وزير الثروة: احكام التنسيق والتعاون من أجل تطوير قطاع الثروة الحيوانية وزيادة الإنتاج وترقية الصادرات
تفاصيل اتفاقيات التعاون بين وزارة الثروة الحيوانية والولايات لتنمية الإنتاج والصادر
بعد التوقيع مع عدد من الولايات
“أرو”: نبشر بأن عائدات الثروة الحيوانية ستصل لـ(10) ملايين دولار بحلول 2020م
وكيل الثروة الحيوانية: عدد من الدول ترغب الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية
الخرطوم: رقية أبو شوك
السودان من الدول التي تحتل المراتب الأولى في مجال الثروة الحيوانية، تمتاز الماشية السودانية بجودة اللحوم، حية أو مذبوحة، لوفرة المراعي الطبيعية، التي تتمتع بها الولايات التي تحتضن الكم الهائل من (المواشي) الأمر الذي انعكس على خلو الحيوانات من الأوبئة والأمراض التي تفتك بصحة الحيوان، وذلك بشهادة المنظمات العالمية التي تعمل في مجال صحة الحيوان.
الموقع الإستراتيجي للسودان يؤهله أن يكون سوقاً لكل دول العالم ومدها بكل الاحتياجات من اللحوم (حية ومذبوحة) ومصنعة، حيث تسعى البلاد الآن لإنشاء عدد كبير من المسالخ، حتى يتم عبرها تصدير اللحوم المصنعة لتكون القيمة مضافة ومن ثم رفد خزينة البلاد بالمزيد من العُملات الأجنبية.
من أجل ذلك شرعت وزارة الثروة الحيوانية في تنفيذ الخطط الطموحة التي وضعتها من أجل الارتقاء بالصادرات من الثروة الحيوانية كما بدأت في تكثيف جهودها لإنفاذ مخرجات وتوصيات المؤتمر القومي للثروة الحيوانية والذي عقد مؤخراً بالخرطوم.
ووفقاً لهذه المعطيات بدأت الوزارة في توقيع شراكة ذكية بين المركز والولايات. الولايات التي شملتها الشراكة الذكية حتى الآن شمال كردفان وسنار والنيل الأبيض وجنوب وغرب دارفور وغرب كردفان والبحر الأحمر، وجاء الاتفاق إنفاذاً للخطط والسياسات الرامية لتعزيز الشراكات الإستراتيجية بين المركز والولايات.
وحسب وزير الثروة الحيوانية “بشارة جمعة أرو” فإن الولايات تمثل قاعدة الإنتاج الأساسية التي يرتكز عليها قطاع الثروة الحيوانية، وأكد ضرورة احكام التنسيق والتعاون من أجل تطوير قطاع الثروة الحيوانية وزيادة الإنتاج والإنتاجية وترقية الصادرات وتحقيق الأمن الغذائي وأهداف التنمية المستدامة.
وتشير (المجهر) إلى أن الاتفاق الإطاري الذي وقع، هدف إلى تحقيق شراكة إستراتيجية، واضحة بين الوزارة وتلك الولايات، لتنسيق الجهود، وتوحيد الرؤى لتطوير منتجات الثروة الحيوانية والتنسيق التام بين الطرفين فيما يلي المسوحات الوبائية والتشخيص وتغطية بلاغات الأمراض ودعم برامج ترقية وتطوير صادرات الثروة الحيوانية كما نص على تشكيل لجنة فنية مشتركة من (4) أشخاص من كل طرف من الطرفين مهمتها وضع الاتفاق موضع التنفيذ ومتابعته وتقديم التوصيات والمقترحات لتطوير هذه الشراكة الإستراتيجية على أن تجتمع اللجنة المشتركة مرتين كل عام أو عند الضرورة كما أن توصياتها وقراراتها تعتبر ملزمة إذا وافق عليها الطرفان ويعتبر هذا الاتفاق إطارياً لتحقيق الشراكة الإستراتيجية وتعزيز أوجه التعاون وإحكام التنسيق بين الوزارة والولاية، على أن تنبثق منه برامج متخصصة في مجالات الثروة الحيوانية يتفق عليها بواسطة اللجنة المشتركة حسب الأولوية واحتياجات تنمية الثروة الحيوانية والميزة النسبية بالولاية ويعتبر ساري النفاذ من تاريخ التوقيع عليه.
البحر الأحمر والجاهزية:
إنفاذاً لما تم التخطيط له مؤخراً في إطار مخرجات الحوار الوطني والمؤتمر القومي للثروة الحيوانية، فقد شهدت ولاية البحر الأحمر التوقيع على الشراكة الإستراتيجية بين الولاية ووزارة الثروة الحيوانية والسمكية الاتحادية لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية وذلك خلال زيارة وزير الثروة الحيوانية “بشارة جمعة أرو” والوفد المرافق له للولاية، كما شهدت الولاية في ذات الزيارة وضع حجر الأساس للمحجر البيطري القومي بمنطقة ميناء هيدوب المتخصص لصادرات الثروة الحيوانية والسمكية والخضر والفاكهة جنوب ميناء دقنة بسواكن، وتم خلال الزيارة التوقيع على اتفاق الشراكة الذكية لتنفيذ مشروع صناعة الأعلاف للأسماك والدواجن، كما تم التفاكر حول إنشاء أسطول وطني للمصائد البحرية، وزراعة الأعلاف المالحة في الساحل السوداني، والاستفادة من جامعة البحر الأحمر في مناشط علوم البحار.
بشريات
ووصف الوزير “جمعة أرو” الشراكة مع ولاية البحر بمثابة تحمل الأعباء والمسؤوليات على المستوى الولائي والاتحادي لاستغلال الموارد المتاحة وتوظيفها لمصلحة البلاد والعباد، مؤكداً التزام وزارته بنقل تجربة البحر الأحمر كنموذج في هذا المجال للولايات الأخرى، وبشر الشعب السوداني عقب توقيع الاتفاق الإطاري بين وزارته وولاية البحر الأحمر بأن عائدات الثروة الحيوانية ستصل بحلول العام 2020م إلى (10) ملايين دولار، وقال إن من أولويات حكومة الوفاق الوطني الاهتمام بمعاش الناس، مشيراً إلى إنشاء مدينة زراعية متكاملة (بشقيها النباتي والحيواني) بولاية البحر الأحمر، شراكة بين القطاع العام والخاص المحلي والأجنبي، مؤكداً أن قيامها سينعكس على التنمية المستدامة بالإضافة إلى توفير فرص العمل ومحاربة الفقر.
وقال إن ولاية البحر الأحمر تعتبر ولاية واعدة وتزخر بثروات كبيرة لم تشغل، ومن شأنها أن تحدث نقلة نوعية في مناحي الحياة خاصة الأسماك والاستزراع السمكي والتونة التي تقدر ب (400) ألف طن وكذلك اللؤلؤ، مؤكدا أن التعاون والتنسيق بين المركز والولاية وتضافر الجهود بلا شك سيسهم في تطوير هذا القطاع وزيادة الدخل القومي وتحقيق الأهداف المرجوة، وأضاف (لابد من الاستفادة من تجارب الدول كالبرازيل والنرويج والصين في كل المشروعات الزراعية والحيوانية)، وكشف الوزير أن وزارته تخطط مع الجهات ذات الصلة لإنشاء خطاً للسكة حديد حتى يسهم في انسياب صادر المواشي، وقال إن هنالك دولاً كثيرة ترغب في الاستثمار في هذا القطاع.
التنمية المستدامة:
والي ولاية البحر الأحمر “الهادي محمد علي” أكد أهمية الزيارة في توطيد التعاون بين الولاية والمركز للاستفادة من الثروة الحيوانية والموارد البحرية، وتوظيفها لما فيه خير للولاية والسودان عامة، فيما وصف توقيع الاتفاق الإطاري للشراكة الإستراتيجية بأنه سيؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة والتي ستنعكس إيجاباً على إنسان الولاية وترقية خدمات الثروة الحيوانية، وقال إن وضع حجر الأساس للمحجر البيطري بمدينة هيدوب سيضع اللبنة الأساسية لصادرات هذا القطاع خاصة الأسماك، مؤكدا جاهزية الولاية لإنفاذ هذه الشراكة وإنزالها إلى أرض الواقع وتذليل الصعاب والاستفادة من الميزات النسبية في التنمية بولاية البحر الأحمر.
فيما أكد وكيل وزارة الثروة الحيوانية، “كمال الدين الشيخ” رغبة العديد من الدول للاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية، وقال إن ولاية البحر الأحمر تعتبر ثغر السودان بما تمتاز به من إمكانيات والتي من شأنها أن تسهم في الأمن الغذائي العربي.
دعم القطاع العريض:
وفي ذات المنحى وقع وزير الثروة الحيوانية مذكرة تفاهم لاتفاق إطاري لشراكة إستراتيجية تجمع بين وزارته وولايتي غرب دارفور وغرب كردفان .
وقال “أرو” عقب التوقيع، إن مذكرتي التفاهم جاءت وفقاً لأطر التعاون في تنفيذ البرامج المشتركة لدعم القطاع العريض حسب سياسات الدولة المتفق عليها لزيادة الإنتاج والإنتاجية وترقية الصادرات وتحقيق الأمن الغذائي، والتنمية المستدامة مؤكداً أنها شراكة تهدف لبناء إستراتيجية قومية في إطار تطوير القطاعات الإنتاجية والتنسيق التام بين وزارته والولايات المعنية لانبثاق البرامج المتخصصة في مجالات الثروة الحيوانية للمساهمة القصوى في توحيد الرؤى وتضافر الجهود بحسب الأولويات المتفق عليها بين الطرفين.
وشكر والي ولاية غرب دارفور “حسين يس” وزارة الثروة الحيوانية لدورها المتعاظم لما تحققه من إنجازات ومهام عديدة تأتي عبر التطوير المستمر للتنمية معرباً عن أمله بأن تكون شراكة ذكية تهدف للاهتمام بالجانب الاقتصادي لدعم خزينة الدولة.
وأكد والي ولاية غرب كردفان “أحمد علي عجب الفيا” بأن هذه الشراكة تستحق الرعاية من طرفهم وتعهد بتنفيذ ما يليهم من واجبات تدعم تشجيع التعاون المشترك في التنمية والتطوير والتخطيط وتعزيز القدرات لتطوير القطاع بالسودان .
وقفة مع بنود التعاون:
وفيما يختص بالتعاون بين الوزارة والولايات التي شهدت التوقيع الإطاري فقد تم الاتفاق على تنفيذ برامج مشتركة في مجالات الثروة الحيوانية بواسطة لجنة مشتركة بين الطرفين.
وجاءت بنود التعاون في (17) بندا حماية القطيع القومي ورفع الكفاءة الإنتاجية وتنمية وتطوير إنتاج الألبان واللحوم والدواجن والجلود والفصيلة الخيلية والنحل وترقية الصادرات الحيوانية واستحداث نظام تحفيزي مشجع للمنتجين حتى يزيد من التنافسية ودخول أسواق جديدة وتعزيز الشراكات وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في البنيات الأساسية للتصنيع مثل مصانع الصادر وتنمية وتطوير الموارد السمكية في المصائد الطبيعية والمحافظة عليها وإعادة تدعيم المخزونات السمكية ومكافحة التلوث والصيد الجائر وتوسيع قاعدة الاستزراع السمكي بأنماطه المختلفة واستخدام التقانات الحديثة وصون المراعي والعلف ونثر البذور وفتح خطوط النار وإنشاء المزارع الإيضاحية الإرشادية وتنفيذ برامج التدريب وتنمية القدرات في مجالات الثروة الحيوانية المختلفة.