لن نمل.. لأنه لا يمل.. ولن يمل
رغم أن الدعوة التي قدمها لي الإخوة في إعلام محلية الخرطوم، حددت زمان الحضور إلى مكاتب المحلية بالسابعة والنصف صباحاً، وهو ميقات باكر جداً وشغل عساكر أعرفه تماما، وأنا ابنة ضابط سابق في القوات المسلحة لا يعرف كرصفائه فيها النوم أو التثاؤب، ويومه أن تأخر يبدأ السادسة صباحا، رغم أن الدعوة بالنسبة لي وقد تعودت على حياة الملكية تعتبر باكرة جداً، إلا أنني عزمت ألا أتأخر وأسجل حضوري في الزمان والمكان المحددين، وسبب الدعوة كما علمت لافتتاح مدرستين حكوميتين تم تأهيلهما بالكامل، بمنطقة جبرة، وأخرى للبنات بسوبا اللعوتة، وأصدقكم القول إن جرح مدرسة أم بدة النازف يجعل أي شخص تواق أن يشهد ميلاد مدرسة جديدة شامخة ومؤهلة وببيئة مدرسية تحترم آدمية الطفل السوداني، الذي دائما ما أقول إنني أخشى عليه من عقد النشأة وعقد الطبقية والفوارق الاجتماعية، والمسافة أصبحت شاسعة بين الذين يتلقون تعليمهم في كثير من المدارس الخاصة عالية المباني ملونة الجدران، وكثير ممن يتلقون تعليمهم في المدارس الحكومية التي أدمنت التواضع وبالفعل حضرت وزملائي من الصحفيين إلى مبنى المحلية، حيث مربط التحرك رفقة الأخ نائب الوالي “محمد حاتم سليمان”، والأخ وزير التربية دكتور “فرح مصطفى” ومفجر ثورة المحلية معتمدها الفريق “أبو شنب”، وأصدقكم القول إنه حتى لحظة اقترابي من المدرسة لم يرتفع سقف آمالي وخيالي أن تكون مدرسة أبو هريرة الأساسية بنين بجبرة بهذا المستوى من الفخامة والرحابة والمدرسة ذات الطابقين يسر لونها الأخضر عيون الناظرين، ازدانت وتجملت وجاملتها السماء بصباح خريفي جميل فاكتملت اللوحة نداوة وحلاوة وارتفعت معدلات الأدرينالين في الحضور، سعادة بهذا الإنجاز الكبير لتنعكس في حديث نائب الوالي، ومن قبله وزير التربية اللذان عبرا عن فخرهما بما تحققً بكلمات رصينة يستحقها الإنجاز ويستحقها من أنجزه. ثم اتجهنا بعدها إلى سوبا اللعوتة لافتتاح مدرسة (أم ايمن) بنات، وهي صرح شاهدته قبل ثلاثة شوارع تفصلنا عنه، لأنه صرح عالٍ باذخ الطول، كما أهل سوبا أنفسهم باذخي الكرم والحفاوة والاستقبال، والحي يكاد يكون قد خرج عن بكرة أبيه لاستقبال القادمين مترجمين فرحهم واعتزازهم وفخرهم بالمدرسة، التي تحكي عن قصة إصرار وعزيمة ووطنية صادقة، هي جميعها أجنحة جعلت المعتمد وأركان حربه، يحلقون متباهين بهذا الإنجاز، وحق لهم ذلك ومنذ أن وطأت أقدام “أبو شنب” محلية الخرطوم، كانت المحلية على موعد مع المفاجآت وعلى موعد مع الدهشة، وما دعانا “أبو شنب” إلا فاجأنا وأدهشنا بحراك وإنجاز يقد عين المستحيل، ويقصي كلمة ما مكن، وخلوني أقول إن ما تم تأهيله من مدارس في محلية الخرطوم بلغ الستين مدرسة من أصل مائه وثمانين مدرسة والستين هذه كانت الأسوأ حالا مقارنة بالبقية التي وعد المعتمد أنها ستلحق بالأخريات حتى لا تكون في الخرطوم المحلية، مدرسة اقل من هذا المستوى، مجددا حديثه الدائم أن الإنسان السوداني يستحق الأفضل لأنه الأفضل.
ولعل معجزة ما قام به “أبو شنب” ليست فقط في ما آل إليه حال هذه المدارس التي أصبحت عالمية التفاصيل بإجلاس راقٍ ومحترم، وحمامات تليق بآدمية البني آدم، ومكاتب تحفظ هيبة المعلم، ولكن الإعجاز الحقيقي أن هذه المدارس لم تكلف الخزينة العامة تعريفة، وكل ما تم دفعته المحلية من مواردها الذاتية وفي الطريق المزيد من المدارس.
وخلوني أقول إن ما حققه المعتمد لم تشهده المحلية لأعوام طويلة ماضية، والرجل منذ أن جاء لم تهدا له عزيمة ولم تفتر له همة، لذلك أنحزنا بالكامل ليس إنحيازاً لشخصه، ولكن انحيازا لعمله وانحيازا لكسبه وانحيازا لانحيازه للمواطن، لذلك نكتب عنه لأنه يستحق ونكتب عنه لأن التاريخ مثلما أنه لا يرحم الفاشلين والمتراخين هو أيضا ينصف العاملين الفاعلين المخلصين أمثال الفريق “أبو شنب” الذي لا تربطنا به قرابة ولا نسب ولا مصلحة، تربطنا وطنية وعشق لهذا البلد وإنسانه الذي يستحق أن يعيش كريماً معززاً ولن نمل الكتابة عنه طالما أنه لا يمل الإنجاز والإعجاز ولا أحسبه سيمل .
كلمة عزيزة
في تقرير عبر برنامج كالآتي بقناة النيل الأزرق بث تقريراً حول إحاطة مياه الصرف الصحي بمنزل الأمير “عبد الله خليل”، بأم درمان، والسبب أحد المستشفيات الخاصة الملاصقة له، لتفتح هذه المشكلة ملف مهم عن كيف يتم التصديق لقيام مستوصفات داخل الأحياء وبين المنازل، بكل ما فيها من محاذير صحية وبيئية، وهو ذات السؤال حول كيف يتم التصديق لقيام محطات بنزين في الأحياء السكنية ما ينذر بكارثة في حال حدوث حريق أو أي التماس كهربائي، وعندها لن ينفع الندم.
كلمة أعز
هزني جداً حديث الفريق “أبو شنب”، للزملاء الصحفيين أنه يعلم أن المنصب ما دائم، لذلك يعمل مافي وسعه حتى يترك بصمة ويرضي ضميره، ويؤسس لمن يأتي بعده، ليت كل مسؤول قضى فترته مشغولا ومهموما بترك بصمته وواااااشقاوة من يأتي خلفك سعادة الفريق..