عصابات النهب بهبيلا
تقتل أصحاب المحال التجارية ليلاً على مقربة من فراش المعتمد الذي تم اختياره من المؤسسة العسكرية لحفظ الأمن، لكنه فشل أيما فشل وأفقد السُلطة هيبتها وشوكتها.
في الأسبوع الماضي هجمت عصابة على مزرعة التاجر “علي موسى آدم” في هجعة الليل، عصابة تتكون من عشرة أفراد يحملون أسلحة عبارة عن كلاشنكوف وجيم ثلاثة، وصوبوا أسلحتهم على رؤوس العمال، ونهبوا الأموال والتقاوى والهواتف وحتى الملابس، وعادوا لفرقانهم مطمئنين هانئين آمنين لا تستطيع أجهزة الأمن من شرطة وجيش الوصول إليهم بل في حادثة محاولة اغتيال التاجر “عطا المنان آدم عامر” المتهم الذي عثر على هاتف الضحية بحوزته لم يقبض عليه وهو يتجول داخل هبيلا الآن، ويرتدي أحيانا الملابس العسكرية ويدعي هؤلاء حماية الأمن وما هم إلا عصابات تمارس القتل والنهب
واتخذ البعض التمرد مطية لتحقيق المكاسب الخاصة، وتحت ذريعة محاربة التمرد تنتهك قيم وتنهب موارد، وقد قالها الأمير الشجاع “بقادي محمد حماد أسوسة”، إن ما يحدث من فوضى ونهب وقتل في هبيلا لا علاقة للتمرد به، وكل الجرائم التي تحدث من مجموعات متفلتة ومتمردة على الدولة من غير التمرد المعروف بالحركة الشعبية، والأمير “بقادي” نفسه فقد ابنه في حادثة مطاردة حرامية ونهابين قبل شهور من الآن.
الحقيقة التي تغطي عليها السلطات في هبيلا أن كل أعمال النهب والقتل تقوم بها عناصر تنتمي إلى القبائل العربية وهم أهلي وعشيرتي، ولكن الأمانة تقتضي أن نقول الحق كل الجرائم التي تشهدها محليات القوز وهبيلا، الجناة من القبائل العربية ومن منسوبين في السابق أما للدفاع الشعبي أو الشرطة الشعبية وينتشر السلاح هناك مثل السحب في فصل الخريف.
إذا كانت جنوب كردفان من المناطق التي يتم إسناد إدارتها في الغالب العسكريين بمختلف مشاربهم، فإن الولاية لم تتذوق طعم العافية الأمنية منذ مغادرة مولانا “أحمد هارون” لها قبل سنوات صحيح أن اللواء “عيسى آدم أبكر” قد ساس الولاية بوعي وتوازن دقيق، لكنه لم ينجح في القضاء على التفلت والتمرد والنهب بمنطقة هبيلا ومحلية القوز التي قتل مدير شرطتها ولم يقبض على القاتل بعد، وهل من فشل أكثر من ذلك وجاء الآن الفريق مفضل من أجل الأمن والاستقرار، فهل يفلح الجنرال في القضاء على النهب والتفلت؟ أم أن الأوضاع تحتاج لقوات من الدعم السريع التي أثبتت قدرتها على فرض الأمن بالقوة والعدل وقد بات أهل جنوب كردفان يطالبون الفريق “حميدتي” بمساعدتهم في القضاء على النهب، ولقوات حرس الحدود التي تم ضمها الآن للدعم السريع تجربة ناجحة في جنوب كردفان من قبل، فهل تدفع القيادة العامة بقوة من الدعم السريع لتلك المنطقة، ومن مكون من السودان العريض للقضاء على التمرد الجديد على السُلطة.