أخي وصديقي المعلم البرلماني الفنان السوداني العالمي الدكتور “عبد القادر سالم”.. تحية واحتراماً.. قصدت أن يكون خطابي لكم عبر صحيفتنا (المجهر) ليقرأه معكم القراء لأنكم شخص عام وفنان كبير لكم من المعجبين الذين يحبونكم داخل الوطن وخارجه.
أولاً: أبارك لكم فوزكم الكبير بأهم منصب ثقافي إبداعي.. وأن تتقلد قيادة اتحاد الفنانين للغناء والموسيقى لعمري هذا تكليف مشرف وأعباءه تنوء عن حملها الجبال – خاصة وقد تقلدت الموقع في دورة سابقة ومن المفترض أن يكون هذا الاتحاد قومياً لذلك أوصيكم وأعضاء مكتبكم التنفيذي بمد جسور التواصل مع كافة مبدعي الولايات لاسيما تلك التي تزخر بالمبدعين من مؤدين للغناء وموسيقيين ودونكم اتحاد فناني الجزيرة وعطبرة وبورتسودان وكوستي والأبيض والفاشر والجنينة وكافة مدن البلاد التي بها نشاط إبداعي، فنحن أهل السودان نحب الغناء بشتى أنواعه ونحتفي بالفن الغنائي الأصيل الجميل، فهذا ملف مهم وخطير للانقلاب الذي يشهده فن الغناء والموسيقى في السودان.. نريدكم أن تشذبوا الساحة من سقط الغناء وأن تقودوا به إلى زمن الراحل العميد “أحمد المصطفى”.. وهنالك ملف العاصمة القومية التي تزخر بالأندية التي بها نشاط موسيقي غنائي لا تتركوها جزراً معزولة بل أنشئوا بينكم وبينها جسور التواصل الإبداعي برعايتكم للشباب الموهوبين المبتدئين من موسيقيين ومغنين.. ولا بد من الاهتمام بتوفيق أوضاعهم وفق الضغوط والقوانين المنظمة للنشاط الإبداعي.. ومهم جداً أن تجلس مع المسؤولين بمجلس المهن الموسيقية والدرامية إذ إنه كيان قومي يعنى بمهنة الغناء على المستوى القومي وأهدافه نفسه أهداف اتحادكم.
ومهم جداً وضوح العلاقة بين اتحادكم ووزارة الثقافة الاتحادية ووزارات الثقافة الولائية، فالأهداف واحدة ومتداخلة.. ومهم جداً التنسيق والعمل الدءوب مع المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية لإنفاذ قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة وأيضاً تأسيس وإحياء مجالس المصنفات الولائية.. أيضاً لا بد من التنسيق والعمل مع شرطة النظام العام على المستوى الاتحادي والولائي.. ونريدكم أن تجعلوا من داركم المقامة في أحسن موقع بالبلاد عند بداية سريان النيل الخالد المنحدر من المقرن أجعلوا من هذه الدار الأنيقة مركزاً للإشعاع الثقافي عمروها بالحفلات وجلسات الاستماع والمحاضرات والندوات نشطوا فصول دراسة الموسيقى للشباب وأقيموا لهم الورش الفنية والسمنارات المتخصصة أخلقوا مناخ تواصل الأجيال بين الشباب والرواد أجعلوا شراكة بين اتحاد فن الغناء الشعبي وكافة الدور والمنتديات بالعاصمة، افتحوا البروتوكولات والاتفاقات الثقافية المنشأة بين السودان والدول الصديقة وذلك لإنفاذ ما جاء فيها من مشاركات إبداعية إقليمية ودولية.. قوموا بزيارات للدول المجاورة المحبة للغناء السوداني وأقيموا الحفلات المتبادلة لأن هذا العمل يعد من أجدى وأرقى أنواع الدبلوماسية الشعبية.. افتحوا ملفات الفلكلور والموروث الحضاري الإبداعي الثري على مستوى كل البلاد، نقبوا في كنوز فنون أهل السودان واجعلوا من نعمة التنوع الثقافي الإبداعي مصدراً للفخر وأعلموا أن الاستثمار في مجال إبداعكم مؤكد إذا أوليتموه الاهتمام والرعاية سيكون مصدراً لثراء أهل الإبداع وتحويل أحوالهم نحو الرفاهية حتى يتفرغوا للعطاء الإبداعي.. أشرعوا في تأسيس إذاعتكم المرئية والمسموعة وإصدارتكم المكتوبة وتلك مصادر مالية ضخمة الإيراد وأقيموا من مسرحكم مكاناً للحفلات التجارية وأنشئوا شركات من محطات الإذاعات المرئية والمسموعة ففي ذلك أيضاً تحقيق موارد يمكن استغلالها لتطوير الفن السوداني.. أقيموا احتفالات إحياء ذكرى الرواد من مبدعين وموسيقيين وكرموا أسرهم، أنشئوا أيضاً شراكة مع صندوق دعم المبدعين الاتحادي وعمموا بطاقات العلاج لكل مبدع بذل إبداعه لهذه الأمة.
أخي وصديقي د.”عبد القادر سالم” أخيراً لا تنسى أنا أيضاً عضو باتحادكم باعتباري ملحن أنا رهن إشارتكم ولن أدخر وسعاً للعمل معكم لنهضة فنوننا الغنائية الموسيقية.. وأعلم أن اتحاد شعراء الأغنية السودانية قريب من داركم ونحن نسعى لبنائه ونحتاجكم فنحن شركاء في العملية الإبداعية.
وختاماً أسأل الله لكم التوفيق والنجاح.. وشيلتك تقيلة.. وأنت لها..
أخوكم “التجاني”