كنت حتى وقت قريب أتجاوز مسألة القصائد المنسوبة لي طوعاً وكرهاً… وأكتفي بنفي أمومتي لها مع الأقرباء الذين يتشابه عليهم النص… أحزن لأجل أصحاب هذه القصائد الأصليين.. لأنني أعي تماماً معنى أن ينسب ابنك لغيرك.. وما القصائد سوى بنات ولدن من رحم القريحة…
اها الكلام ده الجابو هسي شنو؟…
جابو اتصال من الشاعر الوريف” خالد شقوري” وفاجأني بنص الرسالة التالية الفنان “ميرغني النجار ” ..وملحن الطنبور ” الأمين حباب ” ..
ليلة الأمس ..
يدغدغون هذه الأحرف
أولا ..للتأكد أنها إحدى بناتك
ثانيا .. للتأكد أنها لم تغنَ قبلا.
ثالثا .. بحسب الرد على هذه التساؤلات ..يتقدمون لخطبتها)
أسفت جدا… لأن هذه القصيدة المعنية لم تكن بنتي فرددت عليه (يسعد أيامك؛
ياريتا بعد الجمال ده لو بقت حقتي؛
بعد العذوبة والنداوة التقطر منهم دي…
اقسم بالله لولا الأمانة الأخلاقية لأدعيت ذلك.. حييهم لي وفتشوا سيدا).
من حق أي إنسان أن يمارس إعجابه بما يليق به وبأخلاقياته غير أن مثل هذه الأضرار النفسية المترتبة على ملحن أحبطت محاولة إخراجه لجنين إبداعي قادم بشغف… وشاعر كان على حافة السقوط في بئر القضايا الفكرية لأن قصيدته كانت ستنسب لي… وأنا التي تمنيت لو أنني كتبت تلك الكلمات..
قطعا لن أمانع أن تغنى بحنجرة “النجار ” الذي امتلك آذاننا و(عمل في أحاسيسنا عمايل ..النجار في الخشب ما عملا) …
” ميرغني النجار” الذي كلما تغنى اصغت العصافير لصوته آملة أن تشقشق كما يشق صوته السمع ، ويستقر هدوءا وجمالا وانسجاما…
كنت سأسعد جدا بأن يتغنى لي هذا الإنسان المبدع … بس ياقول “شقوري” : لسه فيها .
خلف نافذة مغلقة :
وعدتك بالمطر والليل..
تراها اتفاوتت مُدني ونزف غيم المواجع سيل…
رجيتك تهدي موج الريد…
تكفت اندفاع النيل…
ولا ساسق عليكا غناي..
ولا وعد انتظاري مقيل.