السودانية ذهب من يحتفظون بالازيار او ( المزيرة ) قليل منهم يحتفظ بها لتعوده على شرب ( موية ) او ماء ( الزير ) النقية والصافية من الرواسب وارتياحه لها وهناك يرتبط بها ارتباط وجداني ويتعلقون بها كواحدة من الاشياء التي شبه تربيتهم وتنشئتهم ويحتفظون بها كنوع من الاثر و التراث والارتباط بماضي الاباء والاجداد
{ الاستاذ ياسر عبد الله مهندس الديكور اكد بان الزير اصبح واحداً من الجماليات الديكورية التي تبرز اصالة وعراقة التراث السوداني ودائما مايضفي للمكان بشكله ورمزيته الجمالية العتيقة .