رأي

الحاسة السادسة

أفريقيا تنهض!

رشان أوشي

وقَّعَ الرئيس الإريتري “أسياسي أفورقي” ورئيس الوزراء الأثيوبي “أبي أحمد” (الإثنين) 9 يوليو 2018م، على اتفاق (إعلان السلام والصداقة) الذي يتضمن خمسة بنود: إنهاء حالة الحرب القائمة بين البلدين، يعمل البلدان على تعزيز التعاون المتين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، استئناف وسائل النقل والتجارة والاتصالات، العلاقات الدبلوماسية، سيتم تنفيذ قرار ترسيم الحدود، تعمل الدولتان معاً لضمان السلام والتنمية والتعاون الإقليمي، وبالطبع أهم ما ذكر آنفاً هو ملف ترسيم الحدود، مما يشير إلى أن التقارب جاد، لا مجال للمناورة حوله.
ربمـا نوافق جميعاً على أساسية منطقية، بأن الأحداث السياسية لا يمكن تقييمها تقييماً شاملاً دون النظر لدوافع الأطراف المعنية وتقييم أسبابها بشكل دقيق، وعليه لا يمكن لنا في الحقيقة فصل هـذا التقارب الأثيوبي الإريتري المفاجئ عـن التحولات والمتغيرات الجديدة في خارطة السياسة الإقليمية والدولية الراهنة.
لا شك أن التقارب الأثيوبي الإريتري بمثابة ليلة القدر التي حلت على منطقة القرن الأفريقي، وإنهاء حالة العزلة التي فرضتها إريتريا على نفسها منذ استقلالها، ومن هنا ستبدأ مراحل الاستفادة الحقيقية من خيرات الساحل الأفريقي في تلك المنطقة، مما سيدعم عملية النهوض الاقتصادي الأثيوبي، والإريتري، وتمهيد الطريق أمام تحالفات أفريقية داخل القارة بإرادة أنظمتها الحاكمة دون إملاءات خارجية، وإن سارت كل القارة في هذا الطريق سنضع آخر مسمار في نعش مثلث (الفقر، الجهل، المرض).
لا بد أن يلتحق السودان بهذا التعاون الاقتصادي والسياسي المهم بين جارتيه، وأن تصبح عملية التكامل شاملة، خاصة بعد رعايته لعملية السلام في جنوب السودان، وتصبح الاستفادة من الموانئ والمنافذ البحرية شاملة، تصب في نهر التطور الاقتصادي للجميع (السودان، جنوب السودان، أثيوبيا وإريتريا)، فهذا هو التحالف المفيد، بدلاً من الهرولة خلف الخليج الذي لا تجمعنا به حضارة مشتركة ولا مصالح متطابقة، ولا إرث تاريخي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية