عز الكلام

قوات الأمن.. شكراً

أم وضاح

ظللت دائماً أقول وسأظل أقول إلى قيام الساعة، إن المؤسسات الأمنية بمختلف مسمياتها، تكاد تكون المؤسسات الوحيدة في بلادنا التي تقوم بعملها بقدر كامل من المسؤولية والانضباط والإحساس العالي بأهمية أن تظل يقظة وعيونها مفتوحة، وهي تعلم بأنها تمسك على أهم الملفات وأكثرها حساسية وهو الملف المتعلق بأمن المواطن واستقراره في ظروف محيطة ببلادنا من كل الاتجاهات، ندفع فيها ثمن جوار غير مستقر ولجوء زاحف على حدودنا ينشد الأمن والأمان في بلاد السمر وملتقى النيلين، وترصد لا يخفى على أحد تجاه شبابنا بأفكار متطرفة ومحرضة، تدفعهم دفعاً للهروب والارتماء في أحضان المجهول، لكن يضاف إلى هذه الملفات برأيي ملف أكثر خطورة وأهمية، وهو ملف القطط السمان التي أصبحت هاجساً ومهدداً لديمومة واستمرار الحياة للمواطن الغلبان، وعلى فكرة القطط السمان (المكرهانا العيشة) ليست وحدها تلك التي شبعت وتربت وأصابتها التخمة، وهي تعيث في الأرض فساداً مستغلة السلطة والمنصب والنفوذ والعلاقات المتشعبة التي اكتسبتها ووظفتها لخدمة مصالحها الشخصية، بل هناك قطط أخرى لا تقل (سعراً) ونهماً ورغبة في التهام المواطن المغلوب على أمره، وهذه القطط موجودة على مدار تفاصيل معاش الناس، تستثمر في الأزمات وتعشق العيش في معاناة المواطنين وتتكسب من رهقهم وعنتهم، وما أزمة الخبز الأخيرة إلا أكبر دليل أن هناك أيادي قذرة ونفوساً وسخانة مارست أساليب ملتوية لتتربح وتزيد أرصدتها وفي ستين داهية المواطن، وأمثال هؤلاء لا يردعهم أو يخوفهم إلا أن يشعروا أن هناك قبضة أمنية قوية وعيناً ساهرة كما فعلت الأجهزة الأمنية وهي تلقي القبض نهاية الأسبوع الماضي، على أعداد كبيرة من الدقيق مهربة إلى خارج الولاية، في الوقت الذي تشتكي فيه الخرطوم، لطوب الأرض من أزمة في الخبز الذي هو العنصر الأساسي في مائدة أهل السودان، لتفصح هذه الضبطية عن الأسباب الحقيقية وراء الأزمة، لكن برأيي أن الأمر يجب ألا يتوقف عند إلقاء القبض على الجناة، الأمر الأكثر أهمية أن يقدموا لمحاكمات عاجلة حتى يرعوي من يلعبون بقوت الناس ومن يتاجرون في أزماتنا ويملأون بطون خزاناتهم لتجوع بطون أطفالنا، ولا مخرج لنا من هذا النفق إلا بالحسم والردع لكل قط سمين أو قط عايز يسمن.
فالتحية لكل الأجهزة الأمنية شرطة وجيشاً وأمناً على هذه اليقظة، ويكفي جداً أنهم قد حققوا نجاحات عريضة في ضرب يد التهريب والاحتكار والتلاعب بثرواتنا الحقيقية، وآمالنا فيهم لا تنقطع أن يظلوا الضمانة الحقيقية لاستقرار الداخل وإنصاف المظاليم وكسر يد المفسدين.
}كلمة عزيزة
هل معقول أن منصب محافظ للبنك المركزي غير مهم إلى هذه الدرجة، وإلا قولوا لي ما معنى أن يظل بنك السودان حتى هذه اللحظة بلا محافظ رغم المطبات الاقتصادية التي يتعرض لها الاقتصاد صباح مساء، والله حيرتونا!
}كلمة أعز
بشكل غير محسوس تتوقف عجلة الإبداع والفنون والجمال على الساحة السودانية، للأسف نحن مشغولون بالأزمة تلو الأزمة، لم يعد هناك براح لمساحات الإنتاج الفني المتميز، سنصحو ذات صباح لنجد أنفسنا أمة شائخة محنية الضهر خالية من أي مسحة جمال!!.. الله غالب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية