ربع مقال

سد النهضة .. احترام المعطيات الإقليمية والكونية .. !!

د.خالد حسن لقمان

لا أعتقد بأن ما بدأ بالأمس من جولة مفاوضات جديدة بأديس أبابا للفريق الفني المفاوض من قبل الدول الثلاث السودان ومصر وإثيوبيا سيصطدم، وكما حدث مراراً بتلك الكتلة الصماء من الاختلاف البين والتباين الشاسع في وجهات النظر، وذلك عطفاً على مستجدات الواقع الذي بدا في حالة جديدة تماماً من التوافق والانسجام السياسي بين الأطراف الثلاث بفضل تحركات قياداتها التي أثمرت الكثير، خاصة تلك التي تجلى فيها الشاب الدكتور “أبي أحمد” رئيس الوزراء الإثيوبي في القاهرة مذوباً فيها جليد التضاد و التنافر فاسحاً المجال للأفكار التوافقية لتعبر، وقد امتد جهد “أبي أحمد” ليعطي مناخاً متفائلاً في دول الإقليم ذات التماس المباشر وغير المباشر مع ملف سد النهضة كما وحفز أخيراً كلاً من السودان ومصر لتحسين صورة علاقاتهما لتكون أكثر نضجاً ووعياً لما يتعاملان فيه من واقع يحتم عليهما هذه الموضوعية ويلزمهما ذاك النضج، الذي قدم لهما فيه الشاب ( اليافع ) “أبي أحمد” درساً قاسياً ، ولكنه أفادهما بشدة ليستيقظا ويدركا بأن العالم من حولهما بات يتصافح اليوم مرغماً ويبتسم مكرهاً ويتعانق بحماسة و شدة مع أعدائه وألد خصومه من أجل أن يعبر كله من ساحة الدماء، التي تحوطه و الدخان الذي يخنقه، وهو ما بات يعرفه العاقلون الآن باحترام ( المعطيات الكونية )، فإن اندلعت حرب أسمرا و أديس أبابا احترق القرن الأفريقي، وإن تصاعد خلاف الخرطوم والقاهرة انسد أفق الحلول هنا واضطرب الحال هناك واهتز .. وهي ذات الفكرة والنظرية التي بدأ يستوعبها الكبار، فلا حلول مدمرة لملف كوريا، ولا تصادم كامل مع طهران، ولا انقطاع مفاهيمي كامل مع بكين .. الجميع بات بالفعل علي مركب واحد، يختلج بتهور بعض راكبيه، و يغرق بحماقات آخرين منهم، وحتى السماء من فوق الجميع يمكن أن تطلق لهيبها ودمارها إذا وقف هؤلاء جميعاً يتفرجون على تلك الطبقة ( الأوزونية ) ليزداد اتساعها، ويصعب من بعد رتقها عند نقطة الدمار الشامل والهلاك الكامل ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية