ربع مقال

الخريف.. نحن والآخرون .. !!

د. خالد حسن لقمان

ليس غريباً مطلقاً أن نتعرض في هذا البلد إلى كوارث بفعل الطبيعة، فحتى كبريات الدول المتقدمة تتعرض إلى كوارث من فعل الطبيعة، ولكن الفرق شاسع بين قدرة هؤلاء في التعامل مع طبيعتهم وبين حالنا نحن ولا دليل على ذلك أكثر من أن نعرف بأن جل القرى والبلدات والأحياء والمنازل التي تعرضت خلال هذا العام لأضرار بليغة جراء السيول والأمطار تقع معظمها في مجاري السيول والأمطار المدركة بحقائقها العلمية التي تؤكدها الخرط الكنتورية الموضوعة من قبل عقود عديدة لكل هذه المناطق بل لكل شبر من أرضنا طولاً وعرضاً كما أن ما اجتهد فيه الآخرون مع الطبيعة في مقابل وقوفنا لا زلنا في محطة (فتح المجاري العارية بالكواريك والأزمات والطواري وغيرها من أدوات الحفر البدائية) يعطينا إحساساً جمعياً بالعجز وهذا الإحساس أيها السادة هو القاتل الأكبر للروح وللمعنويات النفسية وعبره تموت همة الأمم و تخبو تطلعاتها.. وهو الحال الذي يبدو أننا نلامسه الآن في حياتنا التي أفسدها بعضهم بجهلهم وأطماعهم الدنيوية الرخيصة فبعد أن كنّا نحن مثال الإقليم كله في جمال المشهد وروحه ورونقه أصبحنا مثاله في قذارته وبؤسه ومن المحزن أن نرى ما عمرته أيدينا بعلمها واجتهادها منذ نصف قرن من الزمان بدول الخليج قد أصبح لنا الآن مثالاً بعيد المنال بل حلماً برواد خيالاتنا ..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية