كيف كانت أوضاع البيئة قبل تولي الدكتور “حسن عبد القادر هلال” منصب وزير البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية؟.. وكيف كان مستوى الإدراك والاهتمام حول دورها وتأثرها في المجتمع آنذاك؟.. يقول الكثيرون بأن معالم البيئة وأبعادها كانت مجهولة لدى الجمهور قبل الاهتمام الواضح والمتابعة اللصيقة التي قام بها الوزير “هلال” في سياق فتح شفرتها وإضاءة المصابيح حول خصائصها وبصماتها في المجتمع.. من نافذة القول إن قوالب البيئة وأنواعها ومعالمها كثيرة ومتعددة، فهي تغذي الساحة الحياتية والاجتماعية بأسرار الوجود ونكهة التعافي، وقد صارت بين عشية وضحاها القضية الشاغلة للناس أجمعين، فالتغيير المناخي قد عبس في وجه البسيطة وتلوث النفايات والصرف الصحي والفوضى المجتمعية قد فاق التصورات، كما أن حرارة الأجواء في المدن والصحارى والفيافي قد التفت حول الكون، وأن أحوال البحار والمحيطات البائسة صارت على معالم المعرفة والإعلام المتطور.. فالشاهد أن معالجة أوضاع البيئة المختلفة تتماشى مع أوضاع الحياة العصرية ومتطلبات التحضر والنكهة والتماهي مع الواقع الحياتي والألفية الثالثة، هكذا يلتقط الوزير “حسن هلال” قفاز المسؤولية الكبيرة والتحدي التاريخي في قضايا البيئة، فقد كانت البداية رؤيته في إدخال البيئة كصديق متفاعل مع الإنسان والمواطن، علاوة على صقل الشباب بالعلم والتكنولوجيا بهدف التصدي لجميع المهددات البيئية بعد معرفة أشكالها ومعالمها.
المشوار كان طويلاً وعاتياً تخلله المطبات والعثرات في العديد من الاتجاهات، فقد حرص الوزير “حسن هلال” على تنظيف البحر الأحمر من تلوث الزيت والأضرار الأخرى، وذلك بتنظيم العديد من المؤتمرات بمدينة بورتسودان بالتنسيق مع الجهات الشريكة، علاوة على توقيع وزارته مذكرات التفاهم مع العديد من الجهات في إطار تحقيق مشاريع خلق البيئة المجتمعية المعافاة المتمثلة في محاربة الجفاف والتصحر وتدوير النفايات ومحاولة إنشاء بديل جديد للزئبق وتقليل انبعاث ثاني أوكسيد الكربون.. لا يخفى على أحد الحركة الدءوبة للوزير “هلال” في المحال الدولية والتي تهدف إلى خدمة برنامج البيئة الوطني، حيث زار العديد من الدول في أوروبا وآسيا وأفريقيا فضلاً عن ذلك فقد جلب معه العديد من المساعدات لمشروع المناخ والبيئة لصالح البلاد، كذلك فقد تم اختيار الوزير “حسن هلال” رئيساً للمجلس الحاكم لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ووجد قلادة من ذهب من سكرتير عام الأمم المتحدة السابق “بان كي مون” عندما قال إن الدكتور “هلال” قدم (ثقافة بيئية شاملة).. من الأعمال الإستراتيجية الموجودة في منضدة “هلال” مشروع السياج الأخضر الأفريقي العظيم، وهو مشروع كبير وقاري قائم على التشجير العلمي الممتد على العديد من الدول الأفريقية، وهو يمثل نقلة نوعية لزيادة الإخضرار وإيقاف الزحف الصحراوي وتأهيل الغابات والمراعي.
ها هي البيئة في كنف الوزير “حسن هلال” تمثل مشروعاً إنسانياً وحياتياً مخضباً بالعرق والفكر والعلم والعزيمة، يدخل في أتون دفتر التاريخ لإنتاج توعية مجتمعية وملحمة سياسية واقتصادية ستكون محفورة في الذاكرة..