مسألة مستعجلة

وتزداد الصفوف!!

نجل الدين ادم

استبشرنا خيراً بعد التصريحات التي أطلقها كل من وزير المالية سعادة الفريق أول “محمد عثمان الركابي”، ووالي الخرطوم الفريق أول مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” قبل العيد بيومين بشأن حل مشكلة دقيق الخبز، وذلك بإعادة الدعم للدقيق، ما يعني انتهاء مظاهر انتشار صفوف شراء الخبز، لكن واقع الحال كان مختلفاً تماماً، فقد ازدادت الصفوف وتطاولت في مشهد حزين، الجميع يتراص في رابعة النهار من أجل الحصول على بضع رغيفات شيباً وشباباً وطلاباً كلُ يحجز موقعه .
ما حدث ليس له من تفسير إلا أن هناك من يعملون على خلق الأزمات، كيف لا والرد المباشر للبشريات المتعلقة بمعالجة الأزمة هو المزيد من صفوف الرغيف، حالة يرثى لها والكبار والصغار تكون وجهتهم إلى المخابز منذ ساعات الصبح الأولى.
دعم كبير قدمته الحكومة لأسعار دقيق الخبز للمخابز العاملة بالخرطوم لإنهاء مزاعم ارتفاع مدخلات صناعة الخبز والاتجاه لرفع سعر الخبز، ولكن الواقع كأنما حديث الوزيرين تحمله الرياح، استلمت المخابز الدقيق المدعوم بنسبة كبيرة وبقيت الأزمة بل وزادت لدرجة هجر فيها البعض الخبز إلى بدائل أخرى، ولكن حتى هذه البدائل حاصرها الجشع والطمع.
استفسرت بنفسي عن سر عدم انتهاء الصفوف، فوجدت أن السبب ،لسوء الأسف، هو أن الكثيرين من أصحاب المخابز حولوا الدعم الذي قصد به المواطن لدعم جيوبهم، ودخولهم في دوامة السمسرة في المدعوم، ولأن الدعم يفوق الضعف فقد تهافتوا نحو مكسب أسهل وأسرع .. ماذا لو لم يقوموا بصناعة الخبز وقاموا ببيعه بأسعار السوق، التي كما أشرت تقترب من الضعفين ونصف، ظن الوالي ووزير المالية أن المشكلة انتهت بدعم دقيق المخابز، ولكنهما لم يدريا أن المشكلة الحقيقية بدأت من هنا، على الأقل في السابق لم يكن هناك بيع للكوتات المدعومة من الدقيق، ولكن اليوم تطل السمسرة نهاراً من أوسع أبوابها والمواطن هو الضحية.
مهمة الحكومة ينبغي أن تمتد لتعرف مدى تأثير قراراتها، يوم واحد يكفي لتعرف الحكومة من خلاله الأثر السالب للتمييز والتخصيص الذي أقرته حتى لا يضار المواطن من أي زيادات في الخبز، مضى اليوم واليومان والثلاثة والصفوف في زيادة، ومرت الأربعة أيام والبعض من المخابز أغلقت أبوابها ولم تقم جهة باستفسارها عن الأسباب ولم تتقصَ ما إذا كان ذاك المخبز أو هذا قد صرف الدقيق المدعوم!
مثل هذه القرارات تلزمها المراقبة والمتابعة الدقيقة والمحاسبة على التجاوزات، وإلا فإن الحكومة ستصبح كاذبة أمام المواطن لا محال .. والله المستعان

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية