عادت مجدداً عادة (الشحدة) القبيحة، والتي تأخذ صفة المنظمة إلى شوارع الخرطوم بعد أن نجحت الجهات ذات الصلة من خلال التنسيق المحكم، في تنظيف المدينة من هؤلاء (الشحادين) الذين استمرأوا هذا الفعل القبيح في مظهر غير حضاري في قلب العاصمة.
عمل كبير قامت به وزارة الرعاية الاجتماعية بالتنسيق مع الشرطة والخارجية وغيرها من الجهات الأخرى ذات الصلة، وقد قامت بإعادة هؤلاء عبر البر والجو إلى بلدانهم، ولكن يبدو أن غياب عنصر المتابعة وضعف الإجراءات القانونية التي يتم اتخاذها في مواجهة هؤلاء جعلت هؤلاء النفر من (الشحادين) يعودون مرة أخرى عبر (الشباك)، بعد أن تم طردهم بالباب، عاد هؤلاء وملأوا (الاستوبات) والمحطات الرئيسة، وهم يمارسون هذه المهنة، يستدرون عطف المارة من سائقي المركبات وغيرهم لجمع المال وهم يستخدمون أقبح الأساليب.
كان حرياً بالجهات ذات الصلة أن تقوم بالتنسيق مع بلدان هؤلاء (الشحادين) لإيقاع عقوبات صارمة عليهم، بجانب الاستمرار في الحملة دونما توقف، حينها لن يكون بإمكان أي منهم أن يفكر مرة أخرى في العودة إلى السودان لأنه يعرف ما سينتظره من مصير، كما تفعل الدول المتقدمة ذات الاقتصاديات الأفضل.
ما تم من إبعاد لهؤلاء (الشحادين) مؤكد أنه كلف خزينة الدولة أموالاً طائلة وأرهقها من خلال تسخير كافة الإمكانيات، ولكن النتيجة حرث في البحر، ينبغي ألا يصرف المال هدراً في برنامج لم تكتمل الاستعدادات له من كافة النواحي.
أتمنى أن تتدارك الجهات المسؤولة هذه المشاكل، وتقوم بالمعالجات الممكنة.
مسألة ثانية .. من جديد حلت (الملاريا) ضيفاً ثقيلاً على كل بيت بعد أن غادرت إلى غير رجعة هكذا كان الوضع، فقد كان للمنظمات العالمية والدولية ولمستويات الحكم المختلفة دور كبير في تقليل معدلات الإصابة بالمرض، من خلال الدعم الدولي والإقليمي، ولكن ضعف المتابعة والمراقبة جعل كل المكاسب التي تحققت في رحم العيب، والله المستعان .