منذ أن أعلن الرئيس حل حكومة الوفاق الوطني مروراً بأيام الترقب التي سبقت تكوينها وحتى بعد إعلان أسماء أعضائها وأدائهم القسم، ظلت مفاصل الحكومة متيبسة في انتظار القادمين الجدد، وظل الإعلام مشغولاً بتحليل الأحداث وتفنيد المواق ومتابعة المستجدات، والوزارات ومؤسسات الدولة متوقف حالها في انتظار انتهاء عمليات التسليم والتسلم، وناس كتاار خاتة أياديها على قلوبها خوفاً من أن تجرفها سيول التغيير، ونحن في السودان للأسف تعودنا أن القادم الجديد دائماً يقوم بجماعته ويقعد بجماعته، وبالتالي هناك رؤوس كثيرة أينعت وحان قطافها!!
في غمرة هذا الانشغال وهذا الصخب والضجيج، ننسى أن هناك مواطنين وبأعداد ضخمة جداً (يعافرون )ويصارعون الحياة يومياً، والتي أصبحت صعبة وقاسية واللقمة ما بتتأكل بالساهل، وخلوني أقول إن الغلاء الفاحش الذي يسيطر على الأسواق هد حيل الناس هداً، والبسطاء والغبش سئموا لعبة الكراسي هذه التي تطيل عمر معاناتهم وتجدد أزماتهم، وما أظن الناس عندها قدرة لمزيد من التجريب، ولا عندها نفس طويل تنتظر به أن يجر القادمون الجدد أنفاسهم شهيقاً وزفيراً عشان يبدأوا من نقطة الصفر التي عدنا لها أكثر من مرة، لتمر السنوات ونكتشف أننا نقف في محطة ذات الصفر بدليل أنه وعند تكوين حكومة الوفاق صفرنا العداد وقلنا يا هادي، لنعود بعد هذه السنوات ونكتشف عدم جدواها ليتم تكوين حكومة جديدة وبرضو حيصفروا العداد وهكذا نعود وندخل ذات المتاهة والخاسر الحقيقي هو المواطن، لذلك هذه الحكومة تدخل بتحدٍ نوعي باختصار الزمن وكسب الوقت وما ضاع من سنوات كفيل بأن يشعرنا بخيبتنا الكبيرة ولم نحقق أي إنجاز، بل لم نحقق أي شيء وواقع الحال يشي بمعاناة الناس صباح مساء وهم يقاومون حالة نزيف مرعب يهددنا بالدخول في غيبوبة لن تجدي معها حالة الإنكار أو الالتفاف على الحقائق ولا الاعتراف بأن ذنوباً كثيرة ارتكبت في حق الشعب السوداني، وأخطاء أكثر وحده من دفع فاتورتها ولا زال يسدد من رصيد راحته وحياته وأمنياته ومستقبله.
الدايرة أقوله إن الحكومة الجديدة لن تستوعب بأي حال من الأحوال حجم الإحساس الحقيقي الذي يسود الشارع العام، وما أظنها قادرة على فهم قدر شنو الناس بتعاني، وقدر شنو في ناس لو فطروا ما بتغدوا، ولو أتغدوا يدخرون العشاء لفطور الغد.
هؤلاء يا سادة ما عندهم استعداد لترتيبات فارغة من شاكلة منو تجيبو سواق؟.. ومنو مدير مكتب منو؟.. الشارع العام ينتظر حراكاً حقيقياً يحسه في قيمة الجنيه السوداني وهيبته، يحسه في قرارات حقيقية تجاه الإنفاق الحكومي وتوجيه مساربه من جديد لتصبح مسارب ضوء معلومة الوجهة والاتجاه.
فيا سادة ما عادت للناس قدرة على الاحتمال ولا الانتظار، هم في انتظار زلزال حقيقي وجراحة عاجلة لرئة الاقتصاد المعطوبة حتى يتنفس الوطن جميعه أوكسجيناً نظيفاً، وبالتالي تدب الحياة في أعضائه الحيوية وما بعيد على الله بس انتو أخلصوا النية، واعقدوا العزم وارحموا من في الأرض حتى يرحمكم من في السماء.
}كلمة عزيزة
أن يصبح “معتز موسى” وزيراً للمالية برأيي هو أول ملامح فشله كرئيس وزراء معني بمراقبة ومتابعة أداء الحكومة، والبلد محتاجة لرئيس وزراء عينه على الصغيرة والكبيرة، بقدر احتياجها لوزير مالية مفتح، أخشى عليك أخي “معتز” من هذا الامتحان الصعب وكبارنا قالوا (ركاب سرجين وقيع ومشاي دربين ضهيب).
}كلمة أعز
لم يحدث أن وجدت إجماعاً وتفاؤلاً وتفاعلاً كما حدث بعد تعيين الفريق أول “هاشم عثمان” والياً للخرطوم، ومواطنو الولاية العاصمة يضعون عليه آمالاً عراض تنهي عهداً من الفشل الإداري الكبير فيها.