ربع مقال

لماذا يهملون الخلاوى؟

د. خالد حسن لقمان

لماذا لا تقرأ هذا المقال يا سيادة الرئيس؟

لا أدري السبب ولا الحكمة التي أدت إلى الإبقاء على هذه الصورة البائسة للخلاوى المنتشرة في ولاية الخرطوم، دون الاجتهاد في تحسين صورتها وبيئتها، وحتى دورها لينسجم مع الدور التعليمي لمراحل التعليم العام.. صورة مُحزنة تراها إذا ما دخلت إلى إحدى هذه الخلاوى، التي غالباً ما تكون (مجدوعة) في ركن من أركان المساجد في حوش، كما والخلاء لا شيء فيه البتة غير راكوبة أو غرفة صغيرة مخصصة لـ(تكديس) كل حاجيات الطلاب من أطفال وصبية، بجانب استخدامها كمخزن ومطبخ للطعام، أما هؤلاء الطلاب الأطفال والصبية ستدمع عيناك عندما تراهم في الشتاء يتلاصقون بأجسادهم الصغيرة الهزيلة ليتبادلوا حرارة بعضهم البعض، وفي الصيف أيضاً ستبكي عندما تنظر طفلاً بريئاً أو صبياً يافعاً يحاول أن يحتمي من قيظ شمس مايو بوهم ظل قصير لجدران الخلوة، الذي هو جزء من سُوَرها (هذا بينما تلاميذ الرياض والمدارس الخاصة ينعمون بهواء المبردات ونسائم الحدائق).. وإذا سألت شيخ الخلوة من أين تطعمون هؤلاء وترعون حاجاتهم الدراسية؟ يشير إليك وبحركة آلية مؤمنة إلى السماء، متمتماً بعبارة مفادها أن الرزق بيد الله يجريه على يدي بعض الصالحين.. إذاً أين الحكومة؟ ألا تقدم أي دعم لهذه المؤسسة التعليمية الشديدة الأهمية في الصياغة المبكرة للنشء؟!!.. نظام نادر لا وجود له سوى عندنا وهبنا الله له بصدق أهلنا الذين كانوا حملة لهذا القرآن وخدام له، والآن وبدلاً من أن نطور هذا الإرث التعليمي ونجد له الانسجام العضوي الكامل مع نظامنا التعليمي، نهمله هكذا ونترك فلذات أكبادنا تفترش الأرض وتلتحف السماء ليلاً ونهاراً صيفاً وشتاءً.. اللهم بكرمك وقوتك وفضلك أوكل من عبادك من يوقظ هؤلاء من سُباتهم ويهتف فيهم أن الأمن والرزق والتوفيق والخير كله بيد الله، فإن تنصروه ينصركم وإن تخذلوه فلا ناصر لكم من دونه.. اللهم هل بلغت اللهم فأشهد..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية