تقارير

تعليم ذوي الإعاقة.. مشاكل وعقبات

تقرير ـ فاطمة عوض
صعوبات وإشكالات كبيرة تواجه تعليم ذوي الإعاقة، وبالرغم من أن وزارة التربية أكدت دمج المعاقين في التعليم العام، غير أن عدداً من المدارس رفضت استيعاب طلاب معاقين، وأرجعت الأسباب لحالاتهم الخاصة التي تتطلب تعاملا خاصا، وليس بعيداً ما تناولته وسائل التواصل الأسابيع المنصرمة عن رفض المدارس استيعاب طلاب معاقين، وبالرغم من ذلك يشهد التاريخ الكثير من المخترعين والعباقرة من ذوي صعوبات التعلم ومن أبرز الشخصيات التي عانت: “البرت انيشتاين” عالم رياضيات وفيزياء مشهور – ألماني الجنسية، تفوق على علماء عصره بوضع النظرية الخاصة والنظرية النسبية العامة – وحاز على جائزة نوبل في الفيزياء، انسحب من المدرسة كما أنه كان يعاني من صعوبة في الفهم والاستيعاب وتأخر في النطق، لم يبدأ لكلام إلا في الخامسة من عمره، ولم يبدأ القراءة إلا في سن التاسعة. وكان طفلاً كسولاً في المدرسة وكان بطيء الاستيعاب دائم الرسوب في مادة الرياضيات.
و”توماس أديسون” مخترع المصباح الكهربائي لديه صعوبات في التهجئة والقراءة والكتابة.
وكذلك “ليوناردو دافنشي” رسام ونحات وفنان ومهندس معماري وعالم مشهور – إيطالي الجنسية – فاق معلميه حتى أصبح من أفضل فناني عصره لكنه كان يعاني من عسر القراءة .
ومن أهم وأشهر رسوماته لوحة (الموناليزا) وسر الابتسامة التي على وجهها.
تعهدت وزيرة التنمية الاجتماعية، بولاية الخرطوم” د.”أمل البيلي”، بحل كافة المشاكل التي تواجه الموهوبين من خلال إستراتيجية حكومة الولاية، وأكدت “البيلي” التزام حكومة الخرطوم بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وحراستها مع إدماجهم وسط المجتمع، جاء ذلك خلال ورشة عمل الموهوبين ذوي صعوبات التعلم، التي نظمها مجلس الأشخاص ذوي الإعاقة، بالتعاون مع إدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم، بمركز الشهيد “الزبير” للمؤتمرات، وشددت على ضرورة إعادة المناهج التي تناسب بيئتهم وأوضاعهم، وأعلنت اهتمام الوزارة بشريحة المعاقين، وأن تكون المخرجات خارطة طريق تعين شريحة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم مع تحسين البيئة المحيطة ومواءمتها لتلبية احتياجاتهم، لافتة إلى تحويل توصيات الورشة إلى برنامج عمل لخلق برنامج واضح يراعي حقوقهم، ولسد الفجوة معلنة حرص وزارتها على تعزيز حقوق الإعاقة، ولخلق مستقبل أفضل لهم، وقال الأمين العام لمجلس الإعاقة ولاية الخرطوم، “راشد التجاني”، إن نسبة الموهوبين 12% واعتبر الموهوبين ثروة قومية لإحداث التغيير في المجتمع، وطالب الجهات ذات الصلة بضرورة الاهتمام بشريحة المعاقين.
وكشفت دراسة أجريت عن صعوبات التعلم وتدني في التحصيل الدراسي بسبب اضطرابات في العمليات الذهنية، وشددت الدراسة على إجراء تشخيص تربوي شامل.
وتقول د.”وفاق صابر علي” بجامعة النيلين، قسم علم النفس، في دراسة أعدتها عن صعوبات التعلم للموهوبين.
إن معرفة حجم المشكلة أمر ضروري للتخطيط التربوي، لتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية، وتشير الدراسات إلى أن نسبة الأطفال الذين يعانون من الصعوبات التعليمية تتفاوت من دراسة إلى أخرى، وتختلف نسب التقديرات باختلاف المعايير المستخدمة، وعلة ذلك عدم الاتفاق على تعريف معين للصعوبات التعليمية أو على أساليب معينة للتعرف عليها والكشف عنها، وتتفاوت نسبة الصعوبات التعليمية تفاوتاً جذرياً بين الذكور والإناث تقديرها دراسات كثيرة بنسبة (1:4) بمعنى أنها أكثر انتشاراً بين الذكور، وإذا قورنت نسبة ذوي صعوبات التعلم بغيرها من نسب فئات التربية الخاصة نجدها تحتل المكان الأول من حيث الحجم، حيث يقدرها البعض بأنها تشكل ما يزيد عن(50%) من مجموع فئات التربية الخاصة مجتمعة.
ومنها العوامل الوراثية يقصد بها عملية انتقال الجينات من الوالدين إلى الجنين.
مشيرة إلى أن الدراسات العلمية التي أجريت حول التوائم المتطابقة والأقارب من الدرجة الأولى قدمت بعض الأدلة على أن العوامل الجينية تلعب دوراً سببياً في الصعوبات التعليمية إذ إن نسبة (25 إلى 40%) من الصعوبات ترجع إلى جانب وراثي (75%) ممن لديهم صعوبات تعلم احتمال وجود صعوبات التعلم لدى كلا الوالدين.
نصف التوائم المتطابقة ممن يعانون ضعف القراءة كلا التوأمين يعانيان،
بجانب عوامل تربوية مبينة أن نجاح أو إخفاق الأطفال ذوي الصعوبات التعليمية في المدرسة، هو نتاج التفاعل بين قدرات الطلاب قوة أو ضعفاً وبين العوامل الخاصة التي يواجهونها في غرفة الصف، بما في ذلك الفروق الفردية بين المعلمين واختلاف طرق التدريس والتفاعل الصفي.
وعوامل نفسية
فإن عوامل ومتغيرات نفسية كثيرة تسهم في صعوبات التعلم، وأضافت د.”وفاق” إن أطفال صعوبات التعلم قد يظهرون اضطراباً في الوظائف النفسية الأساسية مثل الإدراك الحسي، والتنكر، وصياغة المفاهيم، منهم على سبيل المثال من لا يستطيع إدراك الجهات، أو تذكر المادة التي تعلمها حديثاً (ضعف الذاكرة القصيرة)،
أو تنظيم فكرة مهمة أو كتابة جملة مناسبة، هذه السلوكيات، متلازمات أو أعراض لخلل وظيفي (دماغي) أو مشكلة عصبية
بالإضافة إلى عوامل بيئية ونقص التغذية لدى الطفل أثناء نمو الجهاز العصبي المركزي ونقص المثيرات البيئية والاجتماعية.
وعدم وجود التعزيز والتغذية الراجعة.
وعدم إثارة الدافعية.
وعدم توافر القدوة لإثارة حماس المتعلم.
والأساليب غير التربوية في التنشئة.
وأوصت د. “وفاق”
بقياس القدرة العقلية والرجوع إلى اختصاصي صعوبات التعلم، إذا أحس بأعراض صعوبات التعلم التي تظهر على الطالب، لوضع خطة علاجية له تعتمد على التشخيص الدقيق له.
وعدم التذمر أو إطلاق المُسميات التي تقلل من دافعية الطالب من مثل غبي – فاشل – وغيرها من الألفاظ.
ومحاولة معرفة الأسلوب المفضل لتعلم الطالب
والتعزيز الذي يرفع من دافعية الطالب، والقيام بالجهد المضاعف حيث إن (الجهد المرتفع يعوض القدرة المنخفضة).
والتغذية المناسبة وتقديم الأطعمة المناسبة لرفع القدرة الذهنية.
وقدمت مقترحات للمعلم لكيفية التعامل معها.
تعرف على ما يستطيع الطالب القيام به.
وقم بتوفير الأدوات والوسائل المساعدة أن كانت مفيدة، مثل الأدوات والملصقات ولوحات تعليم الحروف … الخ. واستخدم جميع سبل التعلم والوسائل التعليمية المناسبة بجميع أنواعها لمساعدة الطالب ذوي صعوبات التعلم وتمكينه من التعلم والحفظ والاستيعاب، (تشمل الوسائل الحركية والسمعية والبصرية).
ألا تثقل كاهل الطالب بالمنبهات والمحفزات.
لا تفترض أن عملية التعلم قد تمت إلا بعد التحقق من ذلك من خلال الفحص والاختبار والمرحلة المتابعة.
لا تعطي الطفل العديد من الأعمال في وقت واحد.
تأكد من أن العمل مناسب لمستوى قدراته.
أعطه وقتاً كافياً لإنهاء العمل.
لا تتوقع الكمال في العمل
وضح له طريقة القيام بالعمل وضح ما تريد منه بالضبط.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية