الخرطوم : نجدة بشارة
تصدر وسائط النشر أمس خبر ايقاف السعودية لصادر (الضأن)السوداني ،وورد عن مصدر مسئول أن المملكة العربية السعودية أبلغت الحكومة السودانية رسمياً تعليق استقبال صادر السودان من الضأن للاشتباه في ضعف مناعتها من الحمى القلاعية المنتشرة حالياً في أجزاء واسعة من أفريقيا.
وأكد المصدر أن سلطات الحجر البيطري اشترطت أن تكون المناعة(40%)، وأكد خبراء أن تلك الخطوة ستفقد السودان الكثير من العائدات في ظل التدهور الاقتصادي الحالي .
ذكرت جهات تحدثت لـ (المجهر) أن السعودية شددت فقط في الإجراءا ت الصحية ولم توقف استقبال الماشية السودانية بصورة نهائية.
وكشف مقرر شعبة المصدرين السابق “خالد محمد خير” في افادته لـ(ا لمجهر)أن السعودية لم توقف الضأن السوداني بالصورة المتحدث عنها ،وأن الخطاب الذى صدر من المملكة يشدد على الإجراءات الصحية للماشية السودانية عقب ظهور حالات لأجسام مضادة لحمى الوادي المتصدع بالمعامل السعودية للضأن القادم من دول القرن الأفريقي من بينها السودان ،الشيء الذي دعا السلطات السعودية الطلب من السودان التشدد في الإجراءات الصحية للماشية السودانية، وإلحاقها بالمحجر لمدة (21) يوماً قبل التصدير.
وقال “خالد محمد خير” :إن السعودية أرجعت أيضاً باخرة من الصومال تحمل (75) ألف رأس،وأوضح أن تشدد السعودية دعا الحكومة السودانية لإيقاف إجراءات الشحن وتشديد الضوابط ، وتحفظ السلطات السودانية على باقي الكمية من الصادر.
وأكد أن شحنة ذهبت إلى السعودية أمس (السبت) بباخرتين (فرح) والباخرة (حاج غصن) وتحملان (20)ألف رأس من الضأن.
وأكد أن ارجاع (10)آلاف من الضأن السوداني من السعودية أدى لانخفاض الأسعار بمناطق الإنتاج لينخفص الخروف من (6 آلاف إلى 3 آلاف )جنيه. وقال :إن ما حدث رحمة بالمواطن السوداني “ورب ضارة نافعة”،جملة من الأسباب أدت لإرجاع الضأن السوداني من جدة، فالسلطات المهجرية بالمحجر الحيواني والنباتي بميناء جدة الإسلامي أرجعت الأسبوع الماضي إحدى البواخر (مرزوقة كي) والتي تحمل (10,885) رأس من الضأن قادمة من السودان ، وبررت الخطوة بظهور أعراض إكلينيكية لمرض التسمم الدموى بنسبة تفوق (10%) إضافة لوجود حالات نفوق وصفتها بالكبيرة جداً.
وأوضح مصدر أن أطباء بياطرة يعملون الآن في حظائر الصادر في مدينة سواكن بولاية البحر الأحمر للتأكد من سلامة صادر “الضأن” ومطابقته للمعايير السعودية، وتوقع استئناف الصادر خلال ساعات.
فيما حمل المحلل الاقتصادي بروفيسور “عصام الدين عبد الوهاب بوب”، وزارة الثروة الحيوانية والسمكية والمحاجر مسؤولية ضياع موسم الهدي هذا العام لعدم التأكد من سلامة صادر الماشية للسعودية وضعف الرقابة والمتابعة اللصيقة.
وأشار “بوب” في تصريح صحفي، إلى إيقاف المملكة لصادرات البلاد من الإبل والأبقار منذ فترة طويلة من دون أن تحرك السلطات السودانية المعنية ساكناً لإعادة هذا الصادر الذي كان سيساهم في دعم اقتصاديات البلاد.
وقال :إن “توقف صادر الهدي ورفضه المباشر من المملكة لأسباب صحية يعني صدمة موجعة لاقتصاد البلاد، واقتطاع مورد اقتصادي كان سيضيف إلى ميزان المدفوعات الوطني مع شح موارد الصادر”.
ورأى “بوب” أن هناك حصاراً اقتصادياً غير معلن على البلاد، وقد يكون إيقاف صادر الهدي أحد أدواته، فضلاً عن عدم التوافق في الإجراءات بين سلطات المحاجر بالسودان والسعودية.
وتابع قائلاً: “هناك اعتقاد بأن الخطوة سيكون لها انعكاسات موجبة على أسعار الخراف بالداخل في مواجهة عيد الأضحى، لكن هذه النظرة ضيقة لأن الضرر الذي يلحق بالاقتصاد السوداني جراء الخطوة أكبر من متعة شراء خروف الضحية”.
وحسب الخبير في مجال الصادرات “خالد محمد”، فإن الخسائر المتوقعة في حال ايقاف انسياب الصادر للسعودية تقدر بأكثر من(800)مليون دولار ،وقال :إن الممارسات الخاطئة كالتهريب والفساد تعطي ضبابية في المعلومات، ويرى أن خطوة إيقاف الصادر فرصة للسلطات السودانية لإعادة تقييم القطاع ووضع سياسات جديدة تساهم في رفع جودة الصادر السوداني.
في ذات الوقت، انخفضت أمس أسعار الضأن بمناطق الإنتاج، وكشف تجار بسوق الخوي كردفان في تصريح لـ(المجهر) عن انخفاض مفاجئ لأسعار الخراف حيث انخفض سعر الضأن من (6)آلاف إلى (3-288)جنيه أمس (السبت).
وأرجع التجار الانخفاض إلى توقف المصدرين عن الطلب عقب توقف الصادر إلى السعودية.من جانبه توقع التاجر “عمر النعيم” في حديثه لـ(المجهر) عن استمرار الانخفاض في حال إحجام المصدرين نهائياً عن طلب الصادر، وبشر المواطن السوداني بأن أي مواطن سيضحي، وما حدث رحمة من الله للمواطن.
وقال :إن سعر الضأن انخفض إلى( 4 ،و3 آلاف جنيه،وإلى 2800)ألف جنية فيما أشار التاجر “عبد العظيم النور” بسوق الضعيف عن انخفاض طفيف في الأسعار وقال :إن سعر الخروف الكبير تراوح بين (4-3500)والمتوسط (3)آلاف ، وأرجع زيادة الأسعار للجبايات.
وكشف مصدر وعضو بشعبة مصدري الماشية – فضل حجب اسمه- لـ(المجهر) أن السعودية لم توقف الصادر فقط ، بل شددت في الإجراءات الصحية ،وقال: إن هنالك محاجر بالعاصمة غير صحية وإن الماشية تأخذ العدوة في حال إدخالها للتطعيم مما حدا ببعض المصدرين شحن مواشيهم مباشرة إلى كسلا وهنالك توضع لها الديباجات بالسيارات المرحلة بها وعندما تذهب للمملكة العربية السعودية يكشف المعمل هناك عن عدم تطعيم هذه الماشية، فيتم إرجاعها. وحمل وزارة الثروة الحيوانية أسباب ضعف المحاجر الصحية والرقابة.
وأكد المصدر أنه أدخل ماشيته مرتين لمحجر شهير بالخرطوم، وخرجت مواشيه مصابة بمرض الجدري.