المشهد السياسي

“المهدي” وغيابه إلى متى؟

موسى يعقوب

طرأ الكثير من المتغيرات على غياب السيد الإمام “الصادق المهدي” المتكرر عن وطنه وحزبه بسبب آمال وأمنيات وصعوبات، فخروجه الأول وعودته في العقدين الماضيين كانتا تحت الشعار (تهتدون) عند الخروج و(تكسبون) عند العودة من المعارضة الخارجية، إلا أنه كما هو معلوم لم يكن هناك (هدى) ولا كسب، فالأمر لم يزد عن كونه آمال وأحلام وإن كان غير ممنوع أن يحلم المرء أو يأمل، ولكن العظة والعبرة مطلوبان إذ لذلك آثاره السالبة وغير الإيجابية حيثما نظرنا إليه.
أما غياب “المهدي” والمتكرر الذي فوجئ فيه مؤخراً بإنهاء الاستضافة والبقاء في جمهورية مصر العربية، فقد كان موسوماً بأن للسيد “المهدي” أفكار وأشغال وهموم عالمية ومحلية يود انجازها ولم تنجز بعد غير أن هناك (نداء السودان) المعارض الذي صار رئيساً له بعد أن تصدع ركب المعارضة.
غير أن (نداء السودان) قد أصابه ما أصابه بعد القرار المصري الأخير ومن رفض بعض المكونات للنداء والانتماء قد جاهرت برفضها لرئاسة السيد “الصادق المهدي” للنداء وكريمته الدكتورة “مريم” عضو الأمانة للنداء.
ولمن يقرأ الأمور ويحللها يجد أن الجوار جمهورية السودان أيضاً قد نعما بمتغيرات إيجابية وتستحق النظر بموضوعية ذلك أن:
{ جنوب السودان الآن في مرحلة اتفاق سلام إطاري له مردوداته الإيجابية.
{ ودولتا إثيوبيا واريتريا دخلا مؤخراً وقبل أيام في اتفاق سلام وتعاون يطفئ نار ما سبق ويمهد الطريق لعلاقات تلبي طموحات الطرفين.
ولذلك كله وبخاصة اتفاق الخرطوم الإطاري بين الفرقاء في دولة الجنوب مردوداته وعائداته الإيجابية على جمهورية السودان أمناً واستقراراً ومنافع ومصالح وعلاقات خارجية تجعل أهداف المعارضة السودانية ومنها (نداء السودان) عسيرة وربما غير ممكنة.
عليه يخطر في البال الآن لدى المراقب والمحلل السياسي السؤال الموجب والملح:
“المهدي” وغيابه إلى متى؟.. وحزب الأمة القومي الآن في حاجة ملحة لعودة إمام الأنصار وزعيم الحزب ورئيسه.
الحزب مؤسسياً ووحدة يعاني ما يعاني والإمام وكريمته أحد نواب رئيس الحزب الفاعلين في حالة غياب.. فالمؤتمر العام للحزب والذي كان يتعين قدامه منذ مدة وينتظر منه الخروج بأزمة الحزب وتفككه إلى ما هو مطلوب من استقرار ونماء وإسهام في حلول أزمات البلاد والانتخابات العامة المتوقعة في العام 2020م.
إن غياب السيد الإمام “الصادق المهدي” في ضوء ذلك والقرار المصري الأخير ولا سيما ما طرأ من اعتراضات على رئاسة “المهدي” لـ(نداء السودان).. ودور كريمته “مريم” في الأمانة العامة للنداء.. فالمصائب كثيرة ونظراً وعلى من يهمهم الأمر تدارك ذلك ولحزب الأمة القومي تاريخه.
“المهدي” وغيابه إلى متى؟.. سؤال يحتاج إلى جواب..
والله المستعان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية