مشهد يجسد عصب الذاكرة الكهربائية، يخطف الألباب والأبصار في النهار الخريفي الجميل بالأمانة العامة للاتحادي الديمقراطي، يوم (السبت): 11/أغسطس/ 2018م، تمثل في الحدث الملفت والملحمي الذي خلق الاندماج والتصاهر بين الأشقاء في الحزب الواحد، الذين تباعدت بينهم الخطوات ودق في نفوسهم أسفين الخلاف منذ عام 2019م، حيث كانت العودة في تلك اللحظة المؤثرة تسير على مواكب الفرح والابتهاج، وكان الصُلح هو سيد الموقف يتبختر على لوحة من حرير، وقد تهللت الوجوه وضجت القاعة الواسعة بالتصفيق الحار، عندما تم التوقيع بين الأستاذ “أسامة هلال” رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي بولاية الخرطوم، والأستاذ “إيهاب بدر” ممثل مجموعة العائدين، على مسودة إنفاذ روح البوتقة الواحدة وتمزيق التباعد والقطيعة بين الطرفين.
كلاهما “أسامة” و”إيهاب” تحدثا بلسان واحد ورؤية واحدة مبنية على وداع الماضي، والنظر إلى المستقبل، وبناء مداميك الثقة والمحبة والتطلع إلى الأفق البعيد والنهل من إرث حزب الوسط الكبير.. كان من أبرز الموقعين على الاتفاق من العائدين الذين يبلغ عددهم حوالي (67) ناشطاً في تيارات متعددة وهم “أشرف أبو سمرة” و”مجيب الرحمن علي” و”هيثم عمر يوسف” وقد كان “علي أبو شيبة” من أوائل السالكين لطريق العودة، من جهته قدم الأستاذ “يوسف الطيب عيسى” أمين الحزب بالولاية، تنويراً مقتضبا حول مراحل الاتفاق منذ أن كان فكرة حتى أصبح واقعاً ملموساً.
وفي السياق ألقى الأستاذ “محمد يوسف الدقير” مساعد الأمين العام للشؤون السياسية، كلمة مؤثرة وشفافة في الاحتفائية نالت استحسان الحضور، فقد رفض تصنيف (قدامى وقادمين) مبيناً بأن ما حدث يعبر عن عودة الأسود إلى عرينها والسهام إلى كنانتها، ودعا “محمد يوسف” الشباب إلى تحمل مسؤوليتهم في العمل الحزبي، وأكد بأن حزبهم كان صاحب القدرات الهائلة والأفكار الموحية على طاولة اجتماعات الحوار الوطني، وأكد “الدقير” بأن طريق الانصهار والتلاقي في الحزب مفتوح عندما يكون الخلاف على الأفكار والتصورات بعيداً عن الشتائم والإسفاف.. محصلة الاحتفائية أظهرت بأن ديدن العقلية الاتحادية مبني على الحوار والمحاججة في أوج القطيعة والتباعد، فالإرث الاتحادي قائم على إبراز الرأي الآخر في القضايا الوطنية والتوجهات الحزبية من منطلق المصلحة العامة إرساء دعائم الطريق الديمقراطي.. كان دور أمانة الحزب بالخرطوم ممثل في “أسامة هلال” و”يوسف الطيب” كبيراً وواضحاً في الإنجاز الذي تحقق، وكان النشاط الإعلامي ملموساً في تحركات “محمد الأمين مصطفى” في المناسبة الكبيرة.. من مفاهيم الاتحاديين أن القطيعة والتشرذم عملية عبثية لا فائدة منها، وبذلك يعملون على تجسيد التئام البيولوجية الواحدة في موقعها الوجداني الصحيح.. كان الحضور رائعاً مشرفاً بوجود قيادات الحزب على رأسهم “عز الدين عبد الغني” و”إمام فضل الله” و”منى فاروق” و”الجالب” و”عوض دعوب” فضلاً عن العضوية الجامعة من النساء والشباب والكوادر.