المهن الصحية .. قضايا شائكة
تقرير : فاطمة عوض
عاقب مدير إحدى المستشفيات بالخرطوم ، اختصاصية المختبرات الطبية ، أن يقتصر عملها على تنظيف كراسي انتظار المرضى، ومنعها من أداء وظيفتها داخل المختبر. لجهة غيابها عن تغطية إحدى الورديات خلال عطلة رسمية ، ما آثار غضب وحفيظة زملائها . وترشح أكثر من قصة للعاملين في المؤسسات الصحية ، في هذا الاتجاه ، تكشف عن العلاقة ما بين الطبيب والكوادر الصحية، والتي يصفها بعض من العاملين بأنها غير جيدة .
معايير الممارسة المهنية للمهن الطبية والصحية واحدة من القضايا المعقدة والشائكة على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية ، نسبة لتداخل الاختصاصات بين المهن الصحية ،ما يؤدي أحياناً لعدم وضوح الحدود الفاصلة بين الاختصاصات المهنية ، ولفك الاشتباك الوظيفي ، تبنت بعض من البلدان نظام الفريق الصحي الموحد، وفقاً لمرجعيات معيارية ووصف وظيفي محدد، لضمان جودة مخرجات التدخلات الصحية ليكون النظام الصحي قوياً وفاعلاً .
رئاسة الجمهورية طالبت الأطباء والعاملين في الحقل الصحي بتغيير معاملة المرضى من خلال اكتساب مهارات التواصل مع المريض عن طريق الابتسامة في وجهه، في وقت قطعت فيه بعدم سقوط حقوق العاملين في الحقل الطبي. وأبدى نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبدالرحمن” عدم انزعاجه من هجرة الكوادر الطبية السودانية ، عازياً ذلك إلى أنه أمر طبيعي باعتباره سنة الحياة، بيد أنه دعا إلى ضرورة تنظيم الهجرة ، وأشاد لدى مخاطبته المؤتمر القومي لقضايا المهن الطبية والصحية بثورة التعليم العالي، التي ساهمت في زيادة عدد الخريجين في الكليات الطبية من (500) طبيب إلى تخريج أكثر من (10) آلاف طبيب، مؤكداً أن إستراتيجية الدولة في القطاع الصحي مبنية على الكادر البشري والتغطية الشاملة، منوهاً إلى أهمية المهن الطبية والصحية لأنها تعمل على تكملة المهن الصحية، مشيراً إلى أن مرتب القابلة أهم من مرتب الوزير،مطالباً العالمين في القطاع الصحي بمزيد من التجانس، ومركزية التدريب وإتاحة فرص التدريب للولايات خاصة الخارجي. ووجه وزارة الصحة الاتحادية بالاهتمام بالمهن الصحية وحل المشاكل التي تواجهها، كاشفاً عن اتجاه توحيد المجلس الطبي و مجلس المهن الطبية والصحية.
وزيرة الدولة بالصحة الاتحادية د. “فردوس عبد الرحمن”، قالت: إن غياب التجانس بين فريق العمل الطبي ساهم في زيادة المهاجرين من القطاع الصحي. وأعلنت عن استعداد الوزارة للجلوس والحوار مع كوادر الحقل الصحي ، لإيجاد حلول ترضي جميع العاملين ، وقالت “فردوس” :إن المشاكل التي تواجه العاملين تتمثل في الديون المتراكمة .
وقال د.”كامل محمد الحسن”، رئيس الاتحاد العام للمهن الطبية والصحية : إن المختصين في مجال تنمية الموارد البشرية أجمعوا على وجود علاقة متينة بين جودة الخدمات الصحية وتوفر المهارات البشرية، مشيراً إلى أن الدراسات التي أُجريت لتقييم المنظومات الصحية، خاصة مسألة كفاءة الأداء المهني يلاحظ التوقف عند ثلاثة محاور مهمة هي: مناخ التدريب المهني المستمر، والقوانين ،والتراتيب، المتعلقة بالمؤسسة الخدمية ودرجة الشفافية التي تتعامل بها الإدارة مع العاملين، ودرجة تعقد أو بساطة الإجراءات المعمول بها في تنفيذ نُظم التدريب المهني المستمر بجانب الحوافز المتوفرة للعاملين لتشجيعهم على التدافع والتفاعل مع مسارات التدريب والتطوير المهني المستمر والتمويل والبنية التحتية والنقل وكلفة عوامل الإنتاج الخارجية كالنقل والاتصالات.
وأقر بعدم وجود نظام للامتياز لجميع خريجي كليات المهن الطبية والصحية، وفشل المبادرات المطروحة لحل المشكلة سابقاً، وعدم تطبيق المسار المهني المتكامل للتطوير المهني المستمر المجاز من المجلس القومي للمهن الطبية والصحية مشيراً إلى أن قرار دمج تدريب المهن الطبية والصحية بالمجلس السوداني للتخصصات الطبية (شبه مجمد) لعدم وجود رؤية أو آلية تنفيذية اتحادية وتمويل، وانتقد ترك مسؤولية تدريب المهن الطبية والصحية للولايات وتبني المستوى الاتحادي لتدريب الأطباء فقط، وأظهرت التقارير أن معدل التدريب الضئيل الذي قامت به الولايات أيضاً ذهب جله للأطباء بجانب عدم وجود نظام للامتياز لخريجي المهن الطبية والصحية وضعف آلية إدماج المهن الطبية والصحية بالمجلس السوداني للتخصصات الطبية، وعدم وضوح رؤية التمويل وإلزام ممارسي المهن الطبية والصحية بتنفيذ مطلوبات الترقي المهني وفقاً للمسار المهني المجاز بتمويلات ذاتية مرهقة وكلفة عالية في ظل انعدام الرؤية الاتحادية والولائية وعدم وجود آليات تنفيذية ملزمة ، كاشفاً عن توقف جميع برامج التجسير لحملة الدبلوم وفقاً لإعلان السودان.
وشدد على ضرورة توحيد سياسات التدريب المهني لجميع مكونات الفريق الصحي بما في ذلك الأطباء سواء على المستوى الاتحادي أو الولائي وفقاً لمعايير كلية موحدة شاملة، ومنع الجهات التي تقوم بتخريج غير قانوني وغير مطابق لمعايير المهن الطبية والصحية.
أقر د. “زكي بشير” ، الأمين العام لمجلس المهن الطبية والصحية بأن التشريعات والقوانين الصحية في البلاد أضرت بالعملية الصحية، مناشداً بأهمية التدريب ومشاركة قيادات المهن الصحية في صناعة العمل الصحي وكيفية جعل السودان منتجعاً علاجياَ.
وأشار رئيس النقابة العامة للمهن الطبية والصحية د. “ياسر أحمد” لضعف مرتبات العاملين في المهن الطبية والصحية، و قال :إنها لم تشهد زيادة منذ (10) سنوات، واصفاً أوضاعه الاقتصادية بالصعبة، كاشفاً عن افتتاح منشآت صحية لم تجد كوادر للتعيين وأرجع ذلك لاعتمادهم للتعاقد الشخصي .
بدوره قطع الأمين العام للاتحاد د. “مصعب برير”، بأن المؤتمر يمثل نقطة تحول في قضايا الصحة والقطاع الصحي وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين ، مشيراً إلى أن المؤتمر يتناول (4) أوراق تتعلق بالمهن الصحية ومناقشة منشور (5) على (15).
وأكد د.”تجاني محمد حسن”، رئيس لجنة الأوراق العلمية للمؤتمر القومي للمهن الطبية ، أن الاهتمام بمسارات المهن الطبية والصحية في الماضي يعود إلى قلة الجامعات ومراكز التدريب والفرص المتاحة في جميع التخصصات، وقال :إن انتشار التعليم فوق الثانوي والتعليم الجامعي وفوق الجامعي أدى إلى زيادة عدد الخريجين في المجالات الطبية والصحية المختلفة، مما أدى إلى زيادة المعروض في سوق العمل..
تقرير فاطمة …. السبت