يقف المتابعون للشأن السوداني – المصري في هذه الأيام في موقف تقييم تجاه الحالة الجديدة من الجدية والعزم، والتي عبر عنها الرئيسان السوداني “عمر البشير” والمصري “عبد الفتاح السيسي” خلال زيارة الأخير للخرطوم الأسبوع الماضي، حيث مضيا ليعلنا لوسائل الإعلام الدخول الفوري في تنفيذ مشروعات تنموية بين البلدين، هكذا بلا تحفظ ولا مدى يحد من جهدهما هذا، حتى خال البعض للحظة أن الرجلين سيعلنان للحظتيهما تلك وحدة اندماجية كاملة أو كونفيدرالية موحدة .. وحقيقة كان مناخ تلك التصريحات مفعماً بالحماسة والأمل الكبير وهو ما أدهش بالفعل المتابعين للحدث من أبناء الشعبين.. هذا التطور يبدو منطقياً مع اختناق موقفي البلدين وتطور الأحداث الإقليمية التحالفية الجديدة من حولهما بِما يستدعي ضرورة فعل شيء للحاق بقطار هذا التغيير والتأثير في حركته ومسيرته ليس خدمة لمصلحتهما فقط، ولكن لخدمة هذه الحالة المتطورة سياسياً والقافزة اقتصادياً بدول الإقليم وهو فعل يليق بتاريخ دولتي وادي النيل إذا ما استدعى الحاضر شيئا من ريادة الماضي القريب وبالرغم من ما يقوله البعض ويهتفون به كلما حدث تقارب بين البلدين من خلافات المياه ومعضلة حلايب التاريخية إلا أن أي جهد للتوافق والحلول لن يكون إلا من خلال حوار وتحاور بين البلدين الشقيقين، لذا فإنه واستثماراً لهذه الحالة الجديدة، فعلى إعلام البلدين أن ينهض بدوره ليعظم ما بينهما من مشتركات ومكونات قادرة إذا ما اتحدت أن تحقق للشعبين الكثير، وفي هذا أرى أن زمان قيام قناة فضائية تحمل اسم (قناة وادي النيل الفضائية) قد حان الآن لما يشكله الإعلام المرئي الآن من تأثير وحضور كبيرين.. نعم فليبادر الإعلاميون من البلدين بهذا المشروع وعلى وجه السرعة عسى الله أن يحقق طموحات الشعبين الشقيقين اللذين صبرا على قياداتهما صبراً كبيراً وعظيماً لا تقوى عليه حتى الجبال ..