تجار السودان يقودون بلادهم نحو الهاوية
خالد التجاني أبو قرون
قول يسندونه للخليفة العادل (عمر بن الخطاب.. رضي الله عنه): لو كان الفقر رجلاً لقتلته.. ويمكنني أن أحورها، لو كان الدولار رجلاً لقتلته.. فقد قلب موازين الاقتصاد والبيع والشراء في هذا البلد.. وتجدني اتفق مع الأستاذ “عبد الرحيم حمدي” بالرغم من أن الكثيرين يحملونه مسؤولية الانفلات الاقتصادي اليوم ويسندونه لسياسة تحرير الأسعار عندما كان وزيراً.
فقد صرح أن التجار أغنياء، في تصريح صحفي.. وتجدني أسانده في هذا القول وأقول :إن التجار ليسوا أغنياء فقط بل وجشعين وأنانيين ولا ينظرون أبعد من أطراف أصابعهم.
فماذا نقول فيمن يملك مخازن تمتلئ وتكتنز بالآلاف المؤلفة من جوالات الحبوب من الفول المصري والذرة والقمح والبصل والأسمنت وهو يترقب زيادة سعر الدولار كل يوم ليزيد أسعار سلعته رغم أنه اشتراها أيام الوفرة بثمن يقل كثيراً عن السعر الذي يضيفه كل يوم.
وهل مثل هذا البيع لا يخالف قواعد الشرع؟، الذي يعتبر التخزين والاحتكار لزيادة الأسعار نوعاً من العمل غير المشروع.. إن النتيجة الحتمية لذلك العمل الغلاء الطاحن الذي يكون وقوده المواطن الضعيف، الذي يمثل الشريحة العظمى، ويدخل هذا المواطن في دوامة الفقر والعجز والفاقة والجوع، ويشجع على الجريمة والانفلات الأخلاقي.
أقول لهؤلاء التجار: عار عليكم.. وبسبب الجشع والربح تعرضون مواطنيكم للفقر والجوع والمرض.. وأنتم كما نعلم تحرصون على أداء فروض دينكم – إن كانت صلاة الجماعة، ومنكم من لا يفوته حج أو عمرة – وأناشدهم أن يتوبوا إلى الله – فهذا الذي يجري منهم قطعاً لا يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.