عز الكلام

“وداد” و “روضة” …بالغتن!!!!!!

أسمع عن “وداد يعقوب” أو “وداد النحلة” من خلال ما هو متاح من أخبار عن بزنسها وأعمالها المتعددة الناجحة كما يقال، لذلك كونت فكرةً وانطباعاً عن أن سيدة بهذا الوزن هي مؤكد كتلة من التفكير الإيجابي والفهم الحقيقي لما هو قومي ووطني باعتبار أن رجال المال والأعمال وسيداته هم بالضرورة شركاء في الهم الوطني، وصناع للتاريخ بشكل أو بأخر لذلك أخذت مقعدي باكراً للمشاهدة عندما نوهت قناة سودانية (24) عن زيارة إلى “وداد يعقوب”، وأصدقكم القول أكثر إن ما استعرضته “وداد” وحكته عن حراكها وطموحها كان يمكن أن يجعل هذه الزاوية مختلفة تماماً عن ما سأكتبه لولا أن السيدة الثرية (طبظت ليها طبظة ) ما عندها أي معنى كشفت بها عن سطحية لا تليق بمن هي في مكانها ووضعها كسيدة يفترض أنها مستنيرة بشكل يجعلها حريصة على كل ما هو سوداني وقومي لاسيما إن كان الأمر متعلقاً بقضية تهم السيدات، وبصراحة فاجأتني “وداد يعقوب” بهجومها ورفضها للتوب السوداني ووصفها له أنه مقيد وغير عملي، وأقحمت الحكاية بفلسفة دينية شرحت بها قوله تعالى: (وأرسلناك للناس كافة )، وقالت إن لفظ كافة هذا يدحضه ويهزمه التوب السوداني!!!!!! ، بل أن السيدة ذهبت إلى أبعد من ذلك ونصحت السودانيات بارتداء الجينز (الأمريكي) لتهزم السيدة بكل بساطة إرثاً سودانياً شامخاً نحرص ونعض عليه بالنواجذ في وقت نحاول أن نستمسك فيه بإرثنا ومخزوننا القومي ورياح الجذب لما هو قادم من الخارج تتقاذفنا يميناً وشمالاً، ولا أدري كيف جاز “لوداد يعقوب” ألا تحرص على إبداء اعتزازها وفخرها بالتوب السوداني في كل المنابر لأن المسألةٍ مش مجرد (هدم بكسر الهاء) نلبسه المسألة متعلقة بالشخصية والكاريزما والهوية السودانية، لذلك فإن “وداد يعقوب” مطالبة باعتذار علني للتوب السوداني الذي هو عنوان وماركة مسجلة للمرأة السودانية منذ عهد الملكات الأول والكنداكات صانعات التاريخ ولم يكن بأي حال من الأحوال مانعاً لانطلاق…. أو مقيداً لحرية….. أو مشوهاً لجمال…… أو محجماً لنجاح !!!!!! فيا سيدتي عائزة تنظّري أو تتفلسفي، رجاء بعيد شوية عن موروثاتنا وقيمنا والفينا مكفيانا !!!!!!!
وسيدة أخرى أسمع عنها من خلال ما هو متاح من أخبارها وأشعارها وكنت أظنها بما تملك من إحساس الشاعر وهي شاعرة فخيمة وبما تملك من مصداقية الإعلامي، وهي رئيس تحرير لمجلة، وبما تملك من مسؤولية السياسي، وهي نائب برلمان وأظنها كمان رئيس لجنة فيه ،كنت أظنها ستكون أكثر صدقاً وشفافيةً وانحيازاً للمواطن وقضاياه بدون مجاملة ومداراة للحقائق التي هي أوضح من عين الشمس، ومن أقصدها هي الشاعرة “روضة الحاج”، التي كتبت قصيدة علي خلفية حادثة مركب البحيرة، التي قضي فيها (22) طفلاً نحبهم غرقاً، والقصيدة بالطبع كما هو حال قصائد “روضة” مقفاة ومنظومة باحترافية، لكنها فقدت للأسف أهم عناصرها وهو عنصر ملامسة الوجدان والصدق لأنها ببساطة أي “روضة” زيفت الحقيقة واتهمت بريئاً جميلاً. وحملته وزر الجريمة وهو برئ من ذلك، حيث قالت في نهاية قصيدتها :(يا صبر كل الأرض كن أوفى لنا من نيلنا فقد غدا غداراً يا نيل فالتردد على قصائدي لا تستحق الشعر والأشعار .. أرجع إلى الأزهار فوج عطورها.. وأمنح بقية شدوها الأطيارا.. وأعد إلى كل المراكب حبها .. واستغفر الزراع والسمارا.. وأخجل إذا مال النخيل صبابة.. سحر الهواء قد يدرك الأشجار هذا اعتذارك في يدي لكنني في مثلهم لا أقبل الأعذار) ، والبرئ الذي حملته “روضة” الكارثة وطالبته بالاعتذار هو النيل العظيم سليل الفراديس رمز الحياة والعطاء والخير، فمتي يا سيدتي كان النيل يمنحنا رائحة الموت وقد أهدى شاطئه على امتداده رائحة الجروف والخصوبة، النيل يا سيدتي ليس هو من يفترض أن يتحمل وزر الكارثة التي سببها الإهمال وعدم المسؤولية وعدم الإحساس بالواجب، معقولة وأنتي إعلامية ونائباً برلمانياً تعايني للفيل وتطعني في ضله ، ومن هم مطالبون بالاعتذار ناس تانيين أنتي عارفاهم، لا اعتذروا ولا بعتذروا ، لتقضي بهذه الأبيات “روضة الحاج” على مصداقيتها وتكتب كلاماً، الصمت كان أفضل منه ألفين مرة
كلمة عزيزة
أفسدت صفوف العيش وصفوف البنزين متعة العيد، ولم يتمكن المواطن من الاستمتاع بالإجازة إلا من رحم ربي، والبنوك خذلت عملاءها يوم الوقفة.وأفقدتهم طعم العيد ومذاقه في أكبر فشل للقطاع المصرفي في السودان على طول تاريخه.
كلمة أعز
متى ما استغل العمل الإنساني لمآرب سياسية فقد قيمته وأهدافه، لذلك لم تجد مبادرة أشعريون الدعم والسند والدفع الجماهيري، وأتت بنتائج عكسية تماماً، ولنا عودة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية