شهادتي لله

الهدام والمؤامرة!!

الهدام يعرفه كل من يسكن على شاطئ نهر.. تكون ماشي يتهدم بيك القيف ويسلمك لي بطن النهر الهادر.. والطامة الكبرى لو كنت ما بتعرف تعوم.. (يا ناس الحلة .. فلان غرق .. كتلو الهدام ) ..وحتى لو كنت بتعرف تعوم ممكن تروح فيها بسبب (الهدام) .. قالوا البحر بشيل عوامو!!
والموية من تحت التبن برضو خطرة، وممكن تزهق روح الإنسان !! ولمن نجي نصف زول داهية نقول: (ده موية من تحت تبن).!! يعني ممكن يغدر بيك في لمحة بصر، ويغطس حجرك !!
المقدمة الطويلة دي عشان داير أحكي عن أحوال أمة محمد “صلى الله عليه وسلم”.. ونحن أهل السودان من ملتو .. كذلك ديار الإسلام على امتداد المعمورة، والأخطار تحاصرنا كل يوم وكل ثانية.. وبراي كده أنا مؤمن بنظرية المؤامرة من احتلال فلسطين والتوسع في سلب الأراضي العربية وجرائم الصهيونية العالمية الفاتت الحد، ووصلت بينا للدوامة الأحادية التي تدير شؤون العباد، ودونكم ما يحدث لي أمة الإسلام والوطن العربي .
طبعاً نيفاشا وانفصال الجنوب برضو (هدام)، وفصل الجنوب عن الشمال تم مع سبق الإصرار والترصد، ومسألة الثقافة العربية والإسلام في الشمال والخوف من تأثر الجنوب بثقافة الشمال، وطبعاً الجنوب ذاتو وقع في (الهدام).. والمخطط محكم الصنعة منذ أكثر من قرن من الزمان صفوهو وخططوا له يهود صهاينة (أولاد أبالسة) . وزمان في حصة التاريخ درسونا وعد “بلفور ” ونظرية الحاخام الكبير ” هرتزل ” ، ذات الهدف الإستراتيجي الواضح الذي يقتضي وجوب تحقيق أرض الميعاد لأمة اليهود . والموضوع واضح لأي زول بعرف التاريخ.. وبدأت سياسة (فرق تسد ) واضحة لأي زول بشوف!!
تفتكروا ليه فشلت فكرة دول عدم الانحياز ؟ الإجابة ببساطة لو نجحت حتكون مشكلة تؤخر تحقيق الدولة العبرية وحدودها من الفرات لمنابع النيل .
طيب ليه فشلت فكرة القومية العربية، التي قادها الراحل العظيم “عبد الناصر”؟! فشلت لأن “عبد الناصر” نادى بوطن عربي واحد، ولغة واحدة، وعلم واحد، وتكتل اقتصادي واحد ، وطبعاً لو تحقق ذلك لضعفت فكرة تحقيق فكرة أرض الميعاد لشعب الله المختار، فمات “عبد الناصر” بحسرته.
والراحل “القذافي” حينما رفع راية “عبد الناصر” بأي طريقة، بل حاول في قارتنا السوداء حينما فشل في إقناع قادة العرب، ماذا كان مصيره؟!
مات القذافي مقتولاً بعد أن شاهده العالم يتوسل من حفرة، وحسب أهلنا في ليبيا أنهم تخلصوا من طاغية، لكن واقع الحال يقول: إن حال أهلنا بالجماهيرية الآن لا يسر ، وكذلك يشاهدنا كيف تم إخراج سيناريو ما سمي بالربيع العربي.. (فرق.. تسد)، والطريف المضحك المحزن أن فاتورة هذا المخطط المدمر البشع من حر مال بترول وثروات دول منطقتنا العربية الإسلامية .
ومعلوم أن العدو اللدود، الذي سيجهض المخطط الملعون، هو الإسلام، الدين الحنيف والثقافة العربية، والحرب التي تدور رحاها الآن تستهدف العديد من مقدرات وثروات الأمة الإسلامية.
وها هم شبابنا من المحيط للخليج، وهم حاضر ومستقبل أمة العروبة والإسلام.. تم اختراقهم تماماً وسلبوهم دينهم وثقافتهم ، بل تم تجنيدهم تحت مسميات إسلامية، وهي أبعد ما تكون عن الإسلام، والذي لم يتم تجنيده تم لهوه بمخترعات العولمة الممثلة في وسائط التواصل. وأنا على يقين بأن هذه الملهاة تبعده عن كل موروث اجتماعي أو عقدي ليصبح هشاً رخواً يسهل تسخيره واختراقه، عندها لن يقوى على الدفاع عن وطنه أو عقيدته أو موروثه.. الله يستر على رأب الصدع الذي تم بيننا وأخوتنا في شمال وادي النيل، والله يستر على الاتفاق الذي تم بين الفرقاء لإخوتنا في جنوبنا الحبيب.. لي هسه ما تم رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولي هسه مخنوقين اقتصادياً ، وهم عارفين ما نملك من مقومات وثروات تجعلنا، إن أنفك قيدنا، من الدول العظمى ..
والليل مهما طال أمده .. ستشرق شمس الصباح ، و نهدم جميعاً حائط الذل والخنوع.. والله المستعان.

أ . التجاني حاج موسى .

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية