ربع مقال

“الترابي”.. الأمريكان أغبياء .. !!

د. خالد حسن لقمان

(الأمريكان أغبياء) عبارة شهيرة نطق بها يوماً ما الراحل الشيخ الدكتور “حسن الترابي”، ولأن الرجل دقيق وذكي في عباراته التي يطلقها فقد كان لهذه العبارة ظرفها الزماني الذي خرجت فيه، وكان ذاك عندما وجد الأمريكان أنفسهم في حيرة للتعامل مع النظام الحاكم في السودان، فأغلقوا ملفه بالكامل وأعلنوه بلداً متفلتاً وراعياً للإرهاب، وحتى هذه ما كانت لتدعو “الترابي” بكل حجمه وضخامته الذهنية، ليطلق عبارته هذه، وما حدث أن الرجل ساءه أن يكشف صناع القرار الأمريكي عن ما يجري في الخرطوم، ببطارية وكاشف ضوء طرف ثالث لديه خصوماته مع الخرطوم، ويقررون ما يلزمهم حياله وفقاً لتقارير هذا الطرف وتوصياته، في حين أن الرجل قد اجتهد أيما اجتهاد ليوصل لهم ما يفيد بوجود عقل منفتح في الخرطوم يمكنه أن يكون أكثر نفعاً وفائدة من ما يقدمه هذا الطرف الثالث وبقية الأطراف الأخرى، التي ما فتئت آنذاك تعبث بالملف السوداني وقد وصل اجتهاد “الترابي” في هذا للدرجة التي أوصلته حتى المجالس الأمريكية الحاكمة بنفسه، ليقدم فكره وما تحمله فكرة الخرطوم (المشروع الحاكم) إلا أن كل ذلك، وكما أفاد الرجل بنفسه أضاعه هذا الغباء المزمن للعقل الأمريكي، والآن وبعد مرور سنوات ورحيل الرجل بدأت الأوساط الأمريكية ومع عودة رياح الحرب الباردة في التفكر فيما يمكن أن يتم انتهاجه مع حالة المنطقة وذلك عبر مسارات أعلنتها وحددتها فإذا هي مسارات الترابي الفكرية نفسها ولكنها تخرج من هؤلاء الآن بلا ساقين بعد أن انطلق الجميع إلى موسكو وأقطاب أخرى واعدة بوعودها وأحلامها.. رحمك الله “الترابي” كنت إمام الجميع عقلاً وفكراً وذهبت وتركتهم لا زالوا خلفك يتخبطون ويتمخطون..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية