ربع مقال

رجل اسمه “عروة بن الزبير”

د. خالد حسن لقمان

طلب الخليفة “الوليد بن عبد الملك”، “عروة بن الزبير” لزيارته في دمشق، فذهب إليه برفقة أحب أبنائه إليه، فأصيب في الطريق في رجله.
فانزعج “الوليد” وجمع الأطباء فقرروا أن به “الغرغرينا”، وليس هناك من علاج إلا بتر رجله من الساق فحزن (الخليفة)، وأخبر “عروةَ” بقرار الأطباء فلم يزد على أن قال اللهم لك الحمد، فأجتمع الأطباء عليه وقالوا له: أشرب المرقد، فلم يفعل وكره أن يفقد عضواً من جسمه دون أن يشعر به، قالوا: فكيف نفعل بك إذاً.
قال: دعوني أصلي فإذا قمت للصلاة فشأنكم وما تريدون !!
وقد كان رحمه الله إذا قام يصلي سهى عن كل ما حوله وتعلق قلبه بالله تعالى.
فقام يصلي فتركوه حتى سجد ثم بتروا ساقه وفصلوها عن جسده، وهو ساجد لم يحرك ساكناً، فأحضروا الزيت المغلي وسكبوه على ساقه ليقف نزيف الدم، وبعد أن فرغ من صلاته قال هل فرغتم من بتر ساقي؟ فتعجب كل من حوله، وعندها شعر بالألم فلم يحتمل حرارة الزيت فأغمي
عليه، وفي هذه الأثناء بلغ الخبر “الوليد” بموت ابن عروة الذي يرافقه، فصعب عليه إخبار عروة بالخبر، فتركه حتى أفاق ثم اقترب منه وقال له: أحسن الله عزاءك في رجلك.
فقال عروة: اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
قال الخليفة: وأحسن الله عزاءك في ابنك.
فقال عروة: اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون, أعطاني سبعة وأخذ واحداً, وأعطاني أربعة أطراف وأخذ واحداً.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية