الفال تحت اللسان!!
الفال تحت اللسان هي الحكمة الأنسب والأفضل إهداءها لرئيس الوزراء “معتز موسى”،
الذي كان أول تصريح له بعد تعيينه في المنصب الرفيع أن برنامجه سيبدأ (بصدمة) وهي الكلمة التي تحسس منها الكثيرون لقساوتها وضبابيتها، لكن يبدو أن رئيس الوزراء، كان على موعد مع الصدمة الأولى له شخصياً ولحكومته، باعتذار مرشح منصب وزير المالية الاقتصادي، “حمدوك” عن القبول بالتكليف، خاصة وإن برنامج “معتز” على حد ما قال مبني على إصلاح هيكل الاقتصاد، وهو ما لن يتأتى أن يكن على رأس القطاع الاقتصادي، وزير بحجم “حمدوك” وخبراته التي جعلته خيار المؤتمر الوطني، رغم أنه تنظيمياً لا ينتسب إليه، وخلوني أقول للذين استغربوا اعتذار “حمدوك” أو استنكروه، أن الرجل من حقه أن يرفض ويعتذر لأن الحكاية ما واقفة على معادلة حسابية، فشل من سبقوها في حلها ضربا وجمعا وكسرا وعايزة واحد شاطر في الحساب، الحكاية برمتها متوقفة على سياسات اقتصادية ضخمة ومؤثرة ساهل جدا وضعها كتنظير على الورق، لكن صعب جدا جدا تنفيذها على أرض الواقع لأنها للأسف ستتقاطع مع مصالح كيانات سرطانية تتغذى من دم الشعب السوداني، وستتعارض مع سياسات أصبح من المنطق مراجعتها بسبب تغيير الأحوال والظروف والمتطلبات التي جعلتها تقف على قائمة منصرفات الدولة “حمدوك” يعلم بخبرته ومشاهداته للواقع الاقتصادي السوداني أنه سيصدم بمتنفذين يضعون له العصي في العجلات، لذلك رشح إلى السطح حديث مفاده أن الرجل قبل المنصب على شرط نقاط اشترطها بضمانة السيد الرئيس شخصياً، أكاد أجزم على رأسها إطلاق يده في (القطط السمان)، وعلى فكره ليس “حمدوك” وحده من اعتذر عن قيادة القطاع الاقتصادي ومعلوماتي الأكيدة أن اقتصادي بارز وخبير لا يشق له غبار قد رفض تولي منصب محافظ بنك السودان، لأنه يعلم أن الفشل حليفه ما لم تتغير المنظومة كلها، والمنظومة كلها دي بيت القصيد وأصل الحكاية، لأن خيوط علاقات ومصالح كثيرة متداخلة ومتشابكة شكلت منظومة للأسف قائمة على الفساد المالي والإداري، وهو إعصار يهدد استقرار أي وزير ويجعله على موعد مع الفشل، بالمناسبة أكبر دليل على أن منظومة الدولة فيها مشكلة واضطراب حقيقي، أن يتم إعلان اسم “حمدوك” نفسه وزيراً قبل مشاورته وموافقته، مما وضع القيادة السياسية في موقف بايخ ووضع “حمدوك” في خانة البطولة (والربه بدي.. مافي زول بحمي).
في كل الأحوال بدأت سفينة “معتز موسى” الإبحار، وفيها ثغرة واضحة على الشراع لا ادري كيف سيرتقها خاصة وأن الأربعمائة صباح التي حددها بنفسه بدأت في العد التنازلي والتحدي أمام الرجل كبير وعظيم، ولو كنت مكانه لبدأت من حيث الأسباب التي جعلت وزير المالية المرشح يعتذر، فهنا بيت الداء وأيضا أصل الدواء.
وأظن أن الأهم هو تمليك الرأي العام حقيقة هذه المهزلة، ونحن لا نعيش في هذا العالم منفردين أو في عزلة والإجابة على أسئلة مهمة كيف تم إعلان اسم الوزير قبل مشاورته؟ ولماذا اعتذر؟ والأهم من هو العبقري الذي رشحه ومالي يده منه؟ وأبلغ المكتب القيادي للحزب الحاكم بإعلان اسمه، وهذه المهزلة ليست وصمة في جبين الحزب الحاكم فقط لكنها وصمة في دامغة في جبين الدولة السودانية، يجب أن تجد المحاسبة والمساءلة ولا تمر كما مرت فضائح كثيرة، آخرها الزيادة في إحدى آيات (سورة الذاريات) في خطاب الرئيس الأخير وهي طبظة يفترض تودي من عملها وراء الشمس
ومن ده كتير تحفظه الذاكرة والأرشيف.
كلمة عزيزة
في عهد الفريق “عبد الرحيم” ظل بعض الوزراء والمعتمدين في مناصبهم لأنهم كانوا يبذلون الولاء والسمع والطاعة للوالي، ويجلسون أمامه كما التلاميذ في الفصل ولم يحققوا أي إنجاز في محلياتهم هؤلاء كفاية عليهم جدا الفترة التي قضوها استمتاعا بالمناصب وكفاية علينا جدا فشلهم وما تحمله المواطن من تبعات هذا الفشل.
كلمة أعز
التحدي الحقيقي أمام الحكومة الجديدة أن تعين وزير مالية من التكنوقراط قادر على قبول التحدي وإعادة الثقة للوزارة المهمة، واختيار محافظ لبنك السودان يصحح الحال المائل.